علاج التشخيص المزدوج

يتسائل العديد عن علاج التشخيص المزدوج حيث أن آثار المخدرات علي العقل والعلاقة بين الاضطرابات النفسية والإدمان قوية ومؤثرة ولا تختلف آراء الباحثون والدارسون المختصون حولها ما بين سبب أو نتيجة، فعادة ما يكون المرض النفسي من أعراض مرض الإدمان، كما أن هناك العديد من الأشخاص المدمنين يكون التشخيص الأساسي لهم هو المرض النفسي مثل الأمراض العصابية كاضطرابات النوم واضطراب القلق والاكتئاب.

بالإضافة إلى أن هناك العديد من المرضي النفسيين ومن يعانون من الحزن والفقد أو الاكتئاب يعتقدون خطأ أو من خلال توصيات الأصدقاء أو من قبل المروجين بأن المخدرات هي السبيل الوحيد للخلاص من حالة الحزن والكآبة ثم ما يلبث هؤلاء إلا أن يصيروا تحت وطأة المخدرات وفي حالة اقسي وأشد من الألم النفسي أو بشكل علمي أدق قد أصبحوا مرضي اعتلال مشترك وبحاجة إلى علاج التشخيص المزدوج الذي يجمع ما بين مرض نفسي والإدمان.

الإدمان في السعودية والاضطرابات الشخصية المصاحبة

علاج التشخيص المزدوج في السعودية يعاني من نقص كبير من الخبراء النفسيين وخبراء علاج الإدمان الذين لديهم خبرات في علاج الاضطرابات النفسية الناجمة عن التعاطي، ففي الواقع لا تتوقف مخاطر المخدرات في هذا العصر علي أنها تؤدي إلى الإدمان فحسب إلا أن هناك مشكلة كبرى تنجم عن تلك السموم المدمرة وهي أن تلك السموم تؤدي إلى مشاكل واضطرابات نفسية وذهانية ناجمة عن التعاطي خاصة في المخدرات المنتشرة في السعودية وأشهرها الكبتاجون .

وتلك الحبوب المستوردة والتي تعد حبوب صيني ومضروبة تتسبب في إحداث خلل في الدماغ ومن ثم حدوث مشاكل صحية كبرى وتؤدي إلى اضطرابات ذهانية مصاحبة، كما أن الحشيش في السعودية حشيش مضروب كذلك ومن هنا يحدث خلل في الدماغ فلا يتوقف ضرر تعاطي المخدرات في السعودية علي الإدمان فحسب بل إن هناك اضطرابات عصيبة تنجم عن تعاطي تلك السموم.

ما هي علاقة الأمراض النفسية بالإدمان؟

كثير ما تكثر التساؤلات حول هذا الموضوع فيتساءل العديد من الأشخاص ما إذا كانت الأمراض النفسية بسبب المخدرات أو بمعنى آخر هل المخدرات تسبب مرض نفسي؟ وهل الأعراض بعد ترك المخدرات تتسبب في حدوث اضطرابا نفسيا، وهل المرض النفسي يسبق الإدمان أم أن الإدمان يسبق المرض النفسي؟ وغيرها من التساؤلات حول هذه النقطة بشكل خاص.

أما عن علاقة الإدمان بالمرض النفسي فإن احتمالية إصابة الشخص المدمن بالأمراض النفسية كبيرة جدا، لكن أيهما يسبق الآخر المرض النفسي يؤدي إلى الإدمان أم أن الإدمان يتسبب في حدوث مرض نفسي ولعل القول بأن “كليهما وجهان لعملة واحدة” هي أصح ما قد يقال للتعبير عن علاقة الإدمان بالأمراض النفسية فكلا منهما يؤدي إلى الآخر.

قبل الاضطراب النفسي الذي ينتج عن تعاطي المواد التي تسبب الإدمان يكون الشخص ابتداء مصاب بالاضطراب النفسي وتكون المواد المخدرة وقتذاك عاملا هاما في ظهور الاضطراب النفسي لدي الشخص المريض.

وقد أقيمت العديد من الدراسات لتوضيح العلاقة بين تعاطي المخدرات والإدمان عليها وبين المرض النفسي وتم تسليط الضوء علي سيكولوجية الإدمان على المخدرات وتم التوصل إلى أن الاضطرابات النفسية والسمات الشخصية نستطيع أن ننظر لها بأنها أسباب للإدمان علي المخدرات، وفي المقابل فإن تعاطي المخدرات يخلق آثارا نفسية لدى الشخص المدمن.

ومن خلال الأبحاث والدراسات وجد أن الإدمان على المخدرات يظهر لدي الفرد انحرافات أخرى تترجم في شكل اضطرابات نفسية قد تخلق جانب من العدوانية تجاه الآخرين في كثير من الأحيان، وأحيانا أخرى قد تؤدي إلى الإصابة بأحد الأمراض العقلية أو قد تدفع بعضهم أحيانا إلى محاولات الانتحار أو الانتحار الفعلي.

لذلك فمن خلال ما سبق ومن خلال تسليط الضوء علي ظاهرة الإدمان علي المخدرات من ناحية ارتباطها بالاضطرابات النفسية فلا شك أن الأخيرة تدفع بالفرد إلى الإدمان علي المخدرات كحل يلجأ إليه الشخص المدمن ظنا أنه سيزيل شعوره بالضيق والحزن والتوتر وحالة الصراع الذي يعيشه هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن إدمان المخدرات يخلف العديد من العواقب النفسية التي لم تكن مسبقة في السجل النفسي للشخص المريض ولا شك أن هذا متوقف أيضا علي شخصية الفرد والبيت التي يعيش فيها ونوع المادة المخدرة التي يتعاطاها.

تعرف علي: اختبار اضطراب الشخصية الحدية … و3 أنواع من الشخصية الحدية

ما هي الاضطرابات النفسية الناتجة عن الإدمان علي المخدرات؟

الاضطرابات النفسية الناتجة عن الإدمان تتضمن مجموعة من الاضطرابات النفسية التي تختلف في شدتها وحدتها لكن جميع تلك الاضطرابات النفسية تشترك في أن مرجعها عائد إلى سوء استخدام لعقار أو عدة عقاقير أو تعاطي الخمور وغيرها من المواد المسببة للإدمان ومن أبرز تلك الاضطرابات النفسية التي تنتج عن تعاطي المخدرات ما يلي:-

الاكتئاب:- يعد الاكتئاب أشهر الاضطرابات النفسية الناتجة عن سوء استخدام العقاقير المخدرة، وقد دعمت الدراسات الامبريقية ما أقره التراث النظري بأن هناك علاقة مؤثرة بين تعاطي المخدرات والإصابة بالاكتئاب، وقد أوضحت دراسات مختصة وجود علاقة جوهرية بين الاكتئاب وسوء استخدام كل من الهيروين والحشيش والأمفيتامين والباربيتيورات.

الاضطرابات الذهانية:- يؤدي سوء استخدام المثبطات إلى أعراض ذهانية شديدة، فالإدمان علي الكحول قد يؤدي إلى مضاعفات عقلية من أهمها تدهور الشخصية والإتيان بسلوك شاذ مضاد للمجتمع مع ظهور الذهان مثل حالة كورساكوف والهذاءات البارانوية الاضطهادية، كما أكدت الدراسات أن تعاطي المهلوسات خاصة عقار L. S. D يؤدي بدوره إلى أعراض اكتئابية وهوسية أو فصامية أو مزيجا من تلك الأعراض السابقة، ووفق لما جاء في الدايلي التشخيصي والإحصائي فإن المهلوسات تؤدي إلى ظهور الاعراض الذهانية البارانوية والانسحاب المجتمعي.

الفصام:- وهو أحد الاضطرابات النفسية التي تصيب العقل البشري وتصاحب الإدمان علي المخدرات، وتتراوح نسبة الأشخاص المدمنين المصابين بهذا الاضطراب 10 % ومن أبرز الأعراض المصاحبة للاضطراب الهلاوس السمعية والبصرية واضطرابات في السلوك مع عدم القدرة علي التعبير عن المشاعر واضطرابات في التفكير.

اضطرابات القلق:- يعاني الأشخاص الذين يتعاطوا العقاقير المخدرة والمواد المسببة للإدمان من اضطرابات القلق وتظهر عليهم أعراض الاضطراب بوضوح، وقد ترجع هذه الأعراض نتيجة حالة التسمم أو حالة الانسحاب، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن اضطرابات القلق والخوف شائع بدرجة كبيرة بين الأشخاص المدمنين خاصة مدمني الكحوليات مما يؤدي بدوره إلى ظهور مشاعر طويلة من القلق والتوتر مما يؤدي إلى تعاطي الكحول كعلاج ذاتي لهذا الاضطراب.

وقد أوضح الدراسات المختصة بأن الانسحاب الكحولي الحاد يشمل بطرق نموذجية اضطراب القلق والتهيج والأرق والاكتئاب، كما يؤدي التسمم بكل من الكوكايين والماريجوانا إلى ظهور أعراض القلق والذعر وتتمثل هذه الأعراض في خفقان القلب والتوتر الشديد والتعرق مع ارتفاع في درجة الحرارة واتساع ملحوظ في حدقة العين، ووفق لما جاء في الدليل التشخيصي والإحصائي فإن الإقلاع عن تعاطي الأمفيتامين أو تقليل الجرعة المعاطاة يعقبه مزاج قلق واكتئاب مع وجود أرق شديد وهياج نفسي.

اضطراب الوسواس القهري:- مرضي الوسواس القهري عادة ما يكون لديهم مشكلات مع إدمان العقاقير المنومة والمسكنة والتي تعمل علي تثبيط الجهاز العصبي المركزي، فأعراض الوسواس القهري تظهر بوضوح لدي الأشخاص متعاطو الباربيتيور خاصة في حالة التسمم.

هل الإدمان مرض نفسي !؟

خبراء علاج الادمان بالكويت حملة كنت بمكانك مع  د مني اليتامي حملة فعالة في القضاء علي المخدرات في المجتمع وعلاج ادمان المخدرات بالكويت قصص متعافين من الإدمان , تجارب متعافي المخدرات اسباب الادمان بالكويت مني اليتامي افضل مركز لعلاج الادمان بالكويت #علاج_الادمان_الكويت #dr_mona_alyatama هنساعدك تتعافي وتتخلص من عبودية المخدرات

أحدث تجربة لعلاج مرضي التشخيص المزدوج في العالم العربي 

وفي الواقع ليس هناك العديد من مصحات علاج الإدمان والتي تقدم خدمات علاج التشخيص المزدوج لأنه من أصعب أنواع العلاجات علي الإطلاق وليس من السهولة تطبيق هذا البرامج إلا من خلال المختصين وأصحاب الخبرات ومن هنا فقد بدأ العمل في برنامج التشخيص المزدوج في 2010 من خلال مستشفى اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان في مصر وقد كانت تلك التجربة العلاجية الرائدة في العالم العربي ليس في مصر فحسب.

ومن خلال الاعتماد علي برنامج الاثني عشر خطوة لعلاج الإدمان والذي أظهر نجاعته وفعاليته في علاج الإدمان وهو من أفضل برامج علاج التشخيص المزدوج علي الإطلاق، كما أظهر برنامج الاثني عشر خطوة فعالية كبرى في علاج إدمان الكحوليات وعلاج إدمان المخدرات وقد تبين من خلال السنوات الماضية بأن هناك نسبة كبيرة من المرضي لم يحققوا نسب عالية من النجاح بشكل ملحوظ على الرغم من تكرار العلاج بأكثر من مرة.

إلا أنه من خلال الملاحظة والتي أفادت وأوضحت بأن هناك صعوبات في التدرج ضمن البرامج العلاجية مع الأشخاص الذين يعانون من الإدمان علي المخدرات بسبب وجود اضطرابات نفسية وذهانية مصاحبة فلم يعد الأمر متوقف علي الإدمان فحسب بل إن هناك العديد من الأمراض والاضطرابات المصاحبة لمرض الإدمان مثل الاكتئاب والقلق والفصام أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية أو غيرها من الأعراض الذهانية التي والتي تصاحب مرض الإدمان.

اقرأ أيضاً: هل يمكن الشفاء من المازوخية … و5 صفات للرجل المازوخي

ما هي خطوات علاج مدمن التشخيص المزدوج؟ (علاج التشخيص المزدوج)

لا شك في أن  علاج التشخيص المزدوج أمرا صعبا للغاية فعلاج الإدمان علي المخدرات في حد ذاته من الأمور العصيبة ومن الطبيعي أن المشكلة تتفاقم وتزداد صعوبة وحدة إذا زامن علاج الإدمان علاج اضطرابا نفسيا أو أكثر فلا شك أن هذا   سيجعل الأمور أسوأ وفرص العلاج ستكون ضعيفة لكن ومع هذه الصعوبات إلا أن هناك العديد من المرضي قد عولجوا وشفوا تماما لكن المهم في هذا الرغبة في العلاج والبدء في مرحل وخطوات العلاج والتي تشمل:-

الخطوة الأولى:- مرحلة الديتوكس أو ما تسمي بمرحلة سحب السموم من الجسم فلا شك أن تعاطي المخدرات يتسبب في تسمم الدم بالمادة المخدرة بالإضافة إلى الأضرار النفسية والجسمانية التي تحدث نتيجة الإدمان علي المخدرات، لذا فالي مراحل العلاج تتمثل في عمل تحاليل للبول وتحاليل للدم مع تحديد نوع المخدر التي كان يتعاطاه الشخص المريض وبناء علي هذه التحاليل الطبيبة يتم تحديد الدواء المناسب من قبل الطبيب المعالج، ولا بد في تلك المرحلة التأكد بشكل مؤكد خلو الدم من المواد المخدرة لأن الأدوية النفسية تتأثر بشكل كبير في حالة وجود أية بواقي من المخدرات في الجسم.

الخطوة الثانية:- التعامل مع أعراض الانسحاب فيحدث نتيجة سحب سموم المخدر من الجسم مجموعة من الأعراض والتي تعرف بأعراض الانسحاب وتكون أشد ما يلاقيه الشخص المريض أثناء خطوات علاج التشخيص المزدوج ، لذا ينبغي توخي الحذر من حدوث أية مضاعفات أو انتكاسات للمريض ويستحسن إعطاء الشخص المريض بعض الأدوية التي تخفف من حدة أعراض الانسحاب كمضادات الاكتئاب ومضادات القلق وهذا بما يشير به الطبيب النفسي المعالج.

الخطوة الثالثة:- مرحلة العلاج النفسي ولعلها أهم خطوات علاج مدمن التشخيص المزدوج فلا شك أن الشخص المريض   سيعاني من مشاكل نفسية عديدة من الاضطراب النفسي علي حده ومن الاضطراب الناتج عن الإدمان من جهة أخرى ومن أعراض الانسحاب ولا شك أن هذا سيتطلب تكثيف   العلاج النفسي، وعمل برامج للعلاج الفردي والجماعي بالإضافة إلى تعليم الشخص المريض العديد من المهارات الجديدة وتدريبه على مواجهة المشكلات وكيفية إيجاد طرق لحلها، وغيرها من برامج العلاج النفسي التي تتم من خلال أطباء نفسيين وأخصائيين نفسيين.

الخطوة الرابعة:- مرحلة التأهيل للمدمن تشخيص مزدوج وتشمل هذه المرحلة مجموعة من الخطوات

المرحلة التمهيدية:- يتم فيها التنشيط السلوكي وتحفيز الشخص المريض على الالتزام بالحضور للفقرات العلاجية.

المرحلة الأولى:- مرحلة اعتراف الشخص بأنه مريض وبحاجة للعلاج فمعظم الأشخاص المرضى يكون لديه إنكار عالي بوجود مرض.

المرحلة الثانية:- من خلال طلب المساعدة وإحضار نماذج كبدائل للضلالات والأفكار التي يرويها المريض وإثبات عكس ما يعتقده المريض وتفكيك معتقداته وأفكاره المغلوطة بشكل كامل.

المرحلة الأخيرة:- فيها يستعيد الشخص المريض بالتشخيص المزدوج الواقع المؤلم ويعيش في حياة طبيعية بعيدا عن الضلالات والأوهام دون أي مشاكل.

وفي الختام لا شك أن علاج المرضى يحتاج إلى الاستعانة بـ وحدة التشخيص المزدوج والتي تعني بعلاج الإدمان على المخدرات والمصحوب باضطرابات نفسية والتي غالبا ما تكون ذهانية وعادة ما تكون هذه الأعراض شديدة ومزمنة والتي تحتاج برامج علاجية خاصة تختلف عن علاج الإدمان المتعارف عليها فلا شك أن تلك البرامج ستكون مكثفة وتعتمد   على العلاج النفسي والدوائي بشكل أساسي.

مصادر الموضوع

علاج التشخيص المزدوج والاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان

مصدر1

مصدر2

شارك المقال