متلازمة عطيل، الغيرة الوهمية أو المرضية أو متلازمة أوثيلو كل هذه مسميات لنفس المشكلة التي يعتبرها الأطباء أحد الاضطرابات النفسية التي تؤثر على علاقات المصاب وسلوكياته وتحول حياته من حياة هادئة ومستقره إلى خراب عارم بسبب المشكلات المتتالية، وفي هذا المقال يقدم لكم مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان كل ما يتعلق بـ الغيرة المرضية وأنواعها، أسبابها وكيفية علاجها والتخلص منها نهائيًا.
الغيرة المرضية وأنواعها
يصف الأطباء الغيرة المرضية وأنواعها المختلفة بأنها عبارة عن أفكار مشتبهة وغريبة تراود المصاب وتجعله يتهم الآخرين بالخيانة دون وجود أي أدلة على هذه الشكوك، ولضرورة فهم هذا الاضطراب إليكم أنواع الغيرة في الآتي:
- الغيرة الطبيعية، تتصف بشكل عام بأنها يمكن التحكم فيها، مثل الغيرة في الحب، والتي لا تمثل خطرًا بل هي مهمة في العلاقة الزوجية، حيث أنها تظهر الاهتمام بين الطرفين، مثل الغيرة في العمل أو بين الأطفال.
- الغيرة المرضية، وهذه تمثل اضطراب أو مشكلة نفسية وتكون مصحوبة بالقلق والتوتر والعصبية، وفي حال تشخيص الإصابة بها يشير ذلك إلى احتمالية الإصابة ببعض المشاكل النفسية الأخرى مثل جنون الارتياب، اضطراب القلق، الذهان أو اضطراب الشخصية الحدية.
- الغيرة الهوسية وتشمل الكثير من الأفكار اللاعقلانية التي تتعلق بـ بخيانة الآخرين ويتطور هذا النوع إلى القيام ببعض السلوكيات المؤذية مثل البحث المستمر عن أخطاء شريك الحياة والتفتيش في هاتفه أو أي شيء خاص به.
- الشعور بالغيرة الشديدة نتيجة الإصابة بالوسواس القهري.
أسباب الغيرة المرضية
يدور كلام الأطباء حول أسباب الغيرة المرضية أنها ترجع في الغالب إلى وجود بعض المشاكل النفسية التي تؤثر على سلوكيات وأفكار المصاب بشكل كبير، وبشيء من التفصيل نذكر هذه الأسباب في الآتي:
- التفسير السلبي لتصرفات وسلوكيات الآخرين.
- التنافس السلبي في العمل أو المنزل مما يسبب الشعور بالغيرة المرضية.
- القلق الشديد والخوف من الخوض في التجارب الجديدة في حال المرور بتجارب سلبية سابق، ومثال على ذلك الغيرة عند المرأة أو الرجل في حال التعرض للانفصال أو الطلاق من قبل مما يؤدي إلى الشعور بالغيرة على الطرف الآخر والخوف من الانفصال مرة أخرى.
- عدم توفير البيئة المناسبة التي تشتمل على الحنان والحب للأطفال، مما يسبب لهم الإصابة بالغيرة المرضية في الكبر.
- الإصابة بالمشاكل والاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى الإصابة بالغيرة المرضية مثل القلق، الذهان والفصام.
- الخوف من فقد الآخرين والابتعاد عنهم.
- قد تكون الغيرة المرضية نابعة عن بعض العوامل البيولوجية.
موضوعات ذات صلة:
اضطراب الآنية أغرب الاضطرابات النفسية
ما هي أعراض الغيرة المرضية؟
تؤثر الغيرة المرضية على حياة المصاب بها بالسلب على عكس الغيرة الطبيعية ويتعرف الأطباء على المصابين بالغيرة المرضية وأنواعها المختلفة عن طريق بعض الأعراض، التي تتضمن الآتي الآتي:
- رمي الآخرين بالخيانة والتهم التي لا دليل عليها باستمرار.
- الشعور بالأفكار التي تحمل الشك والريبة من الآخرين باستمرار.
- مراقبة الآخرين والتجسس عليهم أو التفتيش في خصوصياتهم كالهاتف.
- التقلبات المزاجية الحادة كالشعور بالاكتئاب والقلق والحزن.
- السلوكيات العنيفة والمؤذية للآخرين نتيجة الشك فيهم والشعور المرضي بخيانتهم.
- الرغبة في السيطرة التامة على الآخرين لكي لا تراوده الشكوك حولهم.
- الانعزال عن الآخرين بشكل متكرر.
هل الغيرة المرضية من الاضطرابات النفسية؟
لم يقم الأطباء بتصنيف الغيرة المرضية وأنواعها ضمن المشاكل والاضطرابات النفسية لكنهم أوضحوا أنها في كثير من الأحيان تظهر كـ عرض من أعراض الاضطرابات النفسية مثل اضطراب القلق، جنون العظمة، الوسواس القهري وغيرها من الاضطرابات الأخرى، لذا في حالة ظهور أعراض الغيرة المرضية التوجه إلى الطبيب واستشارته لضمان التشخيص الصحبح وحل المشكلة قبل فوات الآوان.
كيفية التخلص من الغيرة المرضية وأنواعها نهائيًا؟
يشمل علاج الغيرة المرضية وأنواعها مراحل علاج منها النفسي والسلوكي وقد يصل الأمر إلى العلاج بالأدوية، وذلك على حسب حالة المريض وما يقرره الطبيب بعد توقيع الكشف الطبي، وإليكم مراحل علاج الغيرة المرضية بشئ من التفاصيل:
العلاج النفسي
العلاج النفسي هو أول المراحل وأهمها وهذا لأنه يساعد المرض في التعرف على الأسباب التي أدت إلى ظهور الغيرة المرضية وأنواعها والتعامل معها بصورة صحيحة، ويتبع الطبيب خلال هذه المرحلة آليات محددة لمساعدة المريض تتضمن الآتي:
- العمل على معرفة الأسباب التي أدت إلى الغيرة المرضية.
- حل هذه المشاكل.
- العمل على إعداد خطة علاجية مناسبة للمصاب.
- إتاحة الفرصة للمريض لمشاركة الأفكار التي تراوده لكي يساعده الطبيب على التغلب عليها.
- الحفاظ على السرية التامة حول حالة المريض الصحية وما يحكيه للطبيب، ويتم ذلك من خلال جلسات نفسية فردية بين الطبيب والمريض في سرية تامة.
العلاج الدوائي
يتم استخدام بعض الأدوية التي تساهم في علاج المشاكل والاضطرابات النفسية التي قد تكون مصاحبة للإصابة بالغيرة المرضية، ومن تلك الأدوية مضادات القلق ومضادات الاكتئاب، والتي يعتمدها المريض بالغيرة المرضية تحت إشراف الطبيب لفترة ومنة محددة.
العلاج السلوكي
يتم في هذه المرحلة تحديد بعض الجلسات مع أخصائي علاج سلوكي داخل مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان، وهذا للسيطرة على سلوكيات المريض والعمل على تحسينها لكي لا يؤثر على المحيطين به بالسلب ولكي يمارس حياته بشكل طبيعي، والعمل على التعلم من الأخطاء التي قام بها من قبل، هذا إلى جانب مساعدته على استعادة الثقة في النفس.
حلول عملية تساعد في التخلص من الغيرة المرضية
هناك العديد من الحلول والطرق التي تساعد في التخلص من الغيرة وإعادتها لحدها الطبيعي، تتمثل هذه الحلول والطرق العملية في الآتي:
- التفكير في المشاعر والأفكار التي تراودك بشكل عقلاني قبل القيام بأي شيء.
- العمل على منع تأثير هذه الأفكار على السلوكيات التي تقوم بها على سير حياتك بشكل طبيعي.
- التواصل والتحدث مع الآخرين قبل الشك فيهم والتصرف بناء على تلك الشكوك.
- ممارسة الرياضة أو التأمل والعمل على إشغال النفس والفكر عن هذه الأفكار المزعجة.
هل يمكن أن تتطور الغيرة إلى مرض نفسي؟
تعتبر الغيرة من المشاعر الطبيعية التي يشعر بها الرجال والنساء على حد سواء، ولكن هل يمكن أن تتطور إلى مشكلة ومرض نفسي، نعم، حيث أشار أطباء علم النفسي أن الغيرة وخاصة المرضية منها تعتبر في الكثير من الأحيان إشارة إلى وجود اضطراب أو مشكلة نفسية مثل اضطراب القلق، انفصام الشخصية، الوسواس القهري وغيرها من الاضطرابات النفسية الأخرى وهنا تعرف الغيرة بأسم الغيرة الوهمية، وهي في الغالب ما تحدث في العلاقات الزوجية.
لهذا في حالة كنت تعاني من أحد أعراض الغيرة المرضية وتؤثر على علاقاتك وحياتك بصورة سلبية، عليك التوجه مباشرة إلى الطبيب واستشارته للحصول على الدعم النفسي المناسب، والتعرف على الأسباب التي أدت إلى ظهور الغيرة المرضية، وفي الغالب ما تشمل الاستشاره النفسية على العلاج النفسي، السلوكي وفي بعض الحالات يحتاج الشخص إلى تلقي العلاج الدوائي بما يتناسب مع حالة المريض النفسية وفي حالة ما كان يعاني من اضطراب نفسي ما، وبهذا نكون قد تعرفنا على كل ما يتعلق بالغيرة المريضية وأنواعها، أسبابها وكيفية التخلص منها نهائيا.