مسكن آلام يتحول إلى مخدر! عدد كبير من مرضى الآلام المزمنة بحاجة إلى علاج إدمان المورفين، وهو المسكن الأكثر فعالية بالنسبة للآلام المبرحة التي يصاب بها الكثير من الأشخاص، وخاصة مرضى العظام والمفاصل والالتهابات الحادة، ومن يقع في هذا الفخ البالغين وكبار السن بسبب الإفراط في جرعات المورفين بحثًا عن الراحة والاسترخاء، والتعود ينجم عن الاستخدام المتكرر لجرعات المسكن دون استشارة طبيب، واليوم سنوضح لكم خطوات علاج إدمان المورفين داخل مركز متخصص للتعافي من الإدمان والتخلص من آلام الجسم دون الحاجة إلى هذا المخدر.
المورفين دواء أم مخدر؟
عند الحديث عن علاج إدمان المورفين فنحن أمام واحدة من أشهر المشكلات التي تواجه العديد من الأشخاص في هذا العصر، وهي مشكلة الإدمان على الأدوية كالمسكنات، والمورفين واحد من أشهر المسكنات القوية لآلام الجسم المزمنة، ويعد ضمن فئة الأدوية المعروفة باسم الأفيونات التي تستخدم عادة في تخفيف الآلام الشديدة، كتلك الناتجة عن العمليات الجراحية أو الإصابات الخطيرة.
دائمًا ما يقع المرضى في فخ إدمان المورفين بسبب نقص الوعي الكافي حول هذا الدواء، حيث أنه عقار مسكن للآلام يعمل على مستقبلات معينة في الدماغ والجهاز العصبي لتقليل الإحساس بالألم، ومن هنا أصبح استخدامه بحاجة إلى الاستشارة الطبية لتحديد الجرعات ومدة الاستخدام، لأن قوة تأثيره على الجهاز العصبي المركزي تمنحه القدرة على إحداث حالة التعود الذهني والجسدي التي تقود الإنسان إلى الإدمان.
المورفين تعود أم إدمان؟
لأن اليوم الحديث عن علاج إدمان المورفين دعنا نوضح الإجابة على أبرز الأسئلة التي يطرحها بعض الأشخاص، وهو هل المورفين تعود أم إدمان؟ فالبداية لابد من معرفة أن التعود هي الخطوة الأولى في طريق الإدمان، والمورفين مسكن مادته الفعالة تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي المركزي، وبتكرر الجرعات يصل المريض إلى مرحلة التعود.
وهنا يعجز الجهاز العصبي والدماغ عن أداء الوظائف الحيوية بدون تعاطي هذه الجرعات، لذا يجبر المريض تلقائيًا على الاستمرار في تعاطي المورفين، ثم يتسامح الجسم مع الجرعة اليومية المعتادة، وهنا يقوم بزيادة الجرعة تدريجيًا للحصول على نفس تأثير الجرعة الأولى، وبهذه الطريقة يصل المريض إلى المرحلة الفعلية من الإدمان.
والجدير بالذكر أن هذه المراحل تحدث خلال فترة قصيرة من الزمن لقوة تأثير هذا المسكن، لذلك سرعان ما يصل إلى المريض إلى الإدمان خاصة في حالة تعاطي جرعات عالية من الدواء، وبالدخول في مرحلة الإدمان يعاني المريض من آثار سلبية متعددة سواء على الصحة النفسية أو الجسدية، ويكون بحاجة إلى بدء علاج إدمان المورفين على الفور.
تعرف على: أضرار الإدمان على الأفيون
هل يمكن علاج إدمان المورفين؟
أوضحنا أن المورفين واحد من أشهر المسكنات القوية التي تحدث حالة من التعود ثم الإدمان، ويكون تركيز المادة الفعالة على الجهاز العصبي المركزي والدماغ، لذلك إدمان هذا المسكن يعني أضرار جسدية ونفسية وسلوكية تتفاقم حدتها مع مرور الوقت، لذلك سرعة العلاج تساعد على الحد من إمكانية تفاقم أعراض إدمان التي قد تصل إلى حد الاضطرابات النفسية المزمنة كالذهان والفصام وثنائي القطب وغيرها.
وعلاج إدمان المورفين لا يحدث باتخاذ قرار التوقف عن جرعات الدواء بسبب ظهور الأعراض الانسحابية، وهي مجموعة من ردود الأفعال الجسدية والنفسية والسلوكية العنيفة التي تمنع المريض من التوقف عن المورفين، لذا علاج إدمان المورفين أمر مستحيل بدون مساعدة طبية.
موضوعات ذات صلة: علاج إدمان المسكنات القوية للآلام الحادة
خطوات علاج إدمان المورفين للتعافي
علاج إدمان المورفين يتم بدخول المريض إلى مصحة علاجية متخصصة والمتابعة مع فريق طبي على مستوى من الخبرة والكفاءة، لذا نوصي بمركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي بإدارة كويتية مصرية مشتركة للدكتورة منى إبراهيم اليتامي، والذي يتم مجموعة من أفضل الأطباء والاستشاريين على مستوى الشرق الأوسط، والعلاج من الإدمان يعتمد على الحالة الصحية للمريض، حيث يصمم بروتوكول العلاج خصيصًا لكل مريض، حيث تكون مراحل علاج إدمان المورفين على النحو التالي:
1_ التشخيص المزدوج والتقييم
برنامج علاج مدمن المورفين يصمم خصيصًا له من خلال الإطلاع على نتائج التشخيص المزدوج، وهي المرحلة العلاجية الأولى التي تتضمن التقييم النفسي الشامل والتحاليل والأشعة والفحوصات الجسدية، ويكون ذلك تحت إشراف فريق طبي يتكون من طبيب بشري عام وأخصائي نفسي واستشاري علاقات للقيام بعدة عمليات، وبشكل عام التقييم والتشخيص المزدوج يشمل الجانب الجسدي والنفسي للمريض، وإليك أبرز تحاليل وأشعة وخطوات مرحلة التقييم الأولى للمريض على النحو التالي:
- التعرف على تاريخ الإدمان والأسباب وراء حدوث الإدمان.
- تحاليل لمعرفة هل يعاني من أي أمراض مزمنة أم لا.
- فحوصات شاملة لصحة الصدر وعضلة القلب والأوعية الدموية.
- تحاليل أداء وظائف الكبد والكلى.
- تحليل الدم لتحديد نسبة المخدر في الجسم.
- تحليل مستوى السكر في الدم.
- تقييمات نفسية لمعرفة الأعراض النفسية التي يعاني منها المريض.
- معرفة إذا كان الشخص يعاني من اضطراب نفسي أم لا.
بعد إطلاع الطبيب المعالج على نتائج جميع التحاليل والفحوصات يكون من السهل وضع البروتوكول العلاجي الملائم للمريض، ذلك لضمان تحقيق التعافي والشفاء المطلوب.
2_ العلاج الدوائي
المرحلة الثانية من علاج إدمان المورفين هي مرحلة التوقف عن تعاطي جرعات المسكن، وهذا ما يعني ظهور الأعراض الانسحابية الأكثر ألمًا بالنسبة للمريض في المراحل الأولى من العلاج، وهنا يأتي دور فريقنا الطبي في تخفيف آلام الأعراض الانسحابية والتعامل معها وفق وتيرة تطورها، حيث يصف روشتة دوائية تضم مجموعة من العقاقير التي أثبتت حديثًا قدرتها على تخفيف آلام الجسم بسبب التوقف عن المسكن.
وتناول تلك الأدوية يكون بجرعات محددة ولفترات محدودة، كما يتم تغييرها مع مرور الوقت وفقًا للتطورات الأوضاع الصحية للمريض، وفي تلك الأثناء يتابع الفريق الطبي بالمركز المريض على مدار الـ24 ساعة للتأكد من استقرار مؤشراته الحيوية، ومن أشهر الأدوية التي تستخدم في هذه المرحلة التالي:
- مضادات الاكتئاب.
- دواء نالتريكسون.
- الكلونيدين.
- دواء ديكسميديتوميدين.
بالإضافة إلى ذلك المركز العلاجي يتمتع بالمقومات المطلوبة لراحة المرضى خلال فترة العلاج، وتتسم البيئة العلاجية بالهدوء والابتعاد عن المثيرات والمحفزات الخارجية، لذلك مرحلة الأعراض الانسحابية تكون أقل ألمًا ليشعر المريض بالراحة والرغبة في الاستمرار برحلة التعافي.
3_ العلاج النفسي
علاج إدمان المورفين ضروري أن يتضمن العلاج النفسي بعد انتهاء مرحلة العلاج الدوائي للتعامل مع الأعراض الانسحابية، فالمورفين من المسكنات التي تؤدي إلى الإدمان وتخلف ورائها العديد من الأضرار النفسية لتأثيرها على الجهاز العصبي المركزي، وبالعلاج النفسي يتم التخلص من تلك الأضرار النفسية كالاكتئاب والقلق والتوتر، بالإضافة إلى تقليل فرصة العودة إلى الإدمان مرة أخرى.
والعلاج النفسي لمدمن المورفين يساهم في دمج المريض بالبيئة الخارجية، وتزويده بالدفاعات النفسية والسلوكية التي تتصدى لمؤشرات الانتكاسة المحتملة، ومن أشهر البرامج العلاجية التي تساعد في علاج إدمان المورفين نفسيًا التالي:
- العلاج المعرفي السلوكي.
- جلسات العلاج الفردي بالكلام.
- العلاج الجماعي.
- الإرشاد الأسري.
4_ المتابعة الخارجية
انتهاء بروتوكول العلاجي يعني عودة المتعافي إلى منزله والتصادم مع البيئة الخارجية، لذلك يقدم المركز خدمة المتابعة الخارجية التي تتضمن مجموعة من الجلسات النفسية للتأكد من الاستقرار النفسي للمتعافي على المدى البعيد، وتقديم المساعدة المطلوبة لممارسة الحياة بصورة طبيعية، ومواجهة الانتكاسات المحتملة بسبب المثيرات الخارجية لضمان الابتعاد عن المخدرات نهائيًا.