الكذب الباثولوجي أسبابه وأعراضه من النقاط الهامة التي يجب الحديث عنها، هل لك أن تتوقع بأن هناك ما يعرف بالكذب المرضي كشكل من أشكال الاضطرابات النفسية، والتي يكون لها أسباب وأعراض مختلفة سنتحدث عنها تفصيلا، وهناك العديد من الأشخاص يعانون من هذه المشكلة ولا يدركون أنهم في الأساس يحتاجون على العلاج، وأن حاجاتهم المستمرة إلى الكذب ترجع إلى اضطراب نفسي يعرف باسم الكذب الباثولوجي.
ظهور هذا الاضطراب يرجع إلى العصور اليونانية القديمة حيث عرف في ذلك الوقت باسم الأساطير اليونانية، والكذب الباثولوجي على الرغم من عدم تصنيفه بشكل رسمي كنوع من الاضطرابات النفسية، إلا أن وجوده والتقارير السريرية تشير إلى أنه يحدث لأسباب، وعوامل نفسية في المقام الأول لذا ينظر له الأطباء والمتخصصين النفسيين على أنه اضطراب نفسي، واليوم سنتطرق إلى توضيح ما هو الكذب المرضي أسبابه وأعراضه تابع.
الكذب الباثولوجي
الكذب الباثولوجي وأسبابه وأعراضه وما هي طرق العلاج التي يلجأ لها الأطباء في هذه الحالة، ولبدء هذا الحديث سنتعرف على الكذب الباثولوجي الذي عرف في العصور اليونانية القديمة باسم هوس الأساطير (من اليونانية μυθομανία) وpseudologia fantica (باللاتينية “علم الزائفة الرائع)، ثم أن بعض الأطباء المتخصصين بعلم النفس الكذب القهري أو الميل المعتاد إلى الكذب.
كما أن الكذب المرضي سلوك مزمن ينطوي على تصرف شائع من الإدلاء ببيانات كاذبة، أو أحاديث خاطئة بشكل متعمد بهدف خداع الآخرين وأحيانا يكون الكذب بدون سبب واضح، بالإضافة إلى ذلك بعض الأفراد الذين ينخرطون في الكذب الباثولوجي غالبًا ما يزعمون أنهم غير مدركين للدوافع وراء أكاذيبهم.
عندما نتحدث عن الكذب الباثولوجي فنحن أمام جدل واسع ومستمر حول رأي أطباء علم النفس من ناحية تصنيف الكذب المرضي على أنه اضطراب متميز، أو اعتباره أحد أعراض الحالات الأساسية للاضطرابات النفسية الأخرى، وبسبب عدم الاتفاق على وضع تعريف محدد لهذه المشكلة أدي إلى خلق جدل واسع حول طريق تعريفه، ومع ذلك، قد وضعت بعض المعايير التشخيصية قائمة على بيانات البحث والتقييم.
وتشخيص هذا الاضطراب يتوافق مع الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM).[10]، وسنتعرف الآن على أسباب الكذب الباثولوجي.
أسباب الكذب الباثولوجي
قد تم بذل الجهود من أجل وضع بعض المعايير التشخيصية التي تتماشي مع الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات، وعلى الجانب الآخر تم اقتراح الكثير من النظريات من أجل التوصل إلى الكذب المرضي، بالإضافة إلى محاولة تحويل موضع السيطرة إلى موضع داخلي، والقضايا المتعلقة بتدني احترام الذات.
قد اقترح بعض الأطباء والاستشاريين نموذجًا بيولوجيًا نفسيًا اجتماعيًا تنمويًا لشرح ما هو الكذب الباثولوجي، و في حين أن هذه النظريات كشفت الأسباب المحتملة وراء حالة الكذب المرضي، إلا أن العوامل الدقيقة التي تساهم في الكذب المرضي لم يتم تحديدها بعد، وإليك أهم أسباب الكذب الباثولوجي:
- أسباب البيولوجية.
- أسباب بيئية.
- كذلك الأسباب الوراثية قد يكون لها دخل في الإصابة بالكذب الباثولوجي.
- اضطراب تعاطي المواد المخدرة.
- أيضًا اضطراب تعاطي الكحوليات.
- تدني احترام الذات.
- الغياب والإهمال الأسري.
- اضطراب القلق والانزعاج العصبي العام.
- إساءة معاملة الأطفال في مراحلهم العمرية الأولى.
- الإصابة بالاكتئاب الحاد.
- الإصابة باضطراب في الشخصية.
تنويه/ أسباب الكذب الباثولوجي لا تعد مبرر لقبول هذا السلوك، فالكذب الباثولوجي أو القهري سلوك مضر في جميع الأحوال، لذا من الضروري أن يقدم الإنسان على العلاج، وذلك ما يساعده على التخلص من هذا السلوك الذي يؤثر عليه وعلى جميع من حوله.
أنواع الكذب في علم النفس
عند الحديث عن الكذب الباثولوجي يكون من الضروري تسليط الضوء على ما يعرف بأنواع الكذب في علم النفس، والتي تكون على النحو التالي:
الكذب الأبيض | الكذب الغزير | الكذب القهري | الكذب على فترات | الكذب المعتاد |
---|---|---|---|---|
النوع الأول والأكثر شيوعًا من الكذب ما يعرف بالكذبة البيضاء أو الكذب الأبيض، ويظهر في الحالات التي يحاول الشخص حماية مشاعر من حوله، مثل الزوج الذي يخفي رأيه الحقيقي تجاه طعام زوجته حتى لا يشعرها بالحزن، أو الصديق الذي يخفي أمر ما خوفًا على مشاعر صديقه. | الكذب الغزير يصدر عن شخص يتعمد الكذب على من حوله ولا يشعر حيال ذلك بالضيق أو الحزن، لذا يشكل خطر على الآخرين لأنه قد يصل إلى أبعد من الكذب مما يضر الآخرين، ويكون سبب في وقوعهم بالكثير من المشكلات. | الكذب القهري هو سلوك مزمن وقهري يعتاد عليه الإنسان، وغالبًا ما يشعر بالمتعة والراحة والسعادة العارمة عندما ينجح في الإفلات بكذبته، ومع مرور الوقت يتحول الأمر إلى سلوك إدماني قهري يكون من الصعب التوقف عنه. | هناك أشخاص يلجأون إلى الكذب من فترة إلى أخرى فقط من أجل الحفاظ على مظهرهم أمام الآخرين، حيث يرسمون لأنفسهم صورة وهمية تجعلهم دائمًا أفضل في عيون من حولهم، وبذلك يصبح كاذب على فترات. | كما في الكذب الباثولوجي هناك من يعتاد الكذب لأنه أسهل ويعتقد أنه أفضل من قول الحقيقة حتى لا يقع في أي مشكلة، وبالتالي مع مرور الوقت يعتاد الإنسان على الكذب تدريجيًا إلى أن يصبح عادة. |
موضوعات ذات صلة: علاج الاكتئاب بعد التعافي من الإدمان
أعراض الكذب الباثولوجي
الأطباء والباحثون وضع مجموعة من المعايير والصفات التي تحدد الكذب الباثولوجي، والذي يعرف بالكذب المرضي أو القهري الذي يجبر الإنسان على الافتراء أو الكذب بدون سبب واضح، حيث نجد أن الشخص قد يروي قصة شخص آخر على أنها قصته الشخصية، أو الافتراء على الآخرين من أجل إلقاء اللوم على من حوله بسبب أخطائه، لذا نجد أنه من أشهر علامات وأعراض الكذب الباثولوجي ما يلي:
- الكاذب الباثولوجي عند الحديث تظهر عليه أعراض التوتر والقلق وكثرة التعرق.
- يمتلك الخبرة والمهارة في سرد القصص الوهمية بشكل درامي من أجل إقناعه من حوله.
- يعتمد دائمًا الكذب من أجل التهرب من تحمل مسؤولية أفعاله وأخطائه.
- يأخذ وضع الدفاع عندما يواجه الآخرين بكذبه.
- أيضًا يروي قصص الآخرين على أنه قصته الخاصة.
- أفعاله وسلوكياته لا تتناسب مع أقواله.
- كما أنه لا يشعر بالحزن أو الأسف عند الكذب على من حوله.
- لا يبالي لوقوعه في الكذب بشكل متكرر.
- كما أنه دائمًا يركز على تزيف الحقائق والقصص حتى لا يكشف أمره.
- ويشعر بالسعادة والفرحة العارمة عند النجاح في تمرير كذبته على الآخرين من حوله.
- كذلك يلجأ إلى التصرف بغموض عند تغيير القصص
طرق علاج الكذب المرضى
بالحديث اليوم عن الكذب المرضي مهم جدًا تقديم الحل العلاجي، على الرغم من عدم ضم الكذب الباثولوجي إلى قائمة الاضطرابات النفسية المعترف بها، والنظر على أنه من الأعراض الأساسية لبعض الاضطرابات إلا أن الأطباء والاستشاريين قد وضعوا طرق احترافية لعلاج الكذب الباثولوجي، والتي يقدمها لك الفريق الطبي في مركز CHOOSE للطب النفسي وعلاج الإدمان.
العلاج الفعال للكذب الباثولوجي يجمع ما بين الأدوية والعلاجات النفسية المتخصصة، حيث أن الأدوية تساعد المريض على التخلص من الاضطرابات، والأمراض النفسية التي قد تكون سبب في الكذب الباثولوجي، ويكون وصف الأدوية تحت الرقابة الطبية لمعلومة الجرعات والمدة المناسبة لتناول الدواء.
أما العلاج النفسي مهم في تقديم الدعم المعنوي لإزالة الآثار النفسية التي قد تقف وراء الإصابة بالكذب الباثولوجي، بالإضافة إلى تأهيل السلوك ليحد من أضرار الكذب الباثولوجي على من حوله، وعلاوة على ذلك، تعلم إدارة المشكلات التي يتعرض لها الإنسان دون اللجوء إلى الكذب، الآن تواصل معنا لحل مشكلتك مع الكذب القهري أو المرضي (الباثولوجي).
نهاية الحديث عن الكذب الباثولوجي:
تحدثنا لليوم عن الكذب الباثولوجي الذي يعد من أحد مشكلات الصحة العقلية، ولكن لم يتم تضمينه في DSM-5، الذي يسرد اضطرابات الصحة العقلية، إلا أنه مفهوم ثابت في علم النفس حيث يرتبط الكذب الباثولوجي بأنماط التفكير والمعتقدات المضطربة، كما تشير كلمة مرضية إلى وجود اضطراب أو مرض نفسي مثل الاكتئاب، لذا ترتبط علامات وأعراض الكذب المرضي بجميع حالات الصحة العقلية، وبالتالي الحل العلاجي يكون تحت إشراف ومساعدة متخصصي الصحة العقلية والنفسية.