قصة مدمن مخدرات متعافي قصيرة للعبرة

نسرد في هذا المقال قصة مدمن مخدرات متعافي حيث لم تشهد البشرية منذ فجر التاريخ وباء يحصد في أرواح البشر يفوق تأثيره تأثير الأمر والطاعون مثل وباء المخدرات! والذي يجعل الإدمان علي المخدرات أصعب من تلك الأوبئة الفتاكة أن هذه الأوبئة يمكن محاصرتها والتعامل معها مهما بلغت خطورتها.

لكن المشكلة الأكبر والداهية والبلية التي بصددها العالم بأسره هي استحالة محاصرة مرض الإدمان وقد يمتد المرض ليشمل الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه الشخص فأليتها اقتصرت علي الشخص نفسه!

المخدرات ذلك الوباء العالمي الذي تفوق جسامة مخاطره ما أحدثته الحروب في البشر منذ بداية العصر الحديث ودون مبالغة، لكن لماذا تفشت المخدرات في المجتمع بهذا الشكل حتى صارت من أكبر المخاطر التي تواجهها المجتمعات وكل يوم يزداد عدد مدمني المخدرات في العالم وكل يوم ضحايا جدد من ضحايا الإدمان؟

وتشير تقارير الأمم المتحدة أن من الأسباب الرئيسية لتفشي الإدمان في المجتمع هو فشل المؤسسات والدول والجهات المعنية بإيصال مخاطر المخدرات إلى الأفراد في ظل وجود العديد من العوامل والمتغيرات التي خلقت ظلالا سلبية عديدة علي توجهات الشباب ومن هم في فترة المراهقة التي تعد المرحلة الأخطر في حياة الأشخاص خاصة هذه الأيام.

اعتقادات زائفة حول المخدرات؟

على الرغم من  الجهود الإعلامية التي بذلك في الآونة الأخيرة والتي أوضحت مخاطر الإدمان علي المخدرات إلا أنه لا زال العديد والعديد بسبب ترويج المروجين وتغرير المغريرين وأهل الشر الذي يعج بهم المجتمع لا زال هناك من يعتقد فوائد المخدرات وفوائد الكحول ويكأن العقول قد غيبت تماما عن فهم الحقائق ولو لم يكن لهذه المواد مخاطر يكفي أن الله حرم الخمر في الشرائع فهي تغيب العقل وتجعل الإنسان يفعل الحماقات.

هناك دراسات مختصة عديدة أجريت علي الأشخاص المدمنين ومن هم في دور المراهقة بالتحديد وأكدت أن أهم أسباب الإدمان وتعاطي المخدرات لدى المراهقين بشكل خاص هو الاعتقاد الزائف بفائدة تلك المواد وقلة الضرر الناتج عن تلك السموم وعدم استبصار أولئك الأشخاص بالمآل البي والنفسي والاجتماعي للمخدرات.

لذا يجب أن يكون برنامج علاج الإدمان وبرامج الوقاية من الإدمان مستندة إلى هذا الجانب وطبيعة اتجاهات المراهقين وفهم الشباب نحو مشكلة الإدمان وكيفية الوقاية منها.

لا بد أن نعي تماما المهام الأساسية عند دراسة مشكلة التعاطي والعوامل المؤثرة فيها والعمل علي الوقاية منها وهذا يتطلب علي اتجاهات المراهقين والشباب وسبب تعاطي المخدرات وطبيعة المشكلة وهل اتجاهات الشباب إيجابية أم سلبية نحو الإدمان مع المشاركة في برامج الوقاية؟ وكيف يمكننا أن نغير توجيهات السلبية من خلال المشاركة في برامج الوقاية من الإدمان وتغير تلك الأفكار والاتجاهات إلى إيجابية.

قد يهمك الاطلاع أيضًا على:

قصة عن المخدرات تتضمن السرد والوصف والحوار

علاج إدمان الكوكايين

علاج الإدمان في البحرين

قصص أشخاص وقعوا في فخ الإدمان؟ قصة مدمن مخدرات متعافي 

نبدأ بقصة مدمن مخدرات متعافي لأحد الشباب في عمر 25 سنة يقول فيها:-

“دخلت في طريق الانحراف في المرحلة الابتدائية ولم أكن تعديت الحادية عشرة من العمر وقد تعلمت حينها التدخين من رفاقي في المدرسة… وفي ظل غياب الرقابة الأسرية وحينما سألوا عن سبب رائحة التدخين في ملابس كنت أتعلل بأنها نتيجة الجلوس مع أشخاص مدخنين…

مضت الأيام ولم أستطع أن أقاوم رغبتي في تجربة الخمر خاصة أنها كانت متوفرة نوعا ما في ذلك الحين ومن ثم بدأت الأفكار تراودني أن احرب المخدرات وكان الوقت مناسب لتعاطي الحشيش وقد قيل لي إن الحشيش لا يسبب الإدمان فجربته وقد كنت أتناول تلك المخدرات خلسة بعيدة عن الأعين”

يكمل الشاب قصته ويسرد كيف استمر في طريق التعاطي ودور رفقاء السوء وتبذير الأسرة للأموال دون مراقبة “كنت أسهر كثيرا خارج البيت وكنت أرجع وأتسلل خلسة في جنح الظلام وعشت جو السهر مع رفقاء السوء وتدني مستواي التعليمي كثيرا، وكنت أكذب علي الأسرة وأتعلل من أجل الحصول على الأموال واستدنت كثيرا ووقعت في شرك القروض وصرت مدانا للعديد من الناس”

ثم يوضح الشاب كيف أن السفر الي الخارج يفتح الباب علي مصراعيه لتعاطي المخدرات في ظل غياب الرقابة الاسرية فيقول “سافرت مع مجموعة من الاصدقاء الي تايلاند وفي احدي السهرات الماجنة جربت الهروين ولاول مرة في حياتي بحثا عن المتعة القاتلة في عالم وهمي لم اصحو منه الا وانا مدمن علي المخدرات…

وأضررت لان أعيش بعيدا عن أسرتي حتى لا أسبب لهم العار والشنار بعد أن تورطت في قضية وتم القبض على من قبل الشرطة والآن بعد أن وصلت إلى هذه المطاف وكان نهايتي هي السجن وخسرت أهلي ودراستي لم أجد إلا طريق التوبة والعلاج والحمد لله بدأ أشعر بأني أعيش شخص جديد”.

وبعد أن انتهت القصة الأولي لأحد الأشخاص الذين وقعوا في فخ الإدمان بسبب الرفقة السيئة في بداية الطريقة ومن ثم غياب دور الأهل الرقابي وكيف كان للسفر دور في الإدمان ينبغي أن يكون لنا وقفة مع هذه العوامل وحماية أبنائنا من الوقوع في فخ الإدمان.

مع قصة مدمن مخدرات متعافي الثانية من افواه أحد المدمنين والتي نستطيع أن نعون لها حتمية الكذب وقد قال فيها “كنت أشعر بالفراغ والملل ورافقت شلة من رفقاء السوء وافقتهم في كل ما يقومون به من أعمال ولم أتعلم أن أقول” لا “.

وفي يوم من الأيام قال لي أحدهم جرب تلك الحبوب وكانت تسمي بيننا حبوب السعادة وهي الحبوب المهلوسة وبسبب تلك الحبوب دخلت فيها إلى عالم المخدرات من أوسع أبوابه… ولم تقف المخدرات معي علي الحبوب المهلوسة.

لكن حين بلغت السادسة عشرة من العمر أقنعني أحد الأصدقاء أن الحشيش مثل الدخان لا يسبب الإدمان وأني أستطيع الإقلاع عن الحشيش في إي وقت ولكن للأسف كانت الأعراض الانسحابية للحشيش تحول بيني وبين الإقلاع عن الحشيش وعرفت فيما بعد أنه عادة ما يكون مخلوطا بالهيروين حتى يسبب إدمانا أسرع”

ويضيف الشخص قائلا “تطورت علاقتي مع المخدرات ولم أكن مدمنا فحسب بل صارت لي علاقات مع المروجين والمدمنين حتى وصلت إلى أحد المروجين الكبار للحشيش وقد اتفقت معه على أن ابيع الحشيش مقابل نسبة اتعاطاها.

وبعد مرور ثلاث سنوات من التعاطي المتواصل للحشيش شعرت أنه لا يكفيني هو ولا الخمر ولا الحبوب المهلوسة فنصحني أحد الرفقاء نصيحة رفيق السوء الذي أفحمني في عالم الهيروين ومن تلك اللحظة تحطمت حياتي وزادت مصروفاتي بسبب ارتفاع سعر الهيروين ولذا كنت أدخل البيت وأسرق النقود من جيب والذي وأسرق ممتلكات البيت الثمينة وأبيعها من أجل الحصول على الأموال لشراء جرعة الهيروين”

ثم يسر صاحب قصة مدمن مخدرات متعافي كذبه واحتياله من أجل الحصول علي المال فيقول “كثيرا ما كنت أحتال لأسرق وكثيرا ما كذبت علي والذي من أجل الحصول علي المال وفي إحدى المرات أخذت كرتون علاج البيت وركبت مع والذي السيارة وقلت له أريد أن اشتري الدواء من الصيدلية وأعطاني النقود وبقي في السيارة فنزلت إلى أحد مروجي الهيروين واشتريت منه جرعتين من الهيروين.

ومن ثم رجعت إلى البيت بسرعة ولما سألني عن سبب التأخير قلت بأن الصيدلي كان يصلي فتأخر، ولما سألني عن الدواء أخرجت له الأدوية التي كنت قد أخذتها من البيت وأنا خارج… ولم يتوقف الأمر على سرقة أموال البيت والاحتيال علي الوالدين ولكن زادت مشكلتي وتورطت في للديونز

ووقعت في العديد من المشاكل بسبب الديون التي اقترضتها من أجل شراء الهيروين وتورطت في أكثر من قضية وافتضح أمري وفشلت في الدراسة، وأنا الآن أحاول أن استعيد شيئا مما فقدت وان ارجع إلى خير مما كنت عليه والله المستعان”.

ومن خلال قصة مدمن مخدرات متعافي التي تحدثنا عنها من خلال المقال والتي أوضحت لنا بعض أسباب الوقوع في قبضة الإدمان وكيف أن الوالدين وغياب الدور الرقابي ومن ثم رفقاء السوء وانتشار وتفشي المخدرات في المجتمع والمروجين وأهل الشر والذين لا يهمهم إلا المال وحسب حتى عجت المجتمعات بالمخدرات وصارت المخدرات والمواد المسببة للإدمان تملأ المجتمع.

لا ينبغي أن نترك المدمن للإدمان ليلتهمه ولكن يجب علينا أن نقف بجانب المدمن لإخراجه من عالم الكلام قبل أن تتفاقم المشكلة ويزج به في السجن أو أن يقتل أو أن يزني ويدخل في متاهات وضلالات هذا العالم أكثر، فالمدمن وان وقع في الإدمان لطن يمكننا أن نحي منه شخص جديد قادر على العطاء والبناء في المجتمع.

نحن في مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان نمد أيدينا لأبنائنا الذين وقعوا في فخ الإدمان والتعاطي لإنقاذهم من هذا الوحل قبل فوات الأوان فمع أطباء مركز اختيار للطب النفسي من خلال بيئة علاجية تساعد علي التعافي سنتخلص من هذا العالم المرير المظلم ونحيا في حياة جديدة وبروح جديدة.

المصادر

المصدر الأول

المصدر الثاني

المصدر الثالث

شارك المقال