عيادات ادمان تكون مسؤولة عن إجراء الفحوصات والتشخيص الأولى لحالة كل مريض إدمان، لكن علاج الإدمان غير فعال داخل عيادة الإدمان لأن المدمن يحتاج إلى رحلة من الخطوات الطبية التي تنهي على الاعتماد النفسي والجسدي، الإدمان مرض خطير وللأسف شائع للغاية حول العالم حيث بلغ عدد المدمنين حوالي 250 مليون شخص حول العالم، والمنطقة العربية مليئة بمرضى الإدمان بسبب انتشار المخدرات، ومؤخرًا ظهرت مجموعة من المواد المخدرة الخطيرة التي تسبب الموت المفاجئ بعد جرعة واحدة.
تفشي ظاهرة مثل الإدمان بين العائلات العربية على الأغلب يحتاج من الأسرة الشجاعة لاتخاذ خطوة العلاج، لأن المجتمع العربي إلى الآن يرفض تقبل فكرة الإدمان وأنه من الأمراض التي تحتاج علاج، بل يرى أنه انحراف سلوكي والأصح معاقبة مريض الإدمان للعودة إلى رشده، وبناء عليه يجهل الكثير أهمية دور عيادات ادمان في علاج الإدمان، ومن خلال مقالنا لليوم سنتحدث عن عيادات ادمان ودورها الفعال والفرق بين عيادة ادمان ومركز ادمان تابع معنا.
الإدمان في الوطن العربي
حديثنا عن عيادات ادمان يضعنا أمام حقيقة واضحة وهي زيادة أعداد مرضى الإدمان بالمنطقة العربية، تواجه دولنا العربية سيل من المواد المخدرة الفتاكة التي تبع بين أوساط الشباب والمراهقين، وتعمل على تدمير المجتمع وتزعزع من استقراره وأمنه، كما أن العائلات العربية أصبح في حالة مزرية لمعاناتهم المستمرة مع إدمان أحد أفراد العائلة، بالإضافة إلى محاولاتها الدائمة في إخفاء هذه الحقيقة عن الباقي، حتى لا تتعرض إلى المذلة والإهانة من نظرات المجتمع المستمرة.
الإدمان في الوطن العربي أصبح على قائمة اهتمامات الدول العربية التي تشكو باستمرار من انتشار الإدمان بين أبنائها، وعلى الرغم من كونها حقيقة واضحة إلا أن الكثير من الأشخاص يجهلون الطريقة الصحيحة للتعامل مع المدمنين، وما هي الطريقة الصحيحة لمعالجتهم، بل يقفون مكتوفي الأيدي لخوفهم من طلب المساعدة.
كما أن المشكلة الأخرى تكمن في ندرة المراكز الطبية والمصحات الخاصة لعلاج الإدمان، هناك مناطق كاملة لا يوجد به مركز واحد لعلاج الإدمان، بالإضافة إلى انعدام الخدمة العلاجية المميزة وارتفاع التكلفة، وهذه العوامل التي تزيد من حدة مشكلة الإدمان في الوطن العربي.
أسباب الإدمان بالمجتمع العربي
الإدمان بالوطن العربي لا يعد من الأمور الحديثة التي طرأت خلال السنوات السابقة، بل أن مواجهتنا مع الإدمان لها تاريخ طويل من المحاولات والجهود للتصدي لهذا العدو، ولكن مؤخرًا المشكلة زيادة حدة وخطورة على أمن واستقرار المجتمع العربي، فأعداد المدمنين في زيادة مستمرة إلى جانب ظهور أنواع فتاكة من المخدرات.
الإدمان في الوطن العربي يحدث نتيجة لعدة أسباب وجميعها تسبب نفس الضرر، وعلى الرغم من المحاولات المستمرة للوقوف على هذه الأسباب إلا أن الأمر في غاية الصعوبة، أسباب الإدمان في الوطن العربي يمكن أن تتلخص في النقاط التالية:
- الانفتاح الثقافي على الغرب والدول الأوروبية التي تشجع على تعاطي المخدرات كنوع من المتعة والاستمتاع.
- الفجوة الأسرية بين الأبناء والأهل وكثرة النزاعات تجعل أفراد العائلة ضحايا سهلة للإدمان.
- المستوى المعيشي حيث تنتشر ظاهرة الإدمان بين الطبقات الفقيرة من المجتمع، بالإضافة إلى الطبقات الغنية التي يفسدها الدلال الزائد.
- كثرة الشائعات والخرافات والمعلومات الخاطئة عن المواد المخدرة التي تباع إلى الشباب المراهقين.
- التربية الأسرية لها دور في اتجاه الأبناء إلى طريق الإدمان.
- رفقاء السوء وتشجيعهم المستمر على تعاطي المخدرات.
- الإهمال الأسري وغياب الرقابة المستمرة على الأطفال.
- المشكلات النفسية التي تدفع البعض إلى الرغبة في الهروب من الواقع بتعاطي المواد المخدرة.
عيادات ادمان
عيادات ادمان ما هي؟ يبحث مرضى الإدمان عن عيادات ادمان تساعدهم على إزالة سموم المخدر من الجسم، عيادة ادمان لا تختلف عن العيادات الطبية التي تقدم استشارة طبية لعلاج الإدمان، حيث تضم العيادة مجموعة من الاستشاريين والأطباء المتخصصين في علاج الإدمان، ولكن دورهم يقتصر على كتابة التقارير الطبية التي توضح التشخيص الطبي الصحيح للمريض، وهنا ينتهي دور عيادات ادمان.
الدكتورة منى اليتامي أشهر رواد حركات علاج الإدمان قامت بإنشاء عيادة إدمان في دولة الكويت، والتي تساعد المجتمع الكويتي على بدء الطريق الصحيح للتعافي من الإدمان، ولكن الرحلة الفعلية للعلاج تبدأ في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي في مصر، لأن دور مركز علاج الإدمان يختلف عن عيادات ادمان.
موضوعات ذات صلة: عيادة ادمان
دور عيادات ادمان
حديثنا عن عيادات ادمان يحتم علينا أن نوضح ما هو الدور الفعال لهذه العيادات، حيث أن عيادات علاج الإدمان لها دور محدد في رحلة علاج مريض الإدمان، فالعيادة تكون مسؤولة عن إجراء خطوات التشخيص الدقيق للمرضى، وذلك من خلال التحاليل الجسدية والفحوصات البدنية التي توضح الحالة الصحية للمدمن.
الجدير بالذكر من أحدث طرق التشخيص العالمي التي لا تطبق في الغالبية العظمى من المراكز الطبية لعلاج الإدمان في الوطن العربي، هو التشخيص المزدوج الذي يحدد هل مريض الإدمان يعاني من اضطراب أو مرض نفسي أم لا، ولكن عيادة إدمان التابعة لمركز CHOOSE تقوم بتطبيق هذه الاستراتيجية لتشخيص المرضى بشكل دقيق.
الدكتور منى اليتامي تتطلع دائمًا على أحدث التطورات في بروتوكولات علاج الإدمان، وتعمل على تطبيقها بشكل احترافي داخل مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي، وتستعين بفريق طبي متخصص ليشرف على تطبيق هذه البروتوكولات على المرضى بطريقة احترافية، ومنهية بفضل خبرتهم الطويلة بهذا المجال الطبي.
الفرق بين دور عيادة ادمان ومركز ادمان
ارتباطا بالحديث عن عيادات ادمان سنتطرق إلى الحديث عن الفرق بين دور عيادة ادمان ومركز ادمان، الفرق بينهما يتمثل في دور كلًاهما في رحلة علاج مريض الإدمان، حيث أن عيادات ادمان كما أوضحنا تكون مسؤولة فقط عن إجراء خطوات ومراحل التشخيص الدقيق، والتي تشمل كلًا من الفحوصات والتحاليل الجسدية والاختبارات النفسية للتشخيص المزدوج وتحديد العلاج المناسب لكل مريض.
بينما دور مركز علاج الإدمان يدور يختلف تمامًا عن دور عيادات ادمان، ويمكن تلخيص هذا الدور في النقاط التالية:
- تطبيق الكشف الطبي على المدمن لمعرفة كل المعلومات عن حالته الصحية، وتحديد مقدار الجرعة المخدرة التي يتعاطاها.
- الوقوف على السبب الرئيسي وراء الوقوع في فخ الإدمان.
- داخل مركز علاج الإدمان مجموعة مفصلة من البرامج والبروتوكولات العلاجية، ويحدد لكل مريض البرنامج المناسب لحالته من قبل دكتور علاج إدمان، فلا يطبق نفس البروتوكول على جميع المرضى.
- هناك وحدة خاصة لإزالة سموم الجسم بسبب المخدرات داخل مركز علاج إدمان.
- أطباء مركز علاج الإدمان يعملون على تطبيق أحدث البروتوكولات العلاجية، والتي من دورها تخفيف آلام أعراض الانسحاب للمخدرات.
- مراكز علاج الإدمان تضم نخبة من الأطباء والاستشاريين والأخصائيين في كافة المجالات النفسية والجسدية، وذلك على عكس عيادات ادمان التي تقتصر على وجود دكتور علاج ادمان.
- تقدم مراكز علاج الإدمان خدمة الرعاية الصحية على مدار الساعة ولا تتوفر هذه الخدمة في عيادات ادمان.
- كما تمنح الإقامة الدائمة لتكون تحت الملاحظة على عكس عيادات ادمان التي تقدم خدمة الاستشارة المؤقتة.
- يقدم مركز علاج الإدمان خدمة الرعاية الطبية بعد الانتكاسة.
والجدير بالذكر مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يوفر وحدات التشخيص المزدوج، والتي تساعد الطبيب على كشف إصابة المدمن بأي اضطراب أو مرض نفسي، وهي من الخدمات الحصرية التي يندر تطبيقها في الكثير من المراكز والمصحات لعلاج الإدمان بالوطن العربي.
الفرق بين عيادات ومراكز الإدمان في برامج العلاج
عيادات ادمان تختلف عن مراكز علاج الإدمان من حيث برامج العلاج في 5 نقاط كما يلي:
- عيادات علاج الإدمان لا توفر خدمة الرعاية المستمرة والدائمة على مدار اليوم، على عكس مراكز الإدمان التي تمنحك الحق في الاستمتاع بهذه الخدمة.
- نسبة الشفاء داخل مراكز علاج الإدمان مرتفعة للغاية بسبب توافر البرامج العلاجية الحديثة، والبيئة العلاجية التي تساهم في العلاج ووجود فريق متخصص من الأطباء والاستشاريين، على عكس عيادات ادمان التي يغيب عنها كل هذه الخدمات، لذا تنخفض بها نسبة الشفاء.
- عيادات علاج الإدمان تعتمد فقط على برامج سحب السموم، بينما مراكز علاج الإدمان تعتمد على سحب السموم والبرامج المتخصصة للتأهيل السلوكي والنفسي، والآليات العلاجية للتخلص من الأفكار والمشاعر السلبية.
- العلاج في عيادات ادمان لا يمنح المريض السرية والخصوصية بسبب تردده على العيادة أكثر من مرة، بينما مراكز علاج الإدمان تدعم الخصوصية والسرية التامة.
- عيادات ادمان لا توفر جميع البروتوكولات العلاجية التي تناسب مختلف الحالات الإدمانية، أما مراكز علاج الإدمان تقدم لك أحدث البروتوكولات الطبية وبرامج المنتكسين، وخطط العلاج النفسي والتأهيل السلوكي وبرامج سحب السموم بدون ألم.
عيادات ادمان هل تتشابه مع عيادات الطب النفسي؟
يتساءل البعض هل تتشابه عيادات ادمان مع عيادات الطب النفسي؟ الإجابة لا حيث عيادات الطب النفسي تختص في علاج الأمراض والاضطرابات النفسية، أما عيادات علاج الإدمان تعمل على توقيع الكشف الطبي للمريض وسحب السموم من الجسم فقط، لذا من الأفضل أن يتوجه المدمن إلى مراكز علاج الإدمان لأنها تقدم خدمة شاملة لعلاج الإدمان إلى الوصول لمرحلة التعافي.
خلاصة الحديث عن عيادات ادمان:
عيادات ادمان تعمل على توقيع الكشف الطبي على مريض الإدمان وسحب سموم الجسم تحت إشراف دكتور علاج إدمان، لذا لا تساعد على الوصول إلى التعافي الكامل من الإدمان، بينما مراكز علاج الإدمان هي التي تسير على البروتوكولات العلاجية الحديثة لجميع حالات الإدمان، وعلاوة على ذلك، برامج التأهيل النفسي والسلوكي والتشخيص المزدوج، والرعاية الطبية على مدار الساعة وتغيب كل هذه الخدمات داخل عيادات الإدمان، وبالتالي نسبة الشفاء تكون منخفضة مقارنة بنسبة الشفاء المرتفعة في مراكز علاج الإدمان.
