الحشيش والاضطرابات الذهانية من النقاط الهامة التي سنناقشها ضمن موضوعتنا حول الإدمان وعلاقته بالاضطرابات النفسية، حيث أن الإدمان مشكلة شائعة وأضراره على الصحة من المفترض أنها معروفة بالنسبة للجميع، ولكن ما لا يدركه الكثير هو تأثير المواد المخدرة على الصحة النفسية والعقلية، ولتوضيح ذلك سنعرض لكم ما هي طبيعة العلاقة بين الحشيش والاضطرابات الذهانية، والتي تعتبر من أبرز المخاطر النفسية التي تصيب مدمني الحشيش، وتابع معنا الآن لمعرفة المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع.
ما هي الاضطرابات الذهانية؟
لنبدأ الحديث حول الحشيش والاضطرابات الذهانية سنتعرف معا على المقصود بالاضطرابات الذهانية، وهي من الاضطرابات النفسية الشديدة الأكثر تأثيرًا على الإنسان، وتحدث بسبب الخلل في النظام الطبيعي للحالة العقلية مما يكون لذلك أثر سلبي على الصحة النفسية، ومن هنا يحدث الاضطراب النفسي الذي يحول حياة الإنسان إلى كابوس حقيقي، وجميع مرضى هذا الاضطراب يعانون من مشاكل عقلية ونفسية وجسدية، وعلاوة على ذلك، كثرة المشاكل الوظيفية وانخفاض الأداء بالمهارات الاجتماعية.
لذا الاضطرابات الذهانية صنفت بأنها من أخطر الاضطرابات النفسية التي قد يواجهها الإنسان، ولعلاجها يكون الإنسان بحاجة إلى تشخيص دقيق من قبل أحد المتخصصين، بالإضافة إلى وضع بروتوكول علاجي من أفضل الآليات والطرق النفسية للتخفيف من حدة الأعراض الجانبية لهذا الاضطراب، ومن ثم مساعدة المريض على العودة إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي، ولكن يظل هنا السؤال ما علاقة الحشيش والاضطرابات الذهانية.
تجربتي مع إدمان الحشيش
الحشيش والاضطرابات الذهانية من العلاقات التي لم أكن أدركها حتى وقعت في فخ الإدمان، أنا شاب في سن الـ28 عامًا كنت من عشاق التجربة ودائمًا ما أبحث عن المتعة والمغامرة، ولكن لكل شيء حدود إلا أنني كنت على ثقة تامة بأنني قادر على تجاوز أي قد أتعرض إليها إلى أن وقعت في فخ إدمان الحشيش، حيث سافرت إلى هولندا وتعرفت على شاب يتعاطون الحشيش، وشعرت بالرغبة في التجربة بحثنًا عن المتعة، وبالفعل بدأت في تعاطي الحشيش وبعد فترة وجيزة أصبحت مدمن عاجز عن التحكم في الشهوة تجاه المخدر.
المرحلة الإدمانية على المخدر تحولت إلى كارثة حقيقة عندما شعرت بأنني أعاني من خلل عقلي، وذلك من خلال الأعراض النفسية التي ظهرت عليا في تلك الأثناء، وعندما بحثت عن طبيب نفسي لمعالجة هذه المشكلة أخبرني أن السبب هو الإدمان على الحشيش، وبالطبع كنت أشعر بالخوف من بدأ تجربتي مع علاج الإدمان.
الحالة النفسية والجسدية بسبب الإدمان على الحشيش كانت تزداد سوءًا يومًا بعد يومًا، لذا قررت والدتي مساعدتي على إيجاد طريقة فعالة للعلاج، وعندما تواصلت مع مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي، وذهبت إلى جلسة الاستشارة الطبية شعرت بالارتياح حيال الخصوصية والسرية التامة التي يحظى بها المريض داخل المركز، إلى جانب الدقة في تحديد بروتوكول العلاج المناسب لكل مريض، واتخذ قرار العلاج على الفور.
ما هو ذهان المخدرات ؟
بالحديث عن الحشيش والاضطرابات الذهانية يستدعي توضيح ما هو الذهان بسبب المخدرات، وذكرنا في البداية أن الذهان خلل عقلي ونفسي خطير يحدث لأسباب مختلفة، كما أن الذهان يعني خلل التواصل البشري مع الواقع المحيط، وذلك ما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض النفسية والعقلية التي تزيد من صعوبة الحياة الطبيعية، والكثير من الأشخاص حول العالم يظنون أن الذهان هو الجنون، ولكنه اضطراب عقلي يعرف كثيرًا باضطراب الفصام، ومن المحتمل أن يحدث الخلل العقلي بسبب تأثير المادة المخدرة مثل الحشيش.
الجدير بالذكر أن أعراض انسحاب المخدرات من الجسم كذلك تشمل الأعراض الذهانية، والسبب هي الاعتمادية العقلية على المواد الفعالة للمخدرات، وبالتالي يكون من المحتمل حدوث ما يعرف بالاضطراب بالذهاني عند الإقلاع عن المخدر، وفي هذه الحالة الأعراض الذهانية تستمر طوال فترة سحب السموم من الجسم، أو من المحتمل أن تستمر لعدة أسابيع أو أشهر وفقًا لنوع المخدر.
بالإضافة إلى ذلك الذهان بسبب المخدرات يدرج في الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية، وفي هذا الإطار ننصح بضرورة الخضوع إلى العلاج النفسي ضمن بروتوكول العلاج الإدماني، ونحن في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي نهتم بمرحلة التشخيص والفحص الدقيق، والتي يحدد من خلالها الحالة النفسية للمريض، ووضع الخطة العلاجية بناء على احتياجاتها الفردية، فلا يتم تطبيق نفس البروتوكول العلاجي على جميع المرضى.
مرض الفصام بسبب المخدرات
في سياق موضوعنا حول الحشيش والاضطرابات الذهانية هناك العديد من المعلومات المتداولة حول مرض الفصام بسبب المخدرات، وبالفعل مرضى الإدمان يعانون من مشاكل نفسية مختلفة وخاصة الفصام، وذلك لتأثير على الصحة العقلية حيث تؤدي إلى الانفصال عن الواقع، وذلك ما يحفز من الإصابة بالفصام الذي يعرف بتشوه اتصال الإنسان بالعالم المحيط.
لذا العلاج النفسي بعد سحب السموم من الجسم مهم جدًا للقضاء على الاضطرابات النفسية مثل الفصام، ولتعلم جيدًا أن حدة الاضطراب النفسي والعقلي بسبب الإدمان تختلف من شخص إلى آخر، وذلك بالاعتماد على مدة الإدمان ونوع المادة المخدرة.
الحشيش والاضطرابات الذهانية
الحشيش والاضطرابات الذهانية علاقة وثيقة تم التأكد منها من خلال العديد من الإحصائيات، والنتائج التي كشفت عنها التقارير السريرية، حيث أن الحشيش من المواد المخدرة التي تعرف بتأثيرها المباشر على الجهاز العصبي المركزي والدماغ، ويكون لذلك جانب تأثيري على الصحة العقلية والنفسية، لذا مرضى الإدمان على الحشيش يواجهون خطر الفصام والذهان بسبب الانفصال عن الواقع المحيط بعد تناول جرعة المخدر.
على الجانب الآخر الحشيش يعد من المخدرات الأكثر سببًا في تطور أعراض الفصام، حيث أثبت العلماء أن نبات القنب يحتوي على مواد فعالة تزيد من تطور الأعراض الفصامية، وعلى سبيل المثال مدمني الحشيش لديهم فرص عالية لتطور الفصام بما يصل إلى 300%، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يتعاطون مخدر الحشيش، بل ينخفض لديهم خطر الإصابة بالفصام بمعدل 10%.
علاقة الحشيش بالاضطرابات النفسية
في إطار الحديث عن الحشيش والاضطرابات الذهانية سنوضح لكم ما هي العلاقة بين الحشيش والاضطرابات النفسية الأخرى، حيث أشار العلماء إلى أن تعاطي وإدمان الحشيش لا يسبب فقط الذهان، بل يكون له تأثير آخر على الصحة النفسية بشكل عام، لذا مرضى الإدمان على الحشيش يعانون من اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو القلق العام وغيرها.
حيث قام مجموعة من الأطباء بإجراء عدد من البحوث والدراسات، ومن أشهرها التجربة التي أجريت على مجموعة من مدمني مخدر الحشيش من سن الـ20 عامًا ما أقل، وأثبتوا عن 60% من المشاركين في التجربة كانوا يستخدمن الحشيش بشكل يومي، وذلك ما تسبب في تطور أعراض الاضطراب النفسي مثل القلق أو الاكتئاب بمعدل 5 مرات أكثر من الباقية.
بينما وجد أن الشباب الذين يتعاطون الحشيش مرة واحدة على الأقل في الأسبوع يعانون كذلك من الاكتئاب أو الفصام، لذلك الإدمان على الحشيش تسبب في انتشار الأمراض النفسية بين الفئات العمرية الصغيرة، والتي أصبحت أكثر إدمانًا على المواد المخدرة، لذا ينصح دائمًا باتخاذ التدابير الطبية اللازمة لعلاج الاضطرابات النفسية أثناء علاج إدمان مخدر الحشيش.
موضوعات ذات صلة: حالات شفيت من الذهان
نهاية الحديث عن الحشيش والاضطرابات الذهانية:
اليوم تحدثنا عن العلاقة بين الحشيش والاضطرابات الذهانية التي تعد من أخطر الاختلالات العقلية التي تصيب المدمن، وذكرنا أن الاضطراب الذهاني من أخطر الأمراض النفسية والعقلية التي تصاحب المدمن خلال فترة الإدمان، أو أثناء سحب السموم من الجسم، لذلك ننصح دائمًا باتباع بروتوكول علاجي يضم برامج نفسية لإنقاذ المدمن من خطر الاضطرابات الذهانية التي يعاني منها الغالبية العظمى من مدمني مخدر الحشيش.
نحن في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يوجد أطباء ومتخصصين نفسيين، والمسؤولين عن إجراء التشخيص الدقيق والتقييم النفسي لحالة المدمن ليتم وضع الخطة العلاجية نظرًا للفروق الفردية، والاحتياجات المختلفة بين مرضى الإدمان، فلا تردد في التواصل معنا الآن.