يعد الاضطراب الوجداني ثنائي القطب أحد الاضطرابات العقلية التي تسبب العديد من الأعراض وأهمها التأرجح بين الاكتئاب والهوس والعديد من الأعراض الأخرى الجسدية والعقلية والتي تحتاج إلى البحث عن الجديد في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، ويصيب ثنائي القطب الرجال والنساء على حد سواء، وتصل معدلات الإصابة به إلى 2- 3 من كل 100 شخص، ويشير الأطباء أن بداية الإصابة بثنائي القطب وظهور أعراضه تكون في سن المراهقة بعد سن الـ 15.
وتعدد طرق علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، ولكن جميع الطرق الدوائية والنفسية مع ضرورة تطبيقها لا تصل بالمريض إلى حالة الشفاء التام، لذلك ابتكر الأطباء بعض الوسائل الحديثة، وفي هذا المقال المقدم من مركز Choose للطب النفسي وعلاج الإدمان نذكر لكم الجديد في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
العلاجات التي لا غنى عنها رحلة مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
يتطلب العلاج من هذا الاضطراب المرور ببعض المراحل والخطط العلاجية التي تشمل العلاج الدوائي والعلاج النفسي والعلاج البديل، وهذه الخطط العلاجية يتم تنظيمها وإعدادها بشكل يتناسب مع كل حالة من المرضى على حدى، ونذكر لكم العلاجات التي لا غنى عنها في علاج ثنائي القطب والتي في حال عدم فاعليتها يتم اللجوء إلى الجديد في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب:
1-العلاج النفسي:
يعد العلاج النفسي من الأساسيات التي لا غنى عنها في علاج أي اضطراب عقلي أو نفسي، وهذا لأنه يحمي المصاب بالاضطرابات النفسية والعقلية من الدخول في طريق الإدمان الذي يدخل فيه العديد منهم، ويساعدهم على التعامل بطريقة صحيحة مع الأعراض التي يعانون منها سواء كانت نفسية أو عقلية أو جسدية وكيفية التغلب عليها.
ويوفر العلاج النفسي الدعم ورفع معنويات المريض وتحفيزه لمواصلة تلقي العلاج وتعزيز ثقته بنفسه وتعزيز ثقته بأنه سيصل إلى حالة استقرار الأعراض، كما يوفر مساحة للمريض بمشاركة الأفكار التي تدور في عقله، وهذا يساهم بشكل كبير في منع وصول المريض إلى حالة يكون فيها قريب جدًا من الانتحار، حيث أن أغلب حالات الموت للمصابين تكون بسبب الانتحار، ويشمل العلاج النفسي الآتي:
- العلاج الجماعي: يتم ذلك من خلال إعداد بعض الجلسات النفسية بالاتفاق مع الطبيب النفسي، والتي يتم فيها العمل على مواجهة التحديات التي تواجه المصاب بالاضطراب، ويتم أيضًا تعزيز العلاقات الاجتماعية والقضاء على العزلة التي تحيط بالمريض.
- العلاج الأسري: يتم في هذه الجلسات العمل على تثقيف الأسرة حول المرض الذي يعاني منه الأبن، وتثقيفهم حول كيفية التعامل مع الأبناء بطريقة صحيحة، لكي لا يتعرض هو أو الأسرة لأي ضرر.
- العلاج السلوكي المعرفي: ويتم في هذه الجلسات العمل على تغيير السلوكيات السلبية التي يقوم بها المريض وتعزيز إدخال سلوكيات إيجابية في النشاطات اليومية للمريض.
2-العلاج الدوائي:
العلاج الدوائي من الأشياء الأساسية التي لا غنى عنها في مرحلة التعافي، حيث أن الأدوية التي يتم وصفها تعمل على إحداث تغيرات في النواقل العصبية في الدماغ وبالتالي العمل على علاج أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والتحكم فيها بشكل كبير، والأدوية التي تستخدم في هذه المرحلة مثل مضادات الذهان لا يتم صرفها إلا من خلال الوصفة الطبية.
ويتم في هذه المرحلة وصف بعض الأدوية وتحديد جرعات لا بد للمريض أن يلتزم بها لكي لا يتعرض للآثار الجانبية الشديدة، ويجب على المريض في هذه المرحلة سؤال الطبيب حول فائدة كل دواء والأعراض التي يعمل على التحكم فيها أو علاجها، والتعرف على الآثار الجانبية التي من الممكن أن تنتج عن كل دواء، وفي مرحلة العلاج الدوائي يتم استخدام الأدوية المضادة للذهان الآتية:
- مضادات الذهان من الجيل الأول: دواء كلوربرومازين (لارجكتيل)، دواء بيموزيد (أوراب)، دواء فلوفينازين ديكونويت (مدويكيت).
- مضادات الذهان من الجيل الثاني: وتتميز بقلة الآثار الجانبية التي تنتج عنها مقارنةً بمضادات الذهان من الجيل الأول، وتشمل: دواء أسيناباين، دواء كلوزابين، دواء بريكسبيبرازول، دواء لوراسيدون، ودواء اولانزابين.
- مضادات الذهان التي تستخدم عن طريق الحقن: يتم تعاطي هذه الأدوية طويلة المفعول من خلال الحقن تحت الجلد أو في العضلات، ويتم تعاطيها بشكل أقل من باقي الأدوية المضادة للذهان التي سبق ذكرها، حيث أنها يتم تعاطيها كل أسبوعين أو كل أربعة أسابيع، وتشمل الأدوية المضادة للذهان التي يتم تعاطيها من خلال الحقن: دواء هالوبيريدول ديكانوات، دواء فلوفينازين ديكانوات، دواء اليبيريدون، ودواء ريسبيريدون.
3-العلاجات البديلة:
تساهم بعض تقنيات العلاجات البديلة في تخفيف أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وهذا دون الاستغناء عن العلاج الدوائي والعلاج النفسي، وتشمل هذه العلاجات في الآتي:
- إدخال الفيتامينات والمكملات الغذائية إلى النظام الغذائي يساهم في تحسين بعض الأعراض.
- ممارسة بعض النشاطات مثل التأمل التي تساعد على التقليل من التوتر وتساعد على الاسترخاء وتثبيت المزاج.
- اقتناء الحيوانات الأليفة مثل القطط، حيث أثبتت الأبحاث أن الحيوانات الأليفة لها دور كبير في تقديم الدعم العاطفي وتعزيز الشعور بالسعادة والمتعة والاسترخاء.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
الجديد في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
يتم اللجوء إلى بعض الطرق العلاجية إلى جانب استخدام العلاجات التقليدية مثل العلاج بالأدوية، العلاج النفسي والعلاج البديل، ويتم اللجوء إلى تلك الطرق في حال عدم تحسن المصاب وعدم قدرته على التحكم على الأعراض التي تصيبه، وتتمثل هذه الطرق التي تعتبر هي الجديد في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب في الآتي:
- العلاج باستخدام الصدمات الكهربية: يتم اللجوء إلى هذا النوع من العلاج من قبل أخصائي الرعاية الصحية في حال أن المصاب لا يستجيب للعلاجات الدوائية والنفسية ويتم استخدامه أيضا في حالات الاكتئاب الحاد، ولا يتم تطبيق هذه التقنية إلا على البالغين، ويتم إجراء هذه التقنية العلاجية من خلال تنويم المريض باستخدام بعض الأدوية المنومة أو المخدرة، ثم يتم إمرار التيار الكهربي الضعيف من خلال الدماغ، ويسبب ذلك نوبة من الصرع العلاجي ذات مدة قصيرة تصل إلى دقيقتين.
- العلاج من خلال تعزيز مستقبلات الجلوتامات الموجهة نحو الأيض (mGlu1) ، ويتم ذلك من خلال استخدام بعض المركبات التي تم تسميتها بالمُعدلات التعددية الموجبة (PAM)، ومن هذه المركبات المعدلة: الألبرازولام، الكلورديازيبوكسيد والديازيبام هذه المرطبات عملت على تعزيز المستقبلات وبالتالي زيادة نشاط الخلايا العصبية الداخلية المثبطة وبالتالي تفعيل الخلايا العصبية الداخلية التي تربط بين مجموعات الخلايا العصبية وبين الدوائر العصبية أيضًا، وبالتالي تعود قشرة الفص الجبهي التي توجد بالدماغ إلى نشاطها الطبيعي.