هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية

هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية من الأسئلة التي سنجيب عنها بالتفصيل خلال حديثنا لليوم عن الشخصية الحدية، اضطراب نفسي حاد يجعل المريض في حالة من عدم الاستقرار العقلي والنفسي والعاطفي، الشخصية الحدية تكون عاجزة عن التحكم في مشاعره مما يجعلها في وضع متذبذب طوال الوقت، كما أن الاطباء يصفون هذا الاضطراب بأنه اضطراب عقلي ذو محورين، يتمثلان في رؤية الإنسان لذاته ورؤيته للآخرين من حوله، ويكون من الصعب عليه العودة إلى الحالة الطبيعية حتى بعد غياب المؤثر الخارجي، ويتساءل البعض هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية ؟

الشفاء والتعافي من أي اضطراب نفسي مهما بلغت صعوبته يبدأ بخطوة فعالة، وهي طلب المساعدة من أحد الأطباء أو المتخصصين بمجال الطب النفسي، الشخصية الحدية صعوبتها تتمثل في الأعراض الجانبية التي تجعلها بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، لذلك علاج الشخصية الحدية يستغرق مدة زمنية طويلة، ولابد من المكوث داخل مركز أو مصحة علاجية، ولا يوجد أفضل من مركز CHOOSE للطب النفسي.

من هي الشخصية الحدية؟

أولًا قبل الإجابة عن سؤال هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية دعونا نتحدث عن الشخصية الحدية، (Borderline personality disorder – BPD) من الاضطرابات والأمراض النفسية الخطيرة التي تصيب فئة من الأشخاص، وعملية تشخيص هذا الاضطراب صعبة للغاية بسبب تداخل أعراض الإصابة مع العديد من الأعراض الجانبية للاضطرابات نفسية أخرى، لذا يكون من الضروري التواصل مع طبيب ذو خبرة وكفاءة يستطيع وضع التشخيص الدقيق لاضطراب الشخصية الحدية، هو مرض عقلي يؤثر بشدة على قدرة الشخص على تنظيم مشاعره وعواطفه وأفكاره.

اضطراب الشخصية الحدية يكون مرض عقلي ونفسي ذو محورين، هما رؤية ونظرة المريض للآخرين من حوله ونظرته لذاته، وذلك ما يؤدي إلى فقدان السيطرة على المشاعر، بالإضافة إلى زيادة الاندفاع والغضب والانفعال، كما أن المريض يعاني من شعور سلبًا تجاه نفسه، ويميل إلى التعامل بطريقة تؤثر على علاقاته مع الآخرين، وعلاوة على ذلك، يمر المريض بنوبات عاطفية حادة ويكون من الصعب العودة إلى الحالة الطبيعية بعد غياب المؤثر.

موضوعات ذات صلة: مستشفى نفسي بالكويت

أعراض الشخصية الحدية

هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية ؟ والمقصود هنا الشفاء من الأعراض والعلامات النفسية، والجسدية التي تصيب مريض اضطراب الشخصية الحدية، الأطباء والعلماء توصلوا إلى مجموعة من الأعراض والعلامات الدالة على إصابة الإنسان باضطراب الشخصية الحدية، وتتمثل هذه الأعراض في النقاط التالية:

  • تأرجح العلاقات العاطفية في حياة المريض حيث ميل إلى إنهاء علاقته بشريك الحياة.
  • التقلبات المزاجية الحادة التي تجعل المريض في حالة من الصعود والهبوط، وتستمر لعدة أيام وأحيانا تمتد لشهور متواصلة وفقًا لحدة الاضطراب.
  • فقدان السيطرة على الأعصاب والأفعال والانفعالات نتيجة الغضب والانفعال الحاد.
  • السلوكيات والأفعال المتهورة مثل وممارسة الجنس غير الآمن والقيادة المتهورة و المقامرة وتعاطي المخدرات أو الاستقالة من العمل أو تبذير الأموال أو تدمير الممتلكات العامة وغيرها.
  • الشعور بانعدام القيمة وتذبذب الأهداف والقيم والمشاعر والعواطف.
  • الشعور المستمر بالخواء.
  • الميل إلى السلوكيات الانتحارية والاندفاعية خوفًا من الهجر أو فقدان الأشخاص المقربين.
  • الشعور بالحزن والاكتئاب والرغبة في العزلة والانسحاب من المجتمع.
  • الانفصال عن الواقع بسبب الضغط العصبي المفرط الذي يتعرض لها المريض.
  • جنون الارتياب بسبب الشكوك الوهمية تجاه الآخرين من حوله، وكثرة الهلوسة والخيالات والأوهام.
  • النزعة الانتحارية تعد من أبرز أعراض وعلامات الشخصية الحدية.

تنويه هام/ طبيعة الأعراض والعلامات السابقة تختلف من مريض إلى آخر، كما تتفاوت الحدة طبقًا للمدة الزمنية التي يستمر فيها المريض بدون علاج لهذا الاضطراب.

تجربتي مع الشخصية الحدية

للإجابة عن سؤال هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية سأروي عليكم تجربتي مع الشخصية الحدية، منذ 5 سنوات تم تشخيصي باضطراب الشخصية الحدية من قبل أحد الأطباء المتخصصين، أنا شاب أعيش في إحدى الدول العربية وكنت طفل وحيد في عائلة مشتتة، طفولتي كانت صعبة للغاية وتعرضت خلالها الكثير من الصدمات النفسية بداية من انفصال والدي عن والداتي، تعرضي إلى التحرش والاغتصاب الجنسي لسنوات طويلة على يد أحد المقربين من العائلة، عند دخول المرحلة الثانوية بدأت مجموعة من الأعراض الجانبية في رحلة معاناتي مع الشخصية الحدية.

بعض المواقف كانت تثير من رغبتي في الانتحار وكنت عديم الثقة بنفسي، وأشعر أنني لا استحق هذه الحياة وتارة أخرى أشعر بالرغبة في الانتقام من جميع الرجال لما حدث لي في طفولتي، عشت في حالة من التذبذب وتطور المشاعر والعواطف دون القدرة على كبحها، في إحدى المرات قررت إنهاء حياتي بالقفز من أعلى منزل، ولكن تمكن والدي من إنقاذي وتم عرضي على طبيب نفسي.

تحدث مع الطبيب عن حجم المعاناة التي كنت أعيشها خلال السنوات الماضية، ووضع الطبيب تشخيص دقيق يوضح إصابتي باضطراب الشخصية الحدية، ولم يكون أمامي سوى البقاء في المصحة النفسية لتلقي المرحلة الأولى من العلاج، لا يمكن القول أنني تعافيت كليًا من المرض النفسي لأنني مازالت أتلقي جلسات العلاج النفسي في مركز CHOOSE للطب النفسي.

كيفية التعامل مع العقد النفسية عند المراهقين في 5 خطوات

مضاعفات الشخصية الحدية

في ضوء إجابتنا عن سؤال هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية سنسلط الضوء على مضاعفات الشخصية الحدية، الأطباء يشيرون إلى أن مرضي اضطراب الشخصية الحدية يواجهون مشاكل، ومضاعفات عديدة بسبب التأثير السلبي لهذا الاضطراب على الصحة النفسية والبدنية.

تفاقم الأعراض الجانبية للشخصية الحدية ينشأ عن تجاهل المريض للعلاج، وعدم اهتمامه بتلقي العلاج النفسي الذي يضع حدًا ونهاية للاضطراب، والإحصائيات أشارت إلى بعض من مضاعفات الشخصية الحدية كالآتي:

1 _ الإصابة باضطرابات نفسية

الإصابة باضطراب الشخصية الحدية يتسبب في احتمالية الإصابة بأمراض، واضطراب ومشاكل نفسية أخرى مثل:

  • اضطراب الاكتئاب.
  • اضطرابات القلق.
  • اضطراب ثنائي القطب (Bipolar depression).
  • اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
  • اضطرابات الأكل.
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

2 _ مشاكل حياتية

باعتبار أن اضطراب الشخصية الحدية نوع من الاضطرابات النفسية التي تحدث خلل في المشاعر والعواطف، ويكون لها تأثير مباشر على الصحة النفسية والعقلية فبالتالي تتأثر جوانب الحياة للمريض بالكامل، ومن المشكلات التي يقع في شباكها ما يلي:

  • إدمان المشروبات الكحولية.
  • تعاطي المواد المخدرة.
  • مخالفة القوانين مما يؤدي إلى دخول السجن.
  • الانتحار أو إيذاء النفس.
  • خسارة العلاقات العاطفية.
  • الإصابة بالأمراض الجنسية المنقولة بسبب ممارسة الجنس الغير آمن.

علاج الشخصية الحدية

ارتباطا بالحديث عن هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية سنذكر كيفية علاج الشخصية الحدية، يقدم مركز CHOOSE للطب النفسي نخبة من أفضل الاستشاريين، والأطباء النفسيين المتميزين في مجال التشخيص الدقيق والعلاج النفسي الفعال لجميع الاضطرابات والأمراض النفسية، وعلاج اضطراب الشخصية الحدية يتضمن التالي:

  • العلاج النفسي: العلاج النفسي يهدف إلى عقد محاورة بين المريض والطبيب المعالج، ومن خلالها يتمكن من فهم المرض مع تعلم بعض الاستراتيجيات والآليات التي تساعد على السيطرة والتحكم في الانفعالات.
  • العقاقير الطبية: الأدوية مثل مضادات الاكتئاب تساهم في التقليل أعراض اضطراب الشخصية الحدية، والجدير بالذكر إلى الآن لم تصرف هيئة الغذاء والدواء برسمية استعمال أي دواء، او عقار طبي لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، لذا يتوجب استشارة الطبيب المتخصص أولًا.
  • المكوث في المستشفى: بعض الحالات تحتاج إلى المكوث في المستشفى، وذلك للسيطرة على الحالة النفسية للمريض للحد من إيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين.
  • الدعم والمساندة: الأصدقاء وأفراد العائلة يلعبون دوراً هام في رفع وتحسين الحالة النفسية للمريض، لأنه يحتاج إلى الدعم النفسي للمثابرة واستكمال رحلة العلاج الطويلة إلى حد كبير.

هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية

سؤال هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية ؟ بكل تأكيد هذا الاضطراب من الاضطرابات النفسية الخطيرة، وبالتالي رحلة العلاج تستغرق مدة طويلة للسيطرة والتحكم في ردود الأفعال والغضب والانفعال، كما أن مدة العلاج تستمر إلى سنوات متتالية لبعض الحالات المستعصية، فالشفاء من الشخصية الحدية ليس بالأمر المستحيل، لكن مدة العلاج تكون طويلة الأمر، فضلًا عن حاجة المريض إلى المتابعة الدورية، تواصل مع أحد أطباء مركز CHOOSE للطب النفسي للشفاء من الشخصية الحدية.

خلاصة الحديث عن هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية:

هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية ؟ نعم من الممكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية مع العلاج الفعال والمتابعة المستمرة، ولكن الفترة العلاجية تستغرق سنوات طويلة بسبب حدة الأعراض الجانبية للاضطراب، الجدير بالذكر أن معدل التعافي والشفاء يزداد في حالة التواصل السريع مع الطبيب المختص لبدء خطة علاجية فعالة، لذا ننصح بالتحدث مع أحد الأطباء في مركز CHOOSE للطب النفسي على الفور للتعافي من اضطراب الشخصية الحدية.

مصدر1 

مصدر2 

مصدر3 

مصدر4 

مصدر5

شارك المقال