دور الأسرة في تأهيل المدمن

دور الأسرة في تأهيل المدمن يساعد على الحد من احتمالية تعرضه للانتكاسة، فالكثير من الأهالي يتعاملون بطريقة سيئة مع المدمن ويجهلون مدى تأثيرها عليها على طريقة تفكيره، وتوجهاته السلبية حول العودة إلى الإدمان والتعاطي مرة أخرى، لذلك في مراكز علاج الإدمان المتطورة تحرص على جعل الأسرة جزء من رحلة العلاج، حيث أن الدعم المعنوي والعاطفي الذي يحفز من الدافع الداخلي للمدمن، ورغبته في التعافي والخروج من حظيرة الإدمان التي تنهك الحالة النفسية والجسدية للمدمن، تعرف معنا على دور الأسرة في تأهيل المدمن.

ما هو تأهيل المدمن ؟

ما هو دور الأسرة في تأهيل المدمن؟ إجابة هذا السؤال تحتاج في البداية أن نوضح ما هو المقصود بتأهيل المدمن، هذا المصطلح يطلق على عمليات وبرامج العلاج النفسي التي تطبق على مرضى الإدمان، وذلك بعد الانتهاء من إزالة التعود الجسدي على المخدر، والبدء في عملية إزالة التعود والتأثير النفساني للإدمان.

وذلك ما يكثر في حالات الإدمان على الكحوليات أو الأدوية النفسية أو المخدرات، وبالتالي المفهوم العام لتأهيل المدمن هو تمكين المدمن من وقف تناول المادة المخدرة، وتجنب الآثار النفسية التي تعتبر سبب في الانتكاسة وفشل رحلة العلاج من الإدمان.

كيف تقنع شخص مدمن بالعلاج من الإدمان

دور الأسرة في تأهيل المدمن

دور الأسرة في تأهيل المدمن من أهم نقاط التوعية التي تساعد الأسرة على مواجهة خطر الإدمان والعودة مرة أخرى، لذا تأهيل الأسرة للمدمن يعتمد على الحصيلة المعلوماتية، والمعرفة والوعي الكافي بأنواع المواد المخدرة وأضرارها على الصحة الجسدية والنفسية والأسرية، لذا دور الأسرة في تأهيل المدمن يتلخص في النقاط التالية:

1_ معرفة أنواع المخدرات

دور الأسرة في تأهيل المدمن يبدأ من معرفة المواد المخدرة التي يتعاطاها الشباب والمراهقين في الوقت الحالي، وذلك ما يساعد الأسرة على اكتشاف المادة المخدرة بسهولة، والحيل والأكاذيب التي قد يعتمد عليها من أجل إخفاء حقيقية الإدمان، حيث أن الجهل بالمواد المخدرة يزيد من خطر الإدمان وأضراره على الابن وأفراد الأسرة، وتفاقم الأعراض الإدمانية التي تتطلب التأهيل والوعي الكافي.

2_ معرفة أعراض الإدمان

دور الأسرة في تأهيل المدمن يتطلب من أفراد الأسرة معرفة ما هي أشكال ومظاهر الإدمان، والتي تتضمن أعراض جسدية وأخرى نفسية مما يساعد أفراد الأسرة على تحديد الطريقة الملائمة للتعامل معها، ودعم المدمن للحد من تفاقمها وتأثيرها السلبي.

وبالتالي التعرف على المظاهر الجسدية والمعنوية والنفسية للمدمن وتحديدها من أدوار الأسرة في الوقاية من الإدمان، وتأهيل المدمن حتى يتعافى تمامًا من الإدمان، لذلك القراءة والتوعية حول مظاهر الإدمان مهم جدًا بالنسبة للأسرة.

3_ التوعية بطرق التعامل مع جميع مراحل علاج الإدمان

دور الأسرة في تأهيل المدمن يتضمن الوعي بمراحل العلاج المختلفة للمدمن، حيث أن كل مرحلة علاجية تتصف بعض الصفات والأعراض التي تظهر على مريض الإدمان، كما أن التعامل مع المدمن في المراحل الأخيرة من العلاج يحتاج إلى الصبر، والدعم المعنوي المقدم من الأسرة للتعافي والشفاء واستكمال جلسات العلاج النفسي، والتي من أهدافها التأهيل السلوكي والنفسي للمدمن حتى لا يعود إلى الإدمان مرة أخرى.

والجدير بالذكر أن هذه المرحلة هامة للغاية بالنسبة لمريض الإدمان، حيث تضمن للأسرة تعافي المدمن بشكل نهائي، والتعامل مع مسببات الانتكاسة وعدم الخضوع لمحفزات الإدمان التي تحيط به.

4_ التوعية بالسلوكيات التربوية الصحيحة

دور الأسرة في تأهيل المدمن يحتم عليها معرفة أن الوقاية خير من العلاج، وذلك ما توفر مراكز علاج الإدمان من خلال برامج التأهيل والوقاية من العودة للإدمان، لذا مهم جدًا أن تكون الأسرة ملمة بالسلوكيات والأساليب التربوية الصحيحة التي تعزز من سلوكيات المدمن الإيجابية، مثل تقوية المبادئ الأخلاقية والدينية لدى الأبناء وتوعيتهم بالمخاطر الإدمان على المخدرات

إلى جانب ذلك الحرص على مراقبة سلوكياتهم والابتعاد عن العنف والضرب عند ارتكاب الأخطاء، واستخدام مبدأ الثواب والعقاب الذي يعد من أفضل الأساليب التربوية الصحيحة التي تؤهل المدمن نحو التعافي، والوقاية من أعراض الانتكاسة التي قد يتعرض لها.

أهمية التأهيل السلوكي للمدمن

تحدثنا عن دور الأسرة في تأهيل المدمن للحد من مخاطر الإدمان أو العودة للتعاطي بعد التعافي، ومرحلة التأهيل السلوكي للمدمن تعد مرحلة هامة جدًا في رحلة التغيير، وتبديل سلوكيات المدمن مما يعزز من قوته الفكرية والسلوكية لمواجهة الحياة بعد العودة من طريق الإدمان.

و دور الأسرة في تأهيل المدمن يعتمد على تدريب أفراد الأسرة على بعض السلوكيات، والمهارات الهامة التي تساعد على التأهيل السلوكي للمدمن، وتوفير الأجواء الصحية التي تهيئة للابتعاد عن حياة الإدمان، لذا أهمية التأهيل السلوكي للمدمن تتمثل في النقاط التالية:

  • التوقف عن تعاطي المواد المخدرة.
  • تعلم بعض المهارات والسلوكيات الإيجابية التي تحد من عودتك إلى الإدمان مرة أخرى.
  • خضوع رحلة علاجية مهمة جدًا لحماية المدمن المتعافي من مؤشرات الانتكاسة.
  • العمل على غرس بعض السلوكيات وتعلم عادات جديدة.
  • دور الأسرة في تأهيل المدمن سلوكيًا يساعده على أن يكون فرد متفاعل داخل البيئة المحيطة به، وذلك بالمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والمناسبات العائلية.
  • القضاء على أسباب ودوافع الإدمان مما يعزز من تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المدمن.
  • دمج الأسرة ضمن البرامج التأهيلية والعلاج السلوكي الذي يعزز من استجابة المدمن للعلاج.

موضوعات ذات صلة: كيفية التعامل مع الابن المدمن

برامج تأهيل المدمن

في سياق الحديث عن دور الأسرة في تأهيل المدمن سنتحدث عن برامج تأهيل المدمن، والتي تعتمد على العلاج النفسي المدمج مع آليات التأهيل السلوكي وأهمية الأسرة في تأهيل المدمن للتعامل مع خطر الإدمان، ومن اشهر البرامج التأهيلية التي يقدمها مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي ما يلي:

1_ برنامج العلاج الذاتي لعلاج الادمان

دور الأسرة في تأهيل المدمن يعزز من استجابة المدمن للعلاج للابتعاد عن خطر الإدمان، ومن ضمن البرامج التأهيلية المستخدمة هو العلاج الذاتي القائم على فلسفة ومبادئ خاصة بعلاج المدمنين، والتي تطبق ضمن جلسات العلاج الجماعي، ومن أهدافها تغيير الأفكار الداخلية والسلوكيات الإدمانية.

2_ الجلسات المفتوحة

أحد طرق العلاج التأهيلي لمريض الإدمان هي الجلسات المفتوحة التي تعتمد على دمج الأسر في هذه الجلسات، وذلك ما يساعدهم على معرفة أهمية دور الأسرة في تأهيل المدمن، والخطوات الصحيحة لعلاج المدمن بناء على أسس علمية دقيقة.

والجدير بالذكر أن الجلسات المفتوحة لتأهيل المدمن تهدف إلى ترسيخ فكرة دور الأسرة في تأهيل المدمن، وذلك من خلال التالي:

  • دمج الأسرة في الأنشطة الاجتماعية والبرامج الترفيهية التي يشارك بها المدمن، وذلك للاستفادة من دور الأسرة في توفير الدعم العاطفي والمعنوي والنفسي أثناء جلسات العلاج، والذي يكون المدمن في أمس الحاجة له.
  • تحديد أهداف و دور الأسرة في تأهيل المدمن من خلال تهيئة البيت أو الحياة الجديدة للمدمن، والتخلص من كافة المؤثرات أو المحفزات التي تشجع على الإدمان من الناحية النفسية أو المادية.

3_ الجلسات المغلقة

جلسات العلاج المغلق تهدف إلى دمج أفراد الأسرة أثناء الجلسة، وذلك للتأكيد على أهمية دور الأسرة في تأهيل المدمن، وتقديم الدعم المعنوي للمدمن ورفع مستويات التفاعل، والاستجابة للعلاج واتباع نصائح الطبيب في سياق التخلص من الإدمان والتوقف عن التعاطي.

4_ برامج الإرشاد الأسري بعد التعافي

دور الأسرة في تأهيل المدمن مهم جدًا خلال مرحلة ما بعد التعافي، لذا يوضح الطبيب المعالج برامج الإرشاد الأسري حول التعامل مع المدمن بعد التعافي، والتي تهدف إلى دمج الأسرة في مرحلة الوقاية من الانتكاسة والعودة إلى المخدرات، والأسرة تكون البطل الرئيسي في هذه المرحلة، ومن أهداف تلك البرامج ما يلي:

  • تأهيل الأسرة للتعامل مع خطر الإدمان من خلال تدريبهم على المهارات، والسلوكيات المتعلقة بطريقة التعامل مع المشكلات التي يواجهها المدمن.
  • توعية الأسرة عن مسببات الانتكاسة لتجنب تعرض المدمن لها.
  • كذلك توعية أفراد الأسرة حول مؤشرات الانتكاسة للتعامل معها بشكل صحيح، ومنعها من التطور مع مرور الوقت والوصول إلى مرحلة الانتكاسة الفعلية.
  • تأهيل الأسرة للتعامل من مخاطر الإدمان من الناحية النفسية بواسطة تهيئة الأجواء حول المدمن، وإرشادهم نحو الاستراتيجية الصحيحة للتعامل مع المدمنين بعد فترة العلاج.
  • أيضًا تأهيل الأسرة وتثقيفهم حول طريقة إنقاذ الأبناء من مخالب العودة إلى الإدمان.

نهاية الحديث عن دور الأسرة في تأهيل المدمن:

اليوم حديثنا تتضمن مجموعة من النصائح حول أهمية دور الأسرة في تأهيل المدمن، والتعامل معه بعد التعافي للحد من العودة إلى المخدرات والانتكاسة، حيث أن الأسرة لها دور فعال أثناء رحلة العلاج وبعد التعافي، لذا يحرص أطباء مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي على دمج الأسرة في برامج العلاج، والتأهيل السلوكي وتثقيفهم حول الطرق الصحيحة للتعامل مع المدمن بعد التعافي من الإدمان.

مصدر1 

مصدر2 

مصدر3

شارك المقال