قد يكون علاج الإعاقة الذهنية نهائيًا حلم لكل أم وأب لديهما طفل يعاني من هذا المرض، وعلى الرغم من أنه دائم إلا أنه يمكن للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية أن يتعلموا القيام بأشياء كثيرة تساعدهم على ممارسة حياتهم بشكل جيد، والتدخل المُبكر والمُستمر قد يؤدي إلى تحسين الأداء وتمكين الطفل من النمو طوال حياته.
الإعاقة الذهنية مصطلح يستخدم عندما يكون لدى الشخص ذكاء أو قدرة عقلية أقل من المتوسط، وهناك درجات متفاوتة من الإعاقة تبدأ بالخفيفة وتنتهي بـ البالغة، ومن خلال هذا الموضوع نوضح أبرز ما يدور حول الإعاقة الذهنية بما في ذلك، معرفة متى تحدث الاعاقة الذهنية؟ وأنواع الإعاقة الذهنية، وأعراض الإعاقة الذهنية، فتابعونا.
ما هي الإعاقة الذهنية؟
الإعاقة الذهنية هي حالة يُصاب بها الطفل تُحد من ذكائه وتعطل قدراته النمائية اللازمة للعيش بشكل مُستقل، كما أنها عبارة عن مُصطلح يُستخدم لوصف حالة الشخص الذي يُعاني من مُشكلات في القدرات العقلية التي تؤثر بشكل سلبي على أدائه الفكري إذ يجد حدود في القدرة على التعلم وحل المُشكلات، وأدائه التكيفي ويظهر في قدرته على القيام بأنشطة الحياة اليومية والتواصل مع الآخرين.
تؤثر الإعاقة الذهنية على ما يقرب من 1% من سكان العالم، من بينهم حوالي 85% يعانين من درجة خفيفة من الإعاقة الذهنية، والذكور هم أكثر عرضة من الإناث للإصابة بالإعاقة الذهنية.
متى تحدث الاعاقة الذهنية؟
تحدث الإعاقة الذهنية في أي وقت يحدث فيه شيء يتعارض مع النمو الطبيعي لدماغ الطفل، مثل الإصابة بمرض أو حدوث مُشكلة في الدماغ، وبالتحديد يمكن أن تحدث الإصابة نتيجة مُشكلة تبدأ في أي وقت قبل سن 18 عاما، وربما يحدث خلال مرحلة تكوينه داخل رحم الأم أي قبل الولادة وقد تكون تلك المُشكلة هي الإصابة بمرض أو خلل في الدماغ.
الإصابة بالإعاقة الذهنية أو وقت حدوثها مُرتبط بالسبب في حدوث الإصابة، والفترة القادمة توضح أبرز الأسباب وعوامل الخطر الأكثر شيوعًا للإصابة بالإعاقة الذهنية.
ما هي أسباب الإعاقة الذهنية؟
تكمن الأسباب الشائعة للإصابة بالإعاقة الذهنية في:
- الأسباب الوراثية: في بعض الحالات قد تكون الإصابة بالإعاقة الذهنية ناجمة عن وراثة جينات غير طبيعية عبر الأجيال أو حدوث طفرة جينية أثناء تكون المادة الوراثية، فعلى سبيل المثال السبب في الإصابة بمتلازمة داون هو حدوث خلل في الكروموسوم x.
- مُشكلات أثناء الحمل، تُصاب الأم بمُشكلات صحية خلال فترة الحمل تتسبب في تعطيل نمو الدماغ وعدم انقسام الخلايا، ومن ثم الإصابة بالإعاقة الذهنية، ومن أبرز تلك المُشكلات:
- الإصابة بالأمراض المُعدية مثل، داء القطط أو الحصبة الألمانية.
- حدوث قصور في الغدة الدرقية أو تعاطي المواد المخدرة.
- التعرض للإشعاع.
- مُشكلات أثناء الولادة: هناك العديد من المُشكلات المحتمل حدوثها أثناء الولادة والتي تُسبب الإعاقة الذهنية مثلا، الولادة المُبكرة، ونقص الأكسجين، والعدوى التي تؤثر على الدماغ.
بالإضافة إلى الإصابات والحوادث التي تحدث خلال مرحلة الطفولة والتي قد تشمل ما يلي:
- الحوادث التي تؤدي إلى تلف الدماغ.
- التسمم بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق.
- عدوى الجهاز العصبي مثل الحصبة والتهاب السحايا.
- التعرض لنوبات الهلع والصرع.
تعرف على الفرق بين الإعاقة الذهنية والإعاقة العقلية
قبل التعرف على كيفية علاج الإعاقة الذهنية، نوضح الفرق ما بين الإعاقة الذهنية والإعاقة العقلية يكمن في التالي:
الإعاقة الذهنية
- الأفكار محدودة بالقدرة المعرفية والفهم.
- مرض يصاب به الشخص مدى الحياة ولا يمكن علاجه.
- البداية تحدث قبل سن 18 عاما.
- يحدث نتيجة عوامل وراثية أو بيئية أو مُشكلات أثناء الحمل أو بعد الولادة.
- يحتاج الشخص إلى فترات طويلة من الدعم.
- التعليمي والمهني والتدريب على المهارات الحياتية.
- لا يمكن للأدوية استعادة القدرة الإدراكية.
- يتم تقييمه من قبل طبيب نفسي.
الإعاقة العقلية
- اضطرابات في عملية التفكير والإدراك.
- هو مرض عقلي قد يحدث بشكل مؤقت أو على فترات أو بشكل عرضي، ويمكن علاجه بالأدوية والعلاج النفسي وطرق العلاج الأخرى.
- يمكن أن تحدث البداية في أي مرحلة من مراحل الحياة.
- يحدث نتيجة عوامل وراثية أو خلل في كيمياء الدماغ.
- يحتاج المريض إلى تدخل طبي قصير أو طويل المدى.
- يمكن وصف الأدوية لإدارة الأعراض.
- يتم تشخيصه من قبل طبيب نفسي.
أعراض الإعاقة الذهنية
قبل التعرف على كيفية علاج الإعاقة الذهنية، نوضح علامات وأعراض الإعاقة الذهنية والتي قد تظهر خلال فترة الرضاعة أو في أي وقت خلال مرحلة الطفولة وقد في سياق التعرف على تشمل على ما يلي:
- التأخر في الزحف أو الجلوس أو المشي.
- التحدث متأخرًا.
- بطيء في إتقان تعلم مهارات الحياة اليومية.
- صعوبة في تذكر الأشياء.
- نوبات الغضب.
- مُشكلات في السمع أو الرؤية.
في سياق التعرف على علاج الإعاقة الذهنية، نوضح بأن تُشخص حالات الإعاقة الذهنية يحدث من خلال قياس شيئين أساسيين هما:
- قياس معدل الذكاء والأداء الفكري، ويتم ذلك من خلال عمل اختبار الذكاء.
- قياس معدل الأداء التكيفي أو السلوك التكيفي، حيث ينظر المتخصصون إلى ما يمكن أن يفعله الطفل مقارنة بالأطفال الآخرين في عمره مثل، مهارات الحياة اليومية كارتداء الملابس والذهاب إلى الحمام وقدرته على تناول الطعام دون مساعدة، ومهارات التواصل والمهارات الاجتماعية.
كما يساعد في تشخيص الإصابة بالإعاقة الذهنية إجراء مجموعة متنوعة من الاختبارات بهدف علاج الإعاقة الذهنية مثل:
- الفحص المعملي للدم والبول.
- التصوير بالأشعة للبحث عن وجود مُشكلات هيكلية بالدماغ.
- مخطط كهربية الدماغ.
ومن خلال نتيجة التشخيص يحدد الطبيب إلى أي نوع من أنواع الإعاقة الذهنية ينتمي إليه الطفل، والفقرة القادمة تُوضح أنواع الإعاقة الذهنية.
ما هي أنواع الإعاقة الذهنية؟
يوجد 4 أنواع أو مستويات من الإعاقة الذهنية نوضحها أولا قبل التحدث عن علاج الإعاقة الذهنية، وهم كالتالي:
الإعاقة الذهنية الخفيفة
- نسبة الذكاء 50-70.
- أبطأ من المعتاد في جميع المجالات.
- قد يندمج الطفل ويتوافق اجتماعيًا.
- لا تظهر عليه علامات أو أعراض جسدية.
- قادر على اكتساب مهارات عملية.
- يكتسب مهارات القراءة والرياضيات حتى صفوف ( 3-6)
الإعاقة الذهنية البسيطة
- نسبة الذكاء 35- 49
- قد يُشارك في أبسط الأنشطة والرعاية الذاتية.
- قادر على أداء المهام الخاضعة للإشراف.
- يمكنه السفر بمفرده إلى الأماكن المألوفة.
- تأخر في الكلام بشكل ملحوظ.
- يلاحظ عليه علامات أعراض جسدية غير عادية.
- قادر على التواصل البسيط وتعلم مهارات الصحة والسلامة الأولية.
الإعاقة الذهنية الشديدة
- نسبة الذكاء 20-34
- يمشي متأخرًا.
- يمكن تدريبه على تعلم الرعاية الذاتية البسيطة.
- دائما ما يكون بحاجة إلى التوجيه والإشراف اجتماعيا.
- مهارات التواصل لديه قد تكون قليلة أو معدومة.
- يمكن تعليمه الروتين والنشاط اليومي.
الإعاقة الذهنية البالغة
- نسبة الذكاء أقل من 20.
- غير قادر على رعايته الذاتية، بل يتطلب الرعاية المصاحبة، ويحتاج إلى إشراف وثيق.
- تظهر عليه أعراض وعلامات وتشوهات.
- يتأخر في جميع المجالات.
والآن نتعرف بالتفصيل على محور موضوع اليوم وهو علاج الإعاقة الذهنية
هل يُمكن علاج الإعاقة الذهنية؟
لا يمكن علاج الإعاقة العقلية بشكل مُباشر مهما كان نوعها أو درجتها، ومع ذلك يقدم مركز اختيار العلاج السكني والبرامج المنزلية للأطفال والمراهقين الذين يعانون من الإعاقة الذهنية، حيث يستطيع الأطباء والمُتخصصون تقديم برامج علاجية عالية الجودة لمساعدتهم في تنمية مهاراتهم للتعلم والتفكير وحل المُشكلات.
على مدار الـ 20 عام الماضية كان مركز اختيار هو أفضل مرفق مؤهل جيدًا لخضوع المرضى إلى برامج علاج الإعاقة الذهنية، فهو رائد للرعاية الصحية السلوكية والخدمات التعليمية للأطفال والمراهقين المضطربين عاطفًيًا والمتأخرين في النمو.
دائما ما يواصل مركز اختيار في تطوير برامج علاج الإعاقة الذهنية الذي يؤكد على تطبيق الطابع الفردي والذي يعتمد على نقاط قوة كل طفل أو مراهق، وذلك للحفاظ على مكانته كأكبر منشأة مهنية لعلاج الاضطرابات العقلية والذهنية في العالم.
وفيما يلي قائمة بأنواع علاج الإعاقة الذهنية في مركز اختيار:
- العلاج الدوائي، قد تساعد الأدوية في علاج الحالات المرتبطة بالإعاقة الذهنية وذلك عن طريق إدارة الأعراض الجسدية التي تظهر على الطفل، ولكن لا يمكنها علاج الإعاقة الذهنية نهائيًا.
- دعم التعليم، حيث يذهب جميع الحالات إلى المدرسة كل يوم في الموعد المحدد، وقد تم تصميم الفصول بناء على الممارسات القائمة على الأدلة مع المهام والتعليم الذي يركز بشكل أكبر على تدريس مهارات الحياة اليومية وتعزيزها يوميًا في مركز اختيار الذي يركز على علاج الإعاقة الذهنية.
- التثقيف الأسري، يحرص مركز اختيار على مُشاركة الأسرة بتقديم خدمات التثقيف الأسري لأنها جزء مهم في عملية الشفاء.
وفيما يلي قائمة بالخدمات الإضافية التي يتم تقديمها باستمرار، استنادًا إلى خطة العلاج الفردية للمريض:
- دعم السلوك.
- علاج النطق الصحيح.
- العلاج البدني.
- العلاج الترفيهي.
قد يهمك التعرف أيضًا على: 3 من برامج علاج الإعاقة الذهنية
كيف أعرف أن ابني عنده تخلف عقلي؟
يمكنك متابعة ومُلاحظة العلامات والأعراض التي تظهر على مريض الإعاقة الذهنية منذ الولادة وحتى الوصول لمرحلة المراهقة، لكونها الفترة المستهدفة للإصابة بالإعاقة الذهنية، كما يمكنك التواصل مع مستشفى اختيار لتشخيص حالة الطفل وتحديد ما إذا كان مُعاقا ذهنيًا أم لا، وتحديد درجة ونوع الإعاقة الذهنية التي يعاني منها، ومن ثم تحديد الخدمات التي تساعد الطفل في تعلم المهارات.
الخلاصة عن موضوع علاج الإعاقة الذهنية
لا يمكن علاج الإعاقة الذهنية لأنها ليست مرضًا دوريا أو عرضيا، بينما تحدث الإصابة طوال العمر ولا يوجد أي علاج حتى الآن قادرا على علاج تلف الدماغ أو إصلاح الطفرة والخلل الجيني، ولكن هذا لا يُعني أن المريض سوف يُهمل أو أن جميع المحاولات معه دون نفع أو فائدة له.
لكن التشخيص المُبكر والتدخل العلاجي لإدارة الأعراض قد يساهم في وقاية الطفل من التعرض للمُضاعفات الناتجة عن الإهمال، كما يساعد الطفل في تعلم مهارات الحياة والتأقلم مع المجتمع والاعتماد على ذاته في تلبية احتياجاته.
كما أن اتباع تعليمات الطبيب حول استخدام الأدوية أثناء الحمل والحصول على جميع التطعيمات الموصى بها أثناء الحمل وطول حياة الطفل والابتعاد عن تناول الكحوليات والسموم كمصادر للسموم يمكن أن يقي الطفل من الإصابة حتى ولو كان هناك عامل وراثي.
فإذا كنت تلاحظ وجود أي عرض من أعراض الإعاقة الذهنية سالفة الذكر أعلاه، تواصل مع مستشفى اختيار لتشخيص حالته مُبكرًا وتقديم الخدمات المفيدة له.
المصادر
