يتسائل الكثيرين عن نسب إدمان المخدرات في الجامعات المصرية والعالم العربي فللأسف أنها الحقيقة المؤلمة حين يتعاطى شباب الجامعات الذين هم عقول الأمة تلك السموم المدمرة، فضلا عن تعاطي المخدرات لشباب لا زالوا في ريعان شبابهم ف مراحل الثانوي والمتوسط فنحن أمام أحد أخطر الظواهر المجتمعية وهي “إدمان طلبة الجامعات والمدارس”.
ولعلك قد سمعت عن إحدى الحوادث الشهيرة التي سقط فيها مجموعة من الطلاب في المرحلة الثانوية أثناء العرض المسرحي من خلال تأدية أحد العروض المسرحية والغنائية ومن ثم سقط الفريق علي خشية المسرح وتوقع الجميع أن يكون هذا بسبب الإرهاق والمجهود، إلا أن المصيبة الكبرى التي ظهرت والصدمة حين تم اكتشاف تعاطي أولئك الأشخاص الذين هم في مقتبل العمر أنهم يتعاطون الحشيش قبل الصعود علي المسرح.
في حقيقة الأمر فإن الإدمان علي المخدرات بين طلاب الجامعات والمدارس ليس في مصر وحسب بل إن العالم العربي أجمع يعاني من تلك الظاهرة، والتي تعد أمرا مخيفا ومرعبا حين يتعاطى الطلاب الذين يفترض بهم أنهم ذاهبون إلى أماكن تلقي العلم والأخلاق، يقوموا بتعاطي المخدرات، فبالتأكيد أن تلك فاجعة تخترق وتحرق قلب العالم العربي.
ومن هنا كان علينا تسليط الضوء على ظاهرة تعاطي المخدرات بين شباب الجامعة ومؤشرات لنقف على حجم المشكلة، وأهم الأسباب التي دفعت الأشخاص إلى تعاطي المخدرات في الجامعات، وما هي العلاقة التي ربطت بين أماكن العلم والحصول على الأخلاق سواء في الجامعات أو في مراحل ما قبل الجامعة والعديد من التساؤلات التي تلوح في الآفاق ومن هنا قامت وزارة التربية والتعليم بعمل حملات مكثفة من خلال التعاون مع العديد من الوزارات المعنية من أجل التوعية بمخاطر الإدمان وأضرار التعاطي.
نسب إدمان المخدرات في الجامعات والمدارس بمصر
الإدمان في مصر حالة مزرية والأرقام والإحصائيات تعبر بكل وضوح عن الخطر الحقيقي الذي يتعرض له المجتمع المصري في ظل انتشار تلك السموم وأنواع المخدرات بين فئات المجتمع فلم يقتصر الإدمان على فئة دون أخرى ولا مرحلة عمرية دون أخرى للأسف صارت تلك السموم في المجتمع كالنار في الهشيم.
ولأن المجتمع يعج بالسموم فقد كانت المصيبة الكبرى أن يكون الإدمان بين طلبة الجامعات من الظواهر السلبية البارزة وهذا قد أكدته الإحصائيات والأرقام التي أعلنت من قبل صندوق مكافحة الإدمان بأن نسب إدمان المخدرات في الجامعات ونسبة التعاطي بين طلاب المدارس في ارتفاع متزايد، وقد أوضحت الدراسات إلى أن نسبة التدخين قد وصلت بين طلاب التعليم الثانوي والفني قد وصلت إلى ما يزيد عن 12 % فضلا عن أن نسبة التعاطي للمخدرات قد وصلت إلى 7 %.
بالإضافة إلى أن هناك شيء ملفت للانتباه وهي انتشار الكحوليات والخمر بين الطلاب وتخطت نسب إدمان المخدرات في الجامعات وتعاطي الكحول بين طلاب الجامعات والثانوي 8 %، وتلك النسبة لم تكن موجودة من قبل لنعلم مدى الزيادة المطردة في الإقبال على المخدرات والكحوليات بين شبابنا في الجامعات.
أما عن أكثر المحافظات التي ينتشر فيها المخدرات بين طلاب الجامعات فقد جاءت الجيزة في المرتبة الأولى تليها محافظة قنا وتلك المحافظة ينتشر فيها تجارة المخدرات بالصعيد، وما ينبغي الإشارة إليه فإن هناك من يتعامل مع ديلر وهناك نسبة كبيرة تصل إلى 70 % من طلال الفني وطلاب الثانوي يقومون بشراء المخدرات بأنفسهم من قبل تجار المخدرات على الرغم من القوانين الصارمة التي اتخذتها الدولة لمن يتعاطى أو يحوز تلك المواد المخدرة الممنوعة.
وقد أشارت الإحصائيات إلى أن الحشيش هو أكثر أنواع المخدرات المنتشرة في المجتمع فقد أقبل الطلاب علي تعاطي الحشيش بصورة مروعة ووصلت نسبة التعاطي إلى 58.5 %، ومن ثم جاء مخدر البانجو في المرتبة الثانية بعد الحشيش، أما عن حبوب الترامادول وهو أكثر العقاقير المخدرة من الحبوب التي انتشرت بين طلاب الجامعات والثانوي في مصر.
تعرف علي: إدمان طلبة الجامعة كوارث وحوادث
نسب الإدمان والتعاطي بين طلاب الجامعات في لبنان
لقد عمت المخدرات مجتمعاتنا العربية ومن بين الدول العربية التي شاع فيها تلك السموم من المواد المخدرة هي دولة لبنان، فعن أرقام المخدرات ونسب نسب إدمان المخدرات في الجامعات التعاطي في لبنان فحدث ولا حرج، ففي عام 2015 تم ضبط ما يزيد عن 15 مليون حبة من حبوب الكبتاجون وهي من أشهر أنواع المخدرات في السعودية وهي حبوب مخدرة منشطة ويتعاطاها طلاب الجامعة خاصة في فترات الامتحان لما يروج لها أنها تساعد علي النشاط والطاقة وتساعد علي السهر.
وقد أشارت الدراسات والتقارير المختصة أن انتشار المخدرات في لبنات قد عمت الجنسين إذ لم يتم تعاطي المخدرات للشباب فحسب فهناك 20 % من الإناث في لبنات تتعاطي المخدرات وان كانت النسبة الأكبر بين الرجال بنسبة 80 %، ولم تخلو فئة من فئات المجتمع ولا طائفة من تعاطي تلك المخدرات فقد عمت البلوي في ظل انتشار المخدرات بمختلف أنواعها بين جموع الشعب اللبناني.
أما عن أحدث الدراسات التي تمت في لبنان علي تجارة المخدرات فقد وجد أن الحشيش هو الأكثر انتشارا ولم يختلف الأمر عن مصر كثيرا حيث وصلت نسب تعاطي الحشيش إلى 39 % لرخص سعره مقارنة بغيره من أنواع المخدرات، وجاءت المخدرات البودرة في المرتبة الثانية بنسبة 30 %، أما عن الكوكايين فنسبة 18 %، وجاءت الحبوب المخدرة من الكبتاجون والترامادول بنسبة 13 %، وفي واقع الأمر نحن أمام قضية مجتمعية تحتاج إلى تكاتف الجهود من أجل خلق مجتمع خال من الإدمان.
إدمان المخدرات بين طلاب الجامعات في الأردن
من بين الدول العربية التي تعد فيها المخدرات من الظواهر المجتمعية السلبية هي الأردن، وقد ساعد رخص أسعار المخدرات في الأردن مما جعل نسبة نسب إدمان المخدرات في الجامعات والتعاطي وصلت إلى 21 % علي بعض الدراسات المسحية التي تمت، وقد كانت تلك الآفة تباع بأبخس الأثمان فلم يتعد سعر حبوب الكبتاجون والترامادول 35 قرش.
وقد تفشت مخدرات الجوكر في المجتمع بشكل مروع والتي تدخل إلى الأردن من خلال الصين علي شكل سائل أو بودرة يتم تصنيعها في الأردن محليا، وقد تفشت مخدرات الجوكر بين طلاب الجامعات وهي من أكثر المواد التي تفتك بالجسم والعقل، بل إن الجرعات الزائدة من الجوكر تعد الطريق الأسرع إلى الموت.
أما عن كيفية حصول طلاب الجامعات في الأردن علي المخدرات فمن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أشارت الدراسات إلى أن الإناث والفتيات في الجامعات يحصلن علي المخدرات من خلال السكن الجامعي وتراخي الرقابة من قبل مشرفات الأدوار سواء في السكن الداخلي أو الخارجي.
أما عن تعاطي المخدرات في لبنان بين كليات الطب والصيدلية والعلوم والهندسة فقد أقبل أولئك الطلاب علي تعاطي حبوب الكبتاجون المنشطة من أجل مواجهة الضغوط المجتمعية، بالإضافة إلى تناول هذه الحبوب في حالات تشوب عنف جامعي، وقد أكدت الدراسات إلى أن أغلب من يتعاطى المخدرات لا يعلم مدى المخاطر والأضرار الناجمة عن تعاطي تلك السموم.
خاصة أن من يقوم بالترويج لتلك المخدرات يقدمونها بمسميات مغرية وجذابة تمس الرجولة وتقدم علي صورة مسميات جذابة بشكل كبير مما يجعل الشباب والمراهقين يقبلوا علي تعاطيها ومن هنا كان إقبال طلاب الجامعات في الأردن علي تعاطي المخدرات، ومن بين الأسماء التي تطلق علي المخدرات (حرر نفسك، أطلق روحك، خليل كلمة ، رجولة، عيش حياتك، صداقة…) وغيرها من المسميات التي تجعل الأشخاص يقبلون علي تعاطي تلك السموم.
اقرأ أيضاً: مركز choose للإدمان د منى اليتامى خبرة.. علاج..نقاهة
إدمان المخدرات بين طلاب الجامعات في السودان
في إطار الحديث عن نسب إدمان المخدرات في الجامعات فأما في السودان فمشكلة الإدمان قد تفاقمت بشكل كبير خاصة في ظل الحروب الأهلية التي تمت وغياب الأمن مما ساعد علي انتشار المخدرات في المجتمع السوداني، وقد تم تهريب المخدرات إلى السودان وان كانت السلطات استطاعت ضبط كميات من البضائع التي يتم تهريبها من خلال المواني المخبأة في حاويات بضائع، وقد أكد المسؤولون أن المستهدف من تلك الشاحنات من السموم هم طلبة الجامعات والشباب.
من أشهر أنواع المخدرات المنتشرة في السودان بين طلبة الجامعات هي مخدر الشاش أو ما يعرف الشاشمندي وهو مخدر أشبه بالحشيش ولرخص سعره وسهولة الحصول عليه فإن شباب الجامعات يقبلوا على تعاطي الشاشمندي في ظل الترويج لهذا المخدر أنه لا يسبب الإدمان ويساعد على حل المشاكل الجنسية وهي البوابة الكبرى التي يدخل بسببها الأشخاص في فخ الإدمان وطريق المخدرات.
كيف التعامل مع الطالب الجامعي المدمن
في حال التعرف على مدمن المخدرات بين طلاب الجامعة والذين يعدون الصيد الأسهل لتجار المخدرات حيث المرحلة العمرية التي يكون فيها الفضول وحب التجربة ووجود رفقاء السوء، لكن علينا أن نعلم أن تلك ليست نهاية المطاف فكم من شخص وقع في فخ الإدمان وعاد إلى حياته من جديد ولكن علينا السعي في الطريق الصحيح للتعافي وعلاج إدمان طلبة الجامعة من خلال مراكز علاج الإدمان المختصة والتي توفر برامج علاجية حتى يتم استكمال الدراسة بالتوازي مع العلاج.