مؤشرات الانتكاسة لمريض الإدمان

مؤشرات الانتكاسة لمريض الإدمان تعتبر هي الإنذار على عودته إلى التعاطي مرة أخرى، والمشكلة شائعة للغاية بين مرضى الإدمان وتحديدًا عند التوقف عن حضور جلسات العلاج النفسي، أو عدم الخضوع إلى برنامج علاج شامل يوفر خدمة التأهيل السلوكي والنفسي، لذلك مؤشرات الانتكاسة من أهم الأمور التي يجب معرفتها من قبل أفراد العائلة لسرعة التدخل وإنقاذ المتعافي من العودة الفعلية إلى الإدمان، ولتعلم جيدًا أن الانتكاسة لا تبدأ بالاستخدام الفعلي للمادة المخدرة، بل تبدأ قبل ذلك من خلال الأفكار والمشاعر السلبية التي تملأ عقل المتعافي، وتشجعه على العودة مرة أخرى.

الانتكاسة في الإدمان

مؤشرات الانتكاسة هي العلامات الدالة على أن المدمن بدأ في الحياد عن طريق التعافي من الإدمان، وانتكاسة المدمن تحدث لأسباب مختلفة أهمها التوقف عن العلاج النفسي، لأنه السلاح الأقوى في يد المتعافي لمحاربة المؤثرات والمحفزات الخارجية التي تواجه أي مريض إدمان، لذلك مهم جدًا أن يوفر مركز العلاج برنامج شامل يتضمن جلسات العلاج النفسي والتأهيل السلوكي، وإلا فإن انتكاسة المدمن أمر وارد ومتوقع.

على الجانب الآخر الانتكاسة في الإدمان هي النتيجة الطبيعية لمحاولات العلاج بالمنزل أو بالأعشاب الطبيعية، وعلى الرغم من محاولات البعض الترويج لعكس ذلك إلا أن النتيجة هي الانتكاسة، وبالطبع معدلات الانتكاسة ترتفع بين مرضى الإدمان بسبب الخلل في الاستراتيجية العلاجية، ومن خلال حديث اليوم سنسلط الضوء على مؤشرات الانتكاسة للمدمن.

هل ممكن المدمن يرجع يتعاطى بعد التعافي

مؤشرات الانتكاسة

مريض الإدمان وأفراد أسرته يعتقدون أن رحلة العلاج تنتهي مع مغادرة المصحة العلاجية، ولكن المرحلة التالية هي الأصعب في رحلة تعافي المدمن، لأن التصادم مع البيئة المحيطة والأصدقاء تعيد له ذكريات الإدمان والتعاطي، كما أن بعض المشكلات العائلية أو الضغوطات التي يتعرض لها المدمن تكون سبب تشويه أفكاره، ومشاعره مما يحفز من رغبته في العودة إلى الإدمان مرة أخرى.

لذا من دور أطباء مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي المتابعة المستمرة مع أفراد العائلة، وتوضيح كافة مؤشرات الانتكاسة التي تساعد الأسرة على اكتشاف انتكاسة المدمن في وقت مبكر، لأن الانتكاسة تحدث على مرحلتين متتاليتين.

مؤشرات الانتكاسة للمدمن المرحلة الأولى

المتعافي في المرحلة الأولى من الانتكاسة يتعرض إلى مجموعة من الأعراض، والتي تكون أغلبها من الأعراض النفسية والعاطفية حيث تراوده مشاعر سلبية غير مرغوب فيها، ومن أبرزها التالي:

1_ عدم الشعور بالراحة والانزعاج

خلال المرحلة الأولى والتمهيدية للانتكاسة يشعر المتعافي بالضيق النفسي، والاختناق وعدم الراحة والانزعاج طوال الوقت، وعلاوة على ذلك، تملئه مشاعر الضيق والملل والفراغ وعدم الشعور بالرضا عن مرحلة التعافي التي أصبح فيها بعد الإدمان، لذلك يكون دائم الغضب والانفعال وكثرة الشكوى والحالة المزاجية السيئة وغيرها.

2_ اضطرابات النوم والأرق

من أبرز مؤشرات الانتكاسة في هذه المرحلة هي صعوبة النوم والأرق وعدم انتظام المتعافي في ساعات النوم، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الأرق والتوتر بسبب الكوابيس المزعجة، ويصاحب ذلك أعراض الإرهاق والتعب وعدم استقرار النوم.

3_ عدم الاستمتاع بممارسة العادات الصحية

في مرحلة التعافي يجب على المدمن اتباع قائمة من العادات الصحية عوضًا عن العادات السيئة، وتكون هي مصدر المتعة والهياج والراحة بدلًا من تعاطي المواد المخدرة، ولكن في بداية الانتكاسة يشعر المدمن بأنه قد افتقد اللذة والمتعة التي يشعر بها عند ممارسة هذه العادات، وتملئه مشاعر الغضب والانفعال والضيق والألم العاطفي.

4_ فقدان الشغف

ضمن مؤشرات الانتكاسة لمريض الإدمان في المرحلة الأولى فقدان الشغف، حيث تسيطر علي مشاعر اليأس وعدم الرضا والقنوط والملل، فضلًا عن الشعور بعد الفائدة من ممارسة التمارين الرياضية أو تمارين اليوجا أو الاسترخاء التي تستخدم في إدارة أعراض الانتكاسة، وذلك ما يثير من تفاقم أعراض الانتكاسة.

بالإضافة إلى ذلك يفقد المتعافي قدرته على التواصل مع المجتمع الخارجي وأصدقائه، حيث ينفر من التجمعات العائلية أو لقاء الأصدقاء، وعلاوة على ذلك، من أبرز علامات الانتكاسة التي يكون من السهل ملاحظتها على مريض الإدمان هي الانطوائية، وعدم البوح بمشاعره أو أفكاره.

5_ جلد الذات وارتفاع مستويات القلق والاكتئاب

تتفاقم الأعراض السابقة يدخل المتعافي في مرحلة جلد الذات والشعور بالذنب وتأنيب الضمير، وذلك ما يزيد من مستويات القلق والتوتر وتبدأ أعراض الاكتئاب في الظهور على المتعافي، لذلك مهم جدًا تثقيف المدمن عن مؤشرات الانتكاسة ليتمكن من التعامل مع تلك الأعراض، والوقاية من الدخول في مرحلة الاكتئاب التي تزيد من خطر الانتكاسة النفسية أو العقلية.

تعرف على 4 طرق التعامل مع الانتكاسة

مؤشرات الانتكاسة للمدمن المرحلة الثانية

مؤشرات الانتكاسة  لمريض الإدمان هي التي تنهار فيها كل وسائل الدفاع، والوقاية من العودة إلى الإدمان مرة أخرى، ولتبدأ مرحلة الانتكاسة الفعلية التي تشمل الأعراض التالية:

1_ تذكر نشوة المخدرات

عندما تبدأ الأعراض السلبية في السيطرة على المدمن يسترجع نشوة المخدرات، والمتعة والاسترخاء عند تعاطي المادة المخدرة، ويحاول المتعافي طرد هذه الأفكار والمشاعر حتى يتغلب على فكرة العودة إلى الإدمان مرة أخرى، وفي هذه المرحلة ينضح بسرعة التواصل مع الطبيب المعالج وحضور جلسات العلاج النفسي الجماعية.

وتعرف هذه المرحلة ببدء الانتكاسة العقلية المتعلقة باسترجاع نشوة التعاطي، وهنا يتغير سلوك المتعافي مع أفراد عائلته والأصدقاء، فلا يشعر بالرضا النفسي كما في السابق، ويتهرب من الحديث مع العائلة أو لقاء الأصدقاء، والبقاء وحيدًا لفترات طويلة.

2_ تراوده بعض التصورات العقلية حول الإدمان

ضمن مؤشرات الانتكاسة بالمرحلة الثانية يبدأ المخ في استرجاع الأنشطة، والنشاطات التي كانت تمنحه المتعة والنشوة كما في السابق، وبالتالي يتذكر مرحلة تعاطي المخدرات والسلوكيات الإدمانية، لذا يصل المتعافي إلى مرحلة تصور نفسه يتعاطي المخدرات كما في السابق.

وفي هذه المرحلة تظهر بعض التغييرات الجذرية في سلوكيات المتعافي، حيث يتوق عن التواصل مع الطبيب المعالج أو حضور جلسات العلاج الجماعي، وينخفض مستوى التركيز والانتباه، ومشاعر التوتر والقلق والانفعال طوال الوقت.

3_ ارتفاع الرغبة في  تعاطي المخدرات

المدمن المتعافي يعود إلى تذكر نشوة المخدر وتغزوه مشاعر الحنين إلى تلك النشوة، ويرغب في تناول على الأقل جرعة واحدة ليخمد لهيب الحنين والاشتياق إلى المادة المخدرة، وهنا تتغير حركات المتعافي وسلوكياته مع جميع من يحيط به، مثل الكذب والمراوغة والابتسامة المريبة وانخفاض نشاطه اليوم وانعدام الحديث مع الآخرين، ويصبح أكثر غموضًا من السابق مثل إجراء مكالمات سرية.

4_ صراع داخلي

عندما تشتعل نار الرغبة في تعاطي المخدر لمرة واحدة على الأقل يدخل المدمن في دائرة الصراع، ويبدأ في التفكير بالعودة إلى الإدمان أو الحفاظ على مرحلة التعافي والحد من الانتكاسة، وللأسف يشعر بالخوف من طلب المساعدة أو الدعم من الطبيب، والبيئة الإدمانية تشجعه على العودة إلى الإدمان وتنتصر رغبة التعاطي لإنهاء هذا الصراع.

وهذه المرحلة يصاحبه مشاعر عالية من التوتر والقلق وسوء الحالة المزاجية، ويدخل المتعافي في مرحلة اكتئاب حاد حيث يتحدث المتعافي مع نفسه بطريقة سلبية، ويكون أكثر عدوانية مع الآخرين ويلقي اللوم على من حوله، ويصبح شخص غير مرنه يبحث عن الانفعال وإثارة المشاكل مع الآخرين.

5_ التوقف عن التفكير في سلبيات الإدمان

المتعافي الذي يبدأ في مرحلة الانتكاسة الفعلية يتوقف عن تذكير نفسه بأضرار، ومضاعفات الإدمان التي كان يعاني منها في السابق، بل يشعر بأن مرحلة العلاج سبب في صراعه الداخلي، ويبدأ في النظر إلى المتعة والنشوة التي يحصل عليها من التعاطي، لذا يبدأ في التقليل من أعراض الإدمان مع نفسه ويقنعه عقله بأنه قادر على التحكم في أعراض الإدمان.

6_ تقبل فكرة التعاطي واختلاق المبررات

مؤشرات الانتكاسة تصل إلى ذروتها عندما يتقبل المتعافي تعاطي الجرعة الأولى من المخدر بعد العلاج، ويضع لنفسه بعض المبررات مثل:

  • تعاطي مرة واحدة لن يضر بشيء.
  • أنا شخص متعافي ومن السهل التحكم في الإدمان.
  • لا يمكن التوقف مهما حدث.
  • أنا شخص سيء.
  • أنا شخص لا استحق الحياة الجيدة.
  • لا فائدة من العلاج والتعافي.
  • سأتناول جرعة واحدة ثم أتوقف مرة أخرى.

هنا تبدأ المرحلة الأخيرة للانتكاسة ويعود المتعافي إلى الإدمان بشكل فعلي، ومن دور الأسرة الوعي الكافي بجميع مؤشرات الانتكاسة حتى تتمكن من التدخل في الوقت المناسب، وإنقاذ المتعافي من المرحلة الفعلي للانتكاسة والعودة مرة أخرى إلى الإدمان.

نهاية الحديث عن مؤشرات الانتكاسة:

مؤشرات الانتكاسة تتباين ما بين مرحلة الانتكاسة الأولية التي تتضمن الألم العاطفي، والمرحلة الثانية التي تنتهي بالاستخدام الفعلي للمادة المخدرة، والوعي والتثقيف بأضرار ومضاعفات الانتكاسة تساعد المتعافي، وأفراد العائلة على التعامل السريع مع الانتكاسة، وذلك بطلب المساعدة والدعم من الطبيب المعالج الذي يساعد على دعم المتعافي، ومواجهة أفكار ومشاعر الانتكاسة بعد التعافي من الإدمان.

مصدر1 

مصدر2 

مصدر3

شارك المقال