إن استكشاف كيفية التعامل مع الشخصية الإعتمادية من الركائز الأساسية في العلاج، ويتطلب الجدية والمهارة في التعامل بشكل صحيح مع كافة التحديات التي يواجهها مُقدم الرعاية خلال تعامله مع هذا النوع من الشخصية.
ندرك جيدًا أن الشخصية الاعتمادية تؤثر بشكل سلبي على جميع جوانب حياة الشخص، حيث تجعله دائمًا ما يشعر بالضعف والتبعية والاستقلالية، ما يؤدي إلى افتقاره الثقة بالنفس وزيادة مخاطر الإصابة بالقلق ونوبات الاكتئاب.
خلال هذا الموضوع، سنكشف سويًا فن كيفية التعامل مع الشخصية الإعتمادية سواء في المنزل أو العمل، كما نوضح أولًا ما هي الشخصية الاعتمادية ؟ وعدة مواصفات والعلامات والأعراض التي تساعد في الاستدلال على الشخصية الاعتمادية، والاستشارة بها عند مُقدمي الرعاية، كما نطرح عدة نصائح مهمة يمكنك اتباعها خلال التعامل مع هذا النوع من الاضطراب.
ما هي الشخصية الاعتمادية ؟
هي شخصية مضطربة نفسيًا لا يمكنها الاعتماد على ذاتها في التفكير والتصرف واتخاذ القرارات في مُجريات الأمور خلال الحياة اليومية، بل تعتمد بشكل مُبالغ فيه على الأقرب إليها في تلبية كافة متطلباتهم واحتياجاتهم النفسية والجسدية، ودائمًا ما يشعرون أنهم بحاجة إلى تواجد الآخرين بدرجة مُفرطة تؤدي إلى السلوك الخاضع والتشبث، بجانب المخاوف من الانفصال.
الشخصية الاعتمادية منتشرة بشكل متساوٍ بين الرجال والنساء، وغالبًا ما تظهر أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية في مرحلة المراهقة.
قد يهمك التعرف على مزيد من المعلومات حول أنواع اضطراب الشخصية
صفات الشخصية الاعتمادية
إن القدرة على ككيفية التعامل مع الشخصية الإعتمادية، يساعد في التصدي للسمات أو التصرفات التي تتميز بها تلك الشخصية، حيث ما توصل إليه الطب النفسي أن هناك عدة صفات تتميز بها جميع الشخصيات الاعتمادية منها:
- حب العزلة.
- لا يشاركون في التجمعات العائلية.
- يفتقرون الذكاء الاجتماعي.
- يبتعدون عن الأماكن المزدحمة.
- فقدان الثقة والاستقلالية في قراراتهم.
- غير قادرين على إعلان آرائهم أمام حشد من الناس.
- ليس لديهم مقدرة للاعتراض على آراء الآخرين، خوفًا من الهجوم عليهم.
- يتهربون من تحمل المسؤولية والوظائف التي تعتمد بشكل أساسي على اتخاذ القرارات والسلطة، لذا دائمًا ما يفضلون أن يكونوا تابعين وليس متخذين أي قرارات.
- يعانون من خوف مُفرط من الابتعاد عن الأشخاص المعتمدين عليهم في مجريات أمورهم.
- يضعون احتياجات الأشخاص الذين يقدمون الرعاية لهم فوق احتياجاتهم.
- الشخصية الاعتمادية هي شخصية ساذجة.
تعرف على أعراض الشخصية الاعتمادية
إن التعرف أيضًا على العلامات أو الأعراض التي تظهر على الشخص المعتمد أو الاتكالي بجانب الصفات سالفة الذِكر أعلاه، يُتيح التمكن والتيقن من كيفية التعامل مع الشخصية الإعتمادية، وذلك لكي يتم التعامل مع كل عرض بشكل صحيح، وفيما يلي قائمة بأهمها:
- عدم الثقة في قدرته الذاتية على اتخاذ القرارات، ودائمًا ما يشعرون أن الآخرين أكثر كفاءة واستعدادًا.
- الشعور بالهلاك نتيجة الانفصال عن شركائهم أو خسارتهم لممتلكاتهم.
- يفتقرون الثقة بالنفس، ويقللون من أنفسهم مُعتقدين أنهم أغبياء.
- يتحملون إيذاء الآخرين لهم مقابل البقاء والاستمرار في علاقة مهم.
- يجد صعوبة في اتخاذ أي قرارات يومية مهما صِغر حجمها دون تلقي مزيد من النصائح للحصول على الطمأنينة من الآخرين.
- يجد صعوبة في التعبير للآخرين عن عدم موافقته معهم بسبب الخوف والرهبة من فقدان دعمهم له.
- لا يمتلك القدرة على بدء مشاريع أو القيام بالعمل بمفرده، لافتقاره الثقة بالنفس كما سبقت الإشارة أعلاه.
- القيام بأي شيء حتى لو وصل إلى درجة التطوع للقيام بأشياء غير مرغوب فيها وغير سارة، بهدف الحصول على الرعاية والدعم من غيره.
- دائما ما يراوده الشعور بالعجز وعدم الارتياح في حالة البقاء بمفرده، نتيجة خوفه وعدم ثقته في قدرته على رعاية وخدمة نفسه.
- سرعان ما يبحث عن تكوين علاقة جديدة مع أشخاص جدد، إذا فقد علاقته من المقربين.
ما زال الموضوع قائم عن كيفية التعامل مع الشخصية الإعتمادية ..
ما هي أسباب الشخصية الاعتمادية؟
أسباب إصابة الشخص بالاتكالية أو الاعتمادية على الآخرين غير معلومة بالتحديد حتى الآن، ولكن يعتقد بعض العلماء أنه قد ينطوي سبب تكوين هذا النوع من الشخصية على بعض العوامل البيئية والبيولوجية والمزاجية والنفسية والتي تساعد في ظهور أعراض هذا الاضطراب، كما تساعد أيضا في فهم كيفية التعامل مع الشخصية الإعتمادية، وفيما يلي أهمها:
- الحماية الزائدة من الأبوين أو أسلوبهم الاستبدادي مع أطفالهم، يمكن أن يساعد في تطوير سمات الشخصية التبعية أو الاعتمادية لديهم.
- وجود تاريخ عائلي بالمرض، حدوث حالة من الاضطراب في الجينات الوراثية من الأم، حيث وُجد أنه ما يصل إلى 50% من حالات الشخصية الاعتمادية، كان نتيجة تلك العوامل الوراثية.
- الإصابة باضطراب القلق الناجم عن الانفصال أو المرض الجسدي المزمن في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
- التعرض للعلاقات المؤذية، حيث إن الأشخاص الذين تعرضوا لعلاقة مسيئة سابقًا، يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من اضطراب الشخصية.
- إساءة معاملة الأطفال والمعروفة بـ التعرض لصدمة الطفولة، سواء كانت إساءة جسدية، أو لفظية، أو جنسية.
سلبيات الشخصية الاعتمادية
لفهم كيفية التعامل مع الشخصية الإعتمادية بشكل أفضل من المهم أن نطلع على سلبيات الشخصية الاتكالية، فعلى الرغم من ضعف الشخصية الاعتمادية إلا أنها تنطوي على العديد من السلبيات التي قد تعرض حياة صاحبها للمخاطر والمُضاعفات مثلا:
- الإصابة بنوبات الاكتئاب الحاد والقلق والرهاب الذي يعرضه لمحاولات انتحارية متعددة.
- الانخراط في إساءة استخدام المواد المخدرة.
- التعرض للإساءة والإيذاء من الآخرين خاصًة إذا كان شريكًا مهمًا أو شخصًا ذات سلطة.
كما أشرنا سابقًا أن الشخص الاعتمادي هو شخص مضطرب نفسي وكل ما يصدر منه من سلوكيات مُفرطة غير مُصنعة تمامًا، بل هي نتيجة التعرض للعوامل المُشار إليها في هذا الموضوع، وربما يتساءل البعض عن كيف اتعامل مع الشخصية الاعتمادية خاصًة أن معدل انتشار هذا الاضطراب أقل من 1% وعدد النساء المُصابات أكثر من الرجال، أي أنه من الإضرابات محتملة الحدوث وغير نادرة، لذا نوضح من خلال الفقرة القادمة كيف تتعامل مع شخص اتكالي؟ وتنجح في مساعدته.
كيفية التعامل مع الشخصية الإعتمادية؟
إن أولى الخطوات التي تمكنك من كيفية التعامل مع الشخصية الإعتمادية هي عدم الاستجابة لابتزازهم العاطفي تمامًا، ولا تتعامل معهم بالعاطفة، ولفهم كيف التعامل مع الشخصية الإعتمادية بالتفصيل، اتبع النصائح التالية خلال التعامل معهم:
- قدم له كافة السُبل التي تساعده في تخطي الأزمة التي يعاني منها فضلًا عن مواجهته بنوعية المشكلة التي يعاني منها مثل قولك له، أنا أعلم أنك تتهرب من المسؤولية ولا تمتلك القدرة على العمل بمفردك.
- قم تحفيزها بإستمرار، والثناء على تصرفاته وصفاته الإيجابية، لبث فيه روح الثقة بالنفس وأنه قادر على تحمل المسؤولية.
- استخدام صيغة الأمر عندما تريد تكليفه للقيام بأي عمل، ولا تستخدم صيغة الطلب، حتى لا تعطي له فرصة محاولة التهرب من القيام بها.
- كلفة بالمهام الصغيرة أولًا ثم الكبيرة بشكل تدريجي.
- لا تستجب نهائيًا لطلباته، ولا تسمح له أن يستسلم لضعفه أو يتواكل على أحد غيرك.
- لا تترك له فرصة للنقاش والتراجع عن تنفيذ المهام المطلوبة منه.
كيفية التعامل مع الشخصية الإعتمادية في الزواج
الحقيقة أن فهم كيفية التعامل مع الشخصية الإعتمادية في الزواج لا يختلف كثيرًا عن كيفية التعامل مع الشخصية الإعتماديةبشكل عام، ولكن كن على علم بأن الشخصية الاعتمادية لا تتمثل في الزوجة فقط، بل قد تتمثل هي أيضًا في الزوج، وسر كيفية التعامل مع الشخصية الاعتمادية للزوج والزوجة يعتمد على تفهم طبيعة الشخصية وأعراضها وهذا ما تمت الإشارة إليه أعلاه.
وكن على علم بأنه اضطراب يمكن تعديله وتقويمه وعلاجه فمثلًا، إذا كانت الزوجة إتكاليه على والدتها في القيام بالأعمال المنزلية، يمكن للزوج أن يتعامل مع هذا الأمر ويعالجه من خلال التعاون مع الأم لترك مستع للزوجة لكي تتحمل المسؤولية.
بينما نتجدث عن كيفية التعامل مع الشخصية الإعتمادية ، لما لا نطلع على كيفية العلاج؟؟
كيف يتم علاج الشخصية الاعتمادية؟
تُعالج الشخصية الاتكالية بشكل أساسي عن طريق العلاج النفسي( العلاج بالكلام)، مثله كمثل أي اضطراب نفسي، حيث يخضع للبرامج العلاجية التالية:
- العلاج السلوكي المعرفي، والذي يركز على تعديل أنماط التفكير غير القادرة على التكيف، وتصحيح المعتقدات الخاطئة الكامنة وراء التفكير التبعي.
- الأدوية المضادة للاكتئاب في بعض الحالات.
موضوع ذات صلة: علاج الرهاب الاجتماعي
الخلاصة
إن السر الكامن وراء كيفية التعامل مع الشخصية الإعتمادية هو تفهم كل ما يدور حول تلك الشخصية بما في ذلك، اكتشاف نوعية المخاوف التي تسيطر عليها، نحن نعلم جيدًا أن هذا الاضطراب قد ينجم عنه العديد من المضاعفات التي قد يترتب عليها الأذى النفسي والجسدي للشخصية والمحيطين بها.
لذا من المهم أن نتغاضى عن واقعنا الملموس أمامنا بأن طِباع الشخصية الاعتمادية يُصعب تغييرها، لأن خضوع الشخصية للبروتوكول العلاجي النفسي الشامل واتباع كافة النصائح المذكورة أعلاه، يساعد بدرجة كبيرة في إخفاء العديد من الأعراض والعلامات التي تظهر على المريض.
فإذا كان هناك من يعاني أعراض الشخصية الاعتمادية ولن تتمكن من الحصول على نتيجة معه لتغيير شخصيته وجعلها أكثر استقلالية، تواصل معنا نحن فريق عمل مستشفى اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي، فنحن متخصصون في تقديم أفضل وأحدث البروتوكولات العلاجية النفسية والسلوكية، لجعل المرضى قادرين على اتخاذ قراراتهم بشكل ذاتي دون الاعتماد على الغير.
المصادر