الانفتاح على العالم الخارجي سبب في انتشار بعض السلوكيات الجنسية المخالفة للدين والشرع، والتي لا يتم التحدث عنها كثيرًا بسبب رفض المجتمع للثقافة الجنسية، ومن هذه الاضطرابات اضطراب لبس الجنس الآخر والذي يتسبب في الشعور بالضيق والندم لصاحبه أو يمكن أن يمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، لذلك خلال هذا المقال المقدم من مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان نتحدث عن هذا الاضطراب النادر بشيء من التفصيل.
اضطراب لبس الجنس الآخر
اضطراب لبس الجنس الآخر هو أحد اضطرابات الميول الجنسي ولا يرتبط عادة بالشذوذ الجنسي كما يعتقد الكثير من الناس، ويمكن تمييز هذا الاضطراب بما يلي:
- لا يعتبر هذا الاضطراب مرض عقلي وأنما يمكن أن يتسبب في الإصابة بمرض عقلي مثل: الاكتئاب والقلق وغيرهما.
- في هذا الاضطراب يقوم الرجال بارتداء ملابس النساء بناء على رغبة شخصية وميول ذاتي، أو تفضل النساء ارتداء ملابس الرجال وهذه الحالة هي الأقل شيوعًا.
- ليس كل من يقوم بارتداء ملابس الجنس المغاير يعاني من اضطراب لبس الجنس الآخر وإنما يتطلب لتشخيص الفرد بهذا الاضطراب أن يسبب ضيق للشخص أو شعور بالذنب والندم كما أنه يمكن مرتبط لديهم بعدم رضاء عن جنسهم مما يعيق سير الحياة بشكل طبيعي.
- يقوم بعض الأشخاص بارتداء ملابس الجنس الآخر لأسباب غير مرتبطة بالاضطراب، مثل: التحفيز الجنسي، أو الرغبة في تجربة الجانب الأنثوي لدى الذكور، أو للحد من التوتر والقلق.
- المصابين باضطراب لبس الجنس الآخر قد يعانون من عدم الرضاء الجندري في فترة من فترات حياتهم والتي تكون المراهقة في الأغلب، وقد يرغب بعضهم في تغير جنسه بشكل فعلي طريق العمليات.
أسباب اضطراب لبس الجنس الآخر
لا يحدث اضطراب لبس الجنس الآخر لأسباب معروفة ومحددة، كما أنه لا توجد قواسم مشتركة قاطعة بين من يعانون من هذا الاضطراب، حيث:
- ارتداء ملابس الجنس الآخر قد تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة والتي إذا استمرت إلى البلوغ قد تكون دافع للإثارة الجنسية.
- مع تكرار الفعل قد يرتبط لدى الأشخاص بالشعور بالإشباع الجنسي.
- التنشئة الغير سليمة وتشجيع الأطفال بتجريب ملابس مغايرة لجنسهم.
- العاب الأدوار الجنسية يمكنه أن يحفز هذه التصرفات عند الأطفال.
- يقوم بعض الأشخاص وخاصة الذكور بتجربة الملابس النسائية بهدف تعزيز الطاقة الأنثوية أو التغلب على مشاعر القلق والتوتر.
- يعتبره بعض الأشخاص نوع من أنواع التحرر من القيود المجتمعية واكتشاف الهوية بالإضافة إلى الرغبة في هدم معايير النوع الاجتماعي.
هل اضطراب لبس الجنس الآخر مرتبط بالمثلية الجنسية؟
الإجابة هي لا، حيث أن اضطراب لبس الجنس الآخر يحدث لدى الرجال أو النساء المغايرين جنسيًا بهدف إثارة الجنس الأخر، كما أن من يعانون من هذا الاضطراب لا يشعرون بالتناقض بين هويتهم الجنسية وجنسهم عند الولادة، مما يدل على أن هذا الاضطراب غير مرتبط بالمثلية الجنسية أو اضطراب الهوية الجنسية.
موضوعات ذات صلة:
اضطراب الآنية أغراب الاضطرابات النفسية
أعراض اضطراب ارتداء ملابس الجنس الآخر
أعراض اضطراب لبس الجنس الآخر غير تامة الوضوح وتكون أكثر وضوحًا لمن يمر بها، وتشمل التالي:
- الاحساس بالذنب والخزي عند ارتداء ملابس الجنس الآخر.
- قد يرتبط هذا الاضطراب بارتداء قطعة ملابس نسائية واحدة أو قد يكون زيًا كاملًا مع وضع مساحيق التجميل.
- يجب أن تستمر الأعراض لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
- الرغبة الملحة في ارتداء ملابس الجنس الآخر.
- الشعور بالإثارة الشديدة والمستمرة عند ارتداء ملابس الجنس الآخر.
- عدم القدرة على أداء الوظائف الاجتماعية أو المهام اليومية الضرورية بسبب كثرة التفكير في ملابس الجنس الآخر.
- قد يرتبط هذا الاضطراب ببعض السلوكيات السلبية مثل شراء ملابس الجنس الآخر ومن ثم رميها أو تمزيقها بسبب الشعور بالخزي ورغبةً في التعافي.
تشخيص اضطراب ارتداء ملابس الجنس الآخر
يتم تشخيص اضطراب ارتداء ملابس الجنس الآخر عن طريق طبيب متخصص في علاج الاضطرابات النفسية المرتبطة بالجنس، ويجب أن يشعر الشخص بالإثارة الدائمة تجاه ارتداء ملابس الجنس الآخر وحدوث خلال في نمط الحياة الاجتماعية والمهنية، كما أن الشعور بالضيق وتأنيب الضمير بسبب هذه الأفعال والتخيلات هو أبرز الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب، ويجب أن تستمر هذه الأعراض لمدة لا تقل عن 6 أشهر حتى يتم التشخيص باضطراب لبس الجنس الآخر.
معدل انتشار اضطراب لبس الجنس الآخر
يشيع هذا الاضطراب في الرجال بنسبة أكبر بكثير مما في النساء، ويمكن اعتباره بأنه اضطراب نادر وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية وهذا لا يقلل من أهميته، حيث وجد أن أقل من 3% من الرجال تتم إثارته جنسيًا عندما يرتدون ملابس الجنس الآخر.
كما وجدت دراسة أخرى تفيد بأن حوالي 6% من الرجال لديهم تخيلات جنسية مرتبطة بملابس الجنس الآخر، والجدير بالذكر أن لا يمكن اعتبار اختبار هذه الحالات الفردية تشخيصًا للمرض.
علاج اضطراب لبس الجنس الآخر
لا يعتبر هذا الاضطراب نوعًا من المشاكل التي تحتاج إلى علاج إلا إذا تسبب في مشكلة تخص العمل أو تعيق سير الحياة بشكل طبيعي، كما أن البحث عن العلاج في الغالب يأتي بسبب حدوث مشاكل زوجية مرتبطة بهذا الاضطراب أو الرغبة في التخلص من الشعور بالذنب، ويعتمد العلاج على الآتي:
- الاعتماد على العلاج النفسي والتقويم السلوكي لدى الشخص.
- مساعدة المريض على تقبل ذاته وتقليل الشعور بالضيق والذنب.
- تعلم كيفية التحكم في السلوكيات الخاطئة عند استثارتها.
- الانضمام إلى مجموعات الدعم ومشاركة التجربة مع الاضطراب يعتبر من أفضل الحلول للتغلب على هذه المشكلة.
- وفي النهاية يمكن القول بأن الشخص له تاريخ مرضي مع هذا الاضطراب في حالة عدم الشعور بالذنب أو تدهور الحياة نتيجة للرغبة في ارتداء ملابس الجنس الآخر لمدة 5 سنوات أو أكثر.
ما حكم لبس الرجل لملابس زوجته؟
يتردد السؤال عن الحكم الشرعي في لبس الزوج للملابس النسائية أو العكس، وتأتي الإجابة بالنهى المطلق لما فيه من التشبه بالنساء، فعن ابن عباس رضى الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال في صحيح البخاري.
ومن التشبه ارتداء الملابس الخاصة بالجنس الآخر حتى وإن لم تكن بغرض التشبه فهو أمر منهي عنه من منطلق الحديث عن أبي هريرة قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل.
لذلك لا يجوز ارتداء ملابس الزوجة وحتى إن لم يكن بغرض التشبه، كما يجب التوبة عن هذا الذنب بالتوقف عن فعله والندم والإقلاع عنه وعدم تكراره.
هل الرغبة في ارتداء ملابس الجنس الآخر مرتبط بالصحة العقلية؟
لا تعتبر الرغبة في ارتداء ملابس الجنس الآخر مرض مرتبط بالصحة العقلية، كما لا يجدر به في كل الحالات أن يكون اضطراب نفسي من الأساس، وذلك لإن السلوك الجنسي الطبيعي يشمل بعض السلوكيات غير المعتادة لبعض الأشخاص ، كما أن هناك بعض من يميلون إلى تجربة أشياء وسلوكيات جديدة لكسر حاجز الملل، وزيادة على كل هذا أن هناك من لا يعتبرون الأمر اضطراب من الأساس طالما لا يحتوي على عنف أو يسبب ضيق لأي من الطرفين.