أدوية علاج الكحول هي الطريقة الآمنة والصحيحة التي تساعد المدمن على تجاوز مرحلة الأعراض الانسحابية، حيث تكون مجموعة من العقاقير والأدوية النفسية التي تخفف من حاجة المريض إلى تناول المشروبات الكحولية، وتحد من تفاقم تلك الأعراض التي تزيد من صعوبة مرحلة علاج الإدمان، لذا مهم جدًا استعمال أدوية علاج الكحول في هذه المرحلة، ولكن استعمال الأدوية يحتاج من المريض الرجوع إلى طبيب متخصص، وذلك لأن مريض الإدمان لا يمتلك القدرة على تحديد الدواء الذي يلائمه أو الجرعات المناسبة.
علاج إدمان الكحول يحتاج إلى رقابة مستمرة من الطبيب داخل المصحة العلاجية، وتحديدًا في الفترات الأولى من العلاج ليكون من السهل على المريض التحكم في ردود الأفعال الجسدية، والنفسية الناتجة عن انسحاب الكحول من الجسم، بالإضافة إلى ذلك سرعة التدخل الطبي في حالة تعرض المريض إلى أي مضاعفات خطيرة، لذلك علاج إدمان الكحول في المنزل أو بالأعشاب من المخاطر التي يتعرض لها مريض الإدمان، تابع معنا للحديث عن أدوية علاج الكحول تفصيلًا.
تجربتي مع إدمان الكحول
تجربتي مع إدمان الكحول من أسوأ التجارب التي عانيت منها خلال حياتي السابقة، أنا رجل في سن الـ33 عامًا غير متزوج وأعشق حياة العزوبية، والتي كانت تجعلني قادر على تجربة العديد من الأمور بحرية كبيرة جدًا، وأثناء سفري إلى أحد دول شمال أوروبا بدأت أتردد على الحفلات الغنائية، وكنت أتناول الكحول من أجل المتعة، ولكن مع مرور الوقت أصبح مدمن كحول لا أقدر على التخلص من الكحوليات، والتي أصبحت جزء من يومي وكانت معاناة حقيقية.
حيث أن الكحوليات من المواد التي تؤثر على الدماغ والنواقل العصبية، لذا تذهب العقل ويكون الإنسان خارج السيطرة تمامًا وغير قادر على التحكم في ردود أفعاله، وعلى الرغم من استمرار محاولاتي في التخلص من إدمان الكحول إلا أن النتائج كانت غير مجدية على الإطلاق.
وتجربتي مع إدمان الكحول انتهت عندما تواصل مع صديق مقرب لطلب المساعدة، ونصحني بالإسراع في الذهاب إلى مصحة علاجية وأرشدني على مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي، وبدأت بروتوكول العلاج الذي شمل أدوية علاج الكحول لتخفيف أعراض الانسحاب والعلاج النفسي المتخصص.
موضوعات ذات صلة: برامج علاج الإدمان في المصحات العلاجية
أعراض إدمان الكحول
قبل الحديث عن أدوية علاج الكحول هناك ما يجدر بنا التنويه عنه وهي الأعراض الإدمانية للكحول، حيث أن شارب المواد الكحولية يعاني من خلل في التوازن، وعدم القدرة على الإحساس بما يدور من حوله بسبب الحالة العقلية التي يسيطر عليها الكحول، لذلك مدمن الكحول يعاني من أعراض إدمانية من الناحية الجسدية والنفسية كالآتي:
1_ أعراض إدمان الكحول الجسدية
- الإحساس بثقل في الحركة.
- ضعف التوازن الجسدي.
- الكسل والخمول.
- الضعف الجسدي حيث يشعر المدمن بأنه لا يقوى على حمل جسده.
- الحركة بشكل غير متزن.
- إعياء والتعب الجسدي.
- مشاكل الجهاز الهضمي.
- انخفاض الشهية.
- التحسس من الضوء والأصوات المرتفعة.
- اضطرابات النوم مثل الأرق.
- أعراض حمى بسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم.
2_ أعراض إدمان الكحول النفسية
- الاختفاء المفاجئ دون مبرر.
- تكتم وعزلة.
- ارتباك والشك.
- تداخل الكلام عند الحديث.
- التغيب المستمر عن العمل أو الدراسة بسبب حالة فقدان الوعي التي يعاني منها مدمن الكحول.
- التهور والاندفاع المحفوف بالخطر.
- عدم الشعور بالتعاطف.
- الانفعال والتهيج.
- العصبية والغضب الغير مبرر.
- تبلد ولامبالاة.
- مشكلات اجتماعية وأزمات مالية مستمرة.
- حالة مزاجية غير مستقرة.
- تركيز وتفكير مشوش.
- هلوسة وأوهام بصرية وحسية وسمعية.
- الإصابة بأعراض فصامية.
تنويه هام/ أعراض إدمان الكحول تختلف من شخص إلى آخر نظرًا لمدة تعاطي الكحول، والكميات التي كان يتعاطاها الشخص يوميًا.
علاج إدمان الكحول في البيت
بالحديث عن أدوية علاج الكحول سنتحدث اليوم عن علاج إدمان الكحول في البيت، بعض المدمنين على الكحوليات يشعرون بالقلق والتوتر من فكرة العلاج داخل المصحات الإدمانية، ويعتقدون أنها تسبب لها الفضيحة والعار في حال اكتشاف الأمر، وعلى الجانب الآخر ينظرون إلى العلاج بالمصحات على أنها مضيعة للوقت، وأن الطبيب المتخصص لا يفعل شيء سوى حبس المدمن في غرفة بمفرده.
وبالتالي يلجأون إلى حبس أنفسهم في المنزل لعلاج إدمان الكحوليات، إلا أن ما سبق ليس إلا خرافات قائمة على معتقدات قديمة لا أساس لها من الصحة، فالعلاج في المصحة العلاجية لا يعتمد على حبس المدمن في غرفة، بل يخضع إلى بروتوكول علاجي متكامل يجمع بين العلاج النفسي والأدوية، كما في علاج إدمان الكحول باستخدام بعض الأدوية الطبية.
أما علاج مدمن الكحول في المنزل يؤدي إلى مضاعفات جسدية ونفسية خطيرة، ويعجز المدمن عن تحملها مما يلجأ سريعًا إلى تناول الكحول مرة أخرى، ومع تكرار محاولة العلاج في البيت تتكرر حالات الانتكاسة في مرة، لذلك ننصح بالتوقف عن تصديق تلك المعتقدات الخاطئة والبحث عن مصحة متخصصة في علاج الإدمان.
وتذكر أن علاج المدمن في المصحة يشمل استعمال أدوية علاج الكحول، وهي الأدوية التي تشمل المسكنات والمهدئات التي تساعد على التحكم في الأعراض الانسحابية، والتخلص من الآلام والأوجاع التي قد تواجه مدمن عن التوقف عن تناول الكحول.
علاج إدمان الكحول بالأعشاب
ارتباطا بالحديث عن أدوية علاج الكحول هناك ما يعتقد أن الأعشاب الطبيعية فعالة للقضاء على الإدمان، وأنها تمتلك القدرة الطبيعية على تخفيف ألم الجسم دون الحاجة إلى استعمال أدوية علاج الكحول، عندما ننظر إلى هذا الاعتقاد فنجن أمام واحد من أسوأ الأفكار الشائعة بين أوساط المدمنين، وأخطرها من حيث الأضرار الجانبية التي يتعرض لها مدمن الكحول نتيجة لتصديق هذا الوهم.
الأعشاب الطبيعية لا تعالج الإدمان على الكحول ولا تساعد المدمن على الاستيقاظ من غفوته، وأن العلاج الآمن للإدمان على الكحوليات هو العلاج الطبي داخل المراكز أو المصحات العلاجية، وأن أدوية علاج الكحول هي الطريقة الوحيدة لتخفيف حدة الأعراض الانسحابية للكحول.
أعراض التوقف عن الكحول
أدوية علاج الكحول عبارة عن بروتوكول دوائي يساعد المدمن على تجاوز الأعراض الانسحابية بأمان، وإليك أعراض انسحاب الكحول وفقًا لجدولها الزمني:
1_ أعراض انسحاب الكحول من 6 ساعات إلى 12 ساعة
- الغثيان والقيء.
- رعشة اليدين.
- الحمى.
- كثرة العرق.
- اضطرابات النوم والأرق.
- القلق والتوتر.
- صداع الرأس.
- الحاجة إلى تناول الكحول.
2_ أعراض انسحاب الكحول من 12 إلى 24 ساعة
- الرغبة الشديدة في تعاطي الكحول.
- انخفاض الطاقة.
- التعب والإرهاق.
- تقلبات مزاجية حادة.
- مشاكل الجهاز الهضمي.
3 _ أعراض انسحاب الكحول من 24 إلى 72 ساعة
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة ضربات القلب.
- الهلاوس والضلالات.
- شدة الانفعالات.
أدوية علاج الكحول
أدوية علاج الكحول هي الطريقة الطبية الآمنة التي تؤمن لمدمن الكحول القدرة على تجاوز مرحلة الانسحاب، والتعامل مع الأعراض الانسحابية التي تظهر في مدة التوقف عن الكحوليات، وتذكر أن هذه الأدوية تستخدم تحت إشراف طبيب بداخل المصحة العلاجية، ومن أبرزها التالي:
- لأكامبروسيت (Acamprosate): الذي يساعد على منع حدوث الانتكاس بعد سحب الكحول، حيث يقلل من الرغبة في شرب الكحول.
- كذلك دواء النالميفين (Nalmefene): الذي يساهم في تقليل الحاجة إلى شرب الكحول.
- الديسلفيرام (Disulfiram): يساعد على الحد من الأعراض الجسدية للكحول، وذلك لتقليل عوامل الانتكاسة عند التوقف عن شرب الكحوليات.
- النالتريكسون (Naltrexone): يساهم هذا الدواء في خفض النشوة التي يشعر بها المدمن عند شرب الكحوليات.
الأدوية يتم وصفها من قبل الفريق الطبي المختص بعد خضوع المريض إلى الفحص والتشخيص الدقيق، فلا يتم وصف أدوية من خلال الموقع الإلكتروني لأن أدوية علاج المدمن يتم وصفها بجرعات، وكميات محددة تختلف من مريض إلى آخر وفق وضعه الصحي على أن يتم ذلك تحت إشراف الطبي لحين الانتهاء من مرحلة العلاج الدوائي، وتذكر أن الأدوية المستخدمة قد يكون لها بعض الآثار الجانبية لذا يتوجب الحذر والمتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج طوال هذه المرحلة من علاج المدمن.
هل الإدمان على الكحول مرض نفسي؟
نعم الإدمان على الكحول من الأمراض النفسية، وذلك طبقًا لأحدث بيان لديل تشخيص الأمراض العقلية (DSM-5)، ويعد الإدمان على الكحول مرض نفسي لأنه يسبب جميع الأعراض الأساسية التي يعاني منها الصحة العقلية والنفسية، مثل
التقلبات الحالة المزاجية والاكتئاب والنزعة الانتحارية، بالإضافة إلى اضطراب القلق وثنائي القطب والذهان والهلاوس، تعرف هذه الحالة طبيا باسم اضطراب تعاطي الكحول.
ما هي المدة الكافية للتخلص من إدمان الكحول؟
من الصعب أن يتم تحديد مدة زمنية ثابتة لعلاج مدمن الكحول، فالمدة تختلف من شخص إلى آخر بناء على الوضع الصحي ومدة الإدمان والكميات التي يتعاطاها، إلا أنه في المتوسط يحتاج المدمن من 6 إلى 12 شهر للتعافي.
نهاية الحديث عن أدوية علاج الكحول:
أدوية علاج الكحول تساعد على منع حدوث الانتكاسة مثل دواء لأكامبروسيت ودواء النالتريكسون، واستعمال الأدوية يكون ضمن البرتوكول العلاجي لمدمن الكحول تحت إشراف طبيب، حيث يحذر الأطباء من استعمال تلك الأدوية بدون الحصول على الاستشارة لأن الاستخدام الخاطئ يكون سبب في بعض الأعراض الجانبية أيضًا، لذلك ننصح بالتواصل معنا في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي للاستشارة حول البروتوكول العلاجي المناسب للتعافي من إدمان المواد الكحولية.