هل المنشطات الرياضية تسبب وفاة لاعب كمال الأجسام في سن صغيرة؟

خلف الكواليس، تكمن حقيقة مُرعبة تُلقي بظلالها على هذا العالم البراق حيث تُظهر الإحصائيات أن عددًا من لاعبي كمال الأجسام يلقون حتفهم في سن مبكرة نتيجة استخدام المنشطات الرياضية.

على سبيل المثال، تُوفي اللاعب الأمريكي دالاس مكارفر عن عمر يناهز 26 عامًا، بينما فقد النمساوي أندرياس مونزر حياته في سن 31 عامًا و هذه الأرقام تُثير تساؤلات مهمة حول العلاقة بين استخدام المنشطات وخطر الوفاة المبكرة.

فهل يمكن أن تكون المنشطات الرياضية هي السبب وراء هذه المآسي؟ دعونا نستعرض الحقائق والأدلة العلمية لفهم هذه الظاهرة بشكل أعمق.

هل المنشطات الرياضية تسبب وفاة لاعب كمال الأجسام في سن صغيرة؟

وفاة لاعبي كمال الأجسام في سن صغيرة أمر شائع ويثير الكثير من التساؤلات حول تأثير المنشطات الرياضية على صحتهم ونستعرض هنا بعض الأمثلة على لاعبين مشهورين توفوا في سن صغيرة وفي ظروف غامضة:

  • مايك ماتارازو (أمريكي) توفي عن عمر يناهز 48 عامًا.
  • دالاس مكارفر (أمريكي) توفي عن عمر 26 عامًا.
  • أندرياس مونزر (نمساوي) توفي عن عمر 31 عامًا.
  • أنتوني داريزو (أمريكي) توفي عن عمر 44 عامًا.
  • ناصر السنباطي (مصري) توفي عن عمر 47 عامًا.
  • جريج كوفاكس (كندي) توفي عن عمر 44 عامًا.
  • جورج بيترسون (أمريكي) توفي عن عمر 37 عامًا.

دراسة موسعة أجراها فريق طبي على 1578 لاعب كمال أجسام تنافسوا خلال الفترة من 1948 إلى 2014 ونُشرت في المجلة الأمريكية لطب المسالك البولية (American Journal of Urology) عام 2016، أظهرت ارتفاع معدلات الوفيات بين لاعبي كمال الأجسام مقارنة بالسكان المحليين من نفس الفئة العمرية بنسبة 34٪.

متوسط العمر عند الوفاة كان حوالي 47 عامًا، ووجدت الدراسة أن معدل الوفاة بين اللاعبين في الفئة العمرية من 45 إلى 49 سنة كان أعلى بمعدل ثلاث أضعاف من الطبيعي.

النظام الغذائي للاعبي كمال الأجسام

دراسة أخرى نُشرت على موقع PubMed عام 2018، تناولت العلاقة بين اضطراب الأكل النفسي وتشوه صورة الجسم عند لاعبي كمال الأجسام، وأظهرت وجود علاقة إيجابية بين اضطراب صورة الجسم واضطرابات الأكل غير الصحية، مما يؤثر على توازن الجسم والقلب والجهاز الهضمي والعظام وصحة الأسنان.

مدرات البول

تُستخدم مدرات البول بكميات كبيرة من قبل لاعبي كمال الأجسام للتخلص من المياه الزائدة في الجسم وإظهار العضلات بشكل أفضل، مما قد يؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية ويكون السبب الرئيسي في وفاة بعض اللاعبين مثل جورج بيترسون.

تأثير المنشطات الرياضية على الصحة

الدراسات أشارت إلى أن استخدام المنشطات الرياضية مثل التستوستيرون ومشتقاته يمكن أن يؤدي إلى مشاكل قلبية خطيرة وتصلب الشرايين. تشير الدراسات إلى أن حوالي 3 إلى 4 ملايين أمريكي يستخدمون هذه المنشطات، والتي يمكن أن تؤدي إلى تضييق الشرايين التاجية وإضعاف وظيفة البطين الأيسر للقلب.

أضرار الهرمونات لكمال الأجسام

تُصنف المنشطات الرياضية كمخدرات يمكن أن تسبب الإدمان كما تتسبب هذه المواد في مشاكل صحية عديدة تشمل:

  • عند الرجال: ضمور الخصيتين، تقليل عدد الحيوانات المنوية، زيادة الصلع، تضخم الثديين، وزيادة خطر سرطان البروستاتا.
  • عند النساء: زيادة الشعر في الجسم، صغر حجم الثديين، الصلع، اضطرابات الدورة الشهرية، وتضخم الصوت.
  • عند المراهقين: توقف النمو وصغر القامة.

تأثير المنشطات الرياضية على المخ

تتسبب المنشطات الرياضية في أعراض نفسية تشمل الهوس، الهياج، العدوانية، الضلالات، وضعف الحكم على الأمور، بالإضافة إلى زيادة حب الشباب وتضخم الجسم.

ما هي المنشطات التي يستخدمها اللاعبين؟ 

لاعبو كمال الأجسام يستخدمون مجموعة متنوعة من المنشطات لتحقيق أهدافهم في بناء العضلات وتحسين الأداء ومن بين أشهر هذه المنشطات:

  1. الستيرويدات الابتنائية (Anabolic Steroids):

    • التستوستيرون (Testosterone): هرمون الذكورة الأساسي الذي يُستخدم لتعزيز نمو العضلات.
    • ديانابول (Dianabol): من أكثر الستيرويدات شيوعًا لتعزيز الكتلة العضلية.
    • ترينبولون (Trenbolone): يُعتبر من أقوى الستيرويدات لتعزيز القوة والكتلة العضلية.
    • أوكساندرولون (Anavar): يستخدم لبناء العضلات مع تقليل الدهون.
  2. الهرمونات الببتيدية (Peptide Hormones):

    • هرمون النمو البشري (HGH): يُستخدم لتعزيز نمو العضلات والشفاء السريع.
    • الإريثروبويتين (EPO): يزيد من إنتاج خلايا الدم الحمراء، مما يحسن من قدرة التحمل.
  3. منشطات تحسين الأداء الأخرى:

    • الكلينبوتيرول (Clenbuterol): يُستخدم لحرق الدهون وزيادة الكتلة العضلية.
    • مدرات البول (Diuretics): تُستخدم لتقليل كمية المياه في الجسم وإبراز العضلات.
    • الأنسولين: يُستخدم لتعزيز تخزين الجليكوجين وبناء العضلات.

هل المنشطات الرياضية من المخدرات؟

المنشطات الرياضية، وخاصة الستيرويدات الابتنائية، تُصنف كمواد مخدرة في العديد من الدول بسبب تأثيراتها الضارة وإمكانية إساءة استخدامها كنا تُدرج بعض هذه المنشطات في قوانين المخدرات والمواد الخاضعة للرقابة لعدة أسباب:

  1. إمكانية الإدمان: المنشطات الرياضية يمكن أن تسبب إدمانًا نفسيًا وجسديًا والمستخدمون قد يصبحون معتمدين على هذه المواد لتحقيق أهدافهم الجسدية أو الحفاظ على مستوى الأداء.
  2. الأضرار الصحية: الاستخدام المطول للمنشطات يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية الخطيرة، مثل مشاكل القلب، والكبد، والفشل الكلوي، واضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والهوس.
  3. الأعراض الجانبية: تتسبب المنشطات في أعراض جانبية خطيرة تشمل العدوانية، ضمور الأعضاء التناسلية، تغييرات في صفات الجنس الثانوية، واضطرابات هرمونية.
  4. القوانين والتشريعات: في العديد من البلدان، استخدام وتوزيع المنشطات الرياضية خارج الإشراف الطبي يعتبر غير قانوني ويعاقب عليه القانون.

المنشطات الرياضية يمكن أن تكون لها فوائد في تحسين الأداء وبناء العضلات، لكنها تأتي مع مخاطر صحية خطيرة واحتمالية للإدمان. من الضروري استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي لتجنب الأضرار الصحية والقانونية.

هل المنشطات الرياضية تسبب الإدمان؟

نعم، تسبب المنشطات الرياضية اضطراب تعاطي المواد المخدرة، وتسبب أعراض انسحاب تشمل التعب، الأرق، فقدان الشهية، الاكتئاب، واللجوء إلى محاولة الانتحار.

إذا كنت تستخدم هذه المواد أو تعرف شخصًا يستخدمها وترى أن هناك خطر من الاستمرار في استخدامها، يجب التوقف عنها فورًا واللجوء إلى العلاج الطبي المتخصص.

الختام

هناك اتفاقية دولية أعدتها اليونسكو لمكافحة المنشطات الرياضية، ومصر عضو فيها. تتعهد الدول الأعضاء بدعم برامج لإجراء الاختبارات على المنشطات وتحذير الرياضيين من استخدام المكملات الغذائية الملوثة بالمواد المحظورة.

إذا كنت تواجه مشكلة أو تحتاج إلى مساعدة، لا تتردد في التواصل مع مستشفى اختيار. نحن هنا لخدمتك.

مصادر

  1. المعهد الوطني لتعاطي المخدرات (National Institute on Drug Abuse – NIDA)
  2. مايو كلينك (Mayo Clinic)
  3. مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention – CDC)
  4. منظمة الصحة العالمية (World Health Organization – WHO

شارك المقال