متلازمة القلب المكسور وعلاقتها بموت أحمد رفعت

الزعل بيكسر القلب ويسبب الجلطات والوفاة، بهذه الكلمات علق عميد معهد القلب سابقًا في مصر على وفاة اللاعب أحمد رفعت، وهذا الخبر الذي ضج به الإعلام المصري في صباح يوم السبت، والذي يعد مثال حقيق على متلازمة القلب المكسور نتيجة ما تعرض لها من ظلمه وقهر في مسيرته الكروية، حيث أصيب بجلطة في الشريان التاجي تسببت في تليف في القلب، وخلل كهربي خبيث في القلب نجا منه في المرة الأولى وعاد للحياة، ولكن تعرض لجلطة مرة أخرى أودت بحياته، ورحمة الله عليه مثال على مئات الأشخاص الذين يتركون أنفسهم للحزن والضغط النفسي، وتكون نهايتهم الموت بجلطات القلب المفاجئة.

متلازمة القلب المكسور وعلاقتها بموت أحمد رفعت

تصدر العناوين المصرية والعربية خبر وفاة اللاعب المصري أحمد رفعت صباح يوم السبت الماضي، وكشفت التحريات عن تعرضه إلى جلطة بالقلب للمرة الثانية، وتاريخه المرضي يروي لنا تفاصيل سقوطه على أرض الملعب منذ 6 أشهر وتوقف قلبه لأكثر من ساعة، وتم إنقاذه من جلطة القلب بعد تركيب دعامة للقلب، ولكن الإصابة للمرة الثانية بجلطة القلب والموت جاءت بسبب إصابته بمتلازمة القلب المكسور، وهذا ما صرح بها الدكتور أحمد الكرداني أستاذ جراحة القلب بطب عين شمس.

وهي مشكلة صحية يصاب بها الإنسان بسبب تعرضه لضغوطات ومشاكل نفسية كثيرة، وأوضح الدكتور أحمد الكردانى أستاذ جراحة القلب أن حالة اللاعب أحمد رفعت استثنائية، لأنه من الصعب أن يصاب رياضي في سن الـ 30 بجلطة في القلب، ولكن لشدة ما تعرضه له من ضغط عصبي ونفسي شديد أصيب بمتلازمة القلب المكسور التي أودت بحياته بشكل مفاجئ، والتي تصيب الشريان الأمامي للقلب بجلطة، ولكن في حالة اللاعب أحمد رفعت أصيب بجلطة في الشريان الخلفى للقلب نتيجة الضغط العصبى الشديد الذي تعرض له.

ما هي متلازمة القلب المكسور؟

متلازمة القلب المكسور حالة صحية تصيب عدد من الأشخاص، وتؤدي إلى إحداث ضعف عام وسريع في عضلة القلب، ويرجع السبب إلى التعرض المستمر إلى الضغوط الجسدية والنفسية والعصبية والعاطفية، حيث أن جزء من القلب يتوقف عن العمل بشكل جيد، وبالتالي تصاب باقي الأجزاء بإجهاد شديد.

كما أن ضعف عضلة القلب يؤدي إلى تعطيل إمداد القلب بالدم وقدرته على ضخ الدم، لذلك إذا كان قلبك لا يضخ الدم بشكل جيد فإن جسدك يتضرر بأكمله، لأن كل خلية في جسمك على تعتمد الإمداد الثابت بالأكسجين الذي يحمله دمك، وتعرف متلازمة القلب المكسور بعدة أسماء كالتالي:

  • اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو.
  • متلازمة جيبروشينس-هيرتس.
  • متلازمة التضخم القمي العابر.
  • اعتلال عضلة القلب المتضخم القمي.
  • اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد.
  • اعتلال عضلة القلب الناجم عن الإجهاد.

أنواع متلازمة القلب المكسور

متلازمة القلب المكسور تحدث بسبب الضغوطات النفسية التي يتعرض لها الإنسان، ومع تكرار هذه الحالة تم تقسيمها إلى 4 أنواع كالتالي:

  • قمي: هو النوع الأكثر شيوعًا بمعدل 80% من الحالات، والذي يؤثر على النصف السفلي من القلب.
  • منتصف البطين: يؤثر هذا النوع على القسم الأوسط من الغرف السفلية للقلب (البطينين)، والمنطقة المصابة تظهر على شكل حزام أو حلقة حول قلبك، ولكن مناطق القلب الموجودة أعلى وأسفل الحزام لا تزال تعمل كما ينبغي.
  • بصل: هذا النوع نادر الحدوث حيث يمثل 2% من الحالات، وتؤثر على منطقة البطين الأوسط.
  • الارتكاز: هو الأكثر ندرة حيث يمثل 1% من الحالات، حيث أن المنطقة المصابة تشكل انتفاخًا يبرز بشكل ملحوظ من بقية قلبك.

بين الإدمان والاكتئاب

معدلات الإصابة بمتلازمة القلب المكسور

متلازمة القلب المكور هي السبب في موت أحمد رفعت نتيجة تعرضه للضغط النفسي والعاطفي الشديد، وهذه المتلازمة تصيب حوالي 2% من الأشخاص، ولكن هذه النسبة ليست دقيقة فالكثير من الأطباء لا يستطيعون التعرف على مصابي القلب المكسور أثناء تعرضهم لجلطة بالقلب.

يؤثر اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو على إناث والذين يشكلون حوالي 89٪ من الحالات المتعرف عليها، ويكون أكثر احتمالية بعد انقطاع الطمث ومتوسط ​​الفئة العمرية من 58 إلى 77 عامًا.

والتفسير المحتمل لحدوث ذلك هو أن هرمون الاستروجين يحمي القلب من الآثار الضارة للتوتر والقلق، ولكن مع ووصل النساء لمرحلة انقطاع الطمث ينخفض مستوى الاستروجين، وهذا ما يزيد من تعرضهم إلى الإجهاد المفاجئ والتوتر والقلب الذي يؤثر على عضلة القلب.

ما الذي يسبب متلازمة القلب المكسور؟

متلازمة القلب المكسور وفق آراء العديد من العلماء والباحثون تحدث بسبب التعرض المفاجئ إلى الإجهاد، والضغط النفسي والتوتر والقلب والمشاكل العاطفية مثل الانفصال، أو خسارة شخص عزيز أو خسارة الوظيفة أو خذلان الأصدقاء، أو بشكل عام التعرض على أحد المشكلات الحياتية التي تؤثر على الحالة النفسية للإنسان، لأنه في هذه الحالة يزداد إفراز هرمونات التوتر.

لذلك لا يجب الاستهانة بمدى تأثير الضغوط النفسية على حياتك وصحتك، فالحزن والزعل سبب كافي لإنهاء حياتك بالجلطات، فلا تردد في التواصل مع أحد الأطباء النفسيين لطلب المساعدة، ونحن في مركز  CHOOSE للعلاج النفسي، لدينا الكفاءات الطبية المطلوبة لتلقي الرعاية والعلاج النفسي المناسب لإنقاذك من مضاعفات الحزن والصدمات والضغوط النفسية، فلا تترك نفسك للموت بسبب الحزن والزعل، فالآن لم يعد استقرار صحتك النفسية رفاهية بل ضرورة حتمية للبقاء على قيد الحياة.

أقرأ أيضًا عن: بين الاكتئاب ومرض السكر

ما هي أعراض متلازمة القلب المكسور؟

كما أوضحنا أن الكثير من الأشخاص لا يمكنهم تحديد إصابتهم بمتلازمة القلب المكسور، وأعراض هذه المتلازمة تظهر بعد عدة دقائق أو ساعات من التعرض إلى الحدث المجهد، وذلك بسبب إطلاق هرمونات التوتر التي تقوم بصعق عضلة القلب مؤقتًا، ومن هنا تظهر أعراض مشابه تمامًا لنوبة القلب، ومن أبرز علامات متلازمة القلب المنكسر التالي:

  • ألم مفاجئ وشديد في الصدر.
  • ضيق التنفس.
  • ضعف البطين الأيسر للقلب.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • خفقان القلب بسرعة.
  • الإغماء المفاجئ.

تشخيص متلازمة القلب المكسور

متلازمة القلب المكسور تشبه جلطات القلب التي يتعرض لها بعض الأشخاص، وقد أكدت جمعية القلب الأمريكية أنه يتم تشخيص متلازمة القلب بشكل خاطئ لأن أعراضها تشبه أعراض الجلطة القلبية، كما أن نتائج الاختبارات والتحاليل تكون متشابهة إلى حد كبير، ولكن الاختبارات تظهر تغيرات كبيرة في إيقاع القلب وتحليل الدم يعتبر نموذجية للنوبة القلبية، ولكن على عكس النوبة القلبية لا يوجد دليل على انسداد شرايين القلب.

ولكن في متلازمة القلب المكسور جزء من القلب يتضخم بشكل مؤقت ولا يقوم بعمله في ضخ الدم، ولكن أجزاء القلب الأخرى تقوم بأداء عملها بشكل طبيعي ولكن بقوة انقباضات أعلى تعويض القصور في الجزء المتضخم، وعلاوة على ذلك، قد تؤدي متلازمة القلب المكسور إلى فشل شديد في عضلة القلب على المدى القصير، كما أنهم معرضون لخطر الإصابة بها مرة أخرى، وفي بعض الحالات تكون قاتلة كما حدث مع اللاعب أحمد رفعت، وجمعية القلب الأمريكية أكدت أن علامات متلازمة القلب المكسور تختلف عن أعراض جلطة القلب، ذلك لأن أعراض متلازمة القلب المكسور تظهر فجأة بعد التعرض إلى ضغوط عاطفية أو نفسية أو جسدية شديدة.

الخاتمة:

اللاعب أحمد رفعت أحد ضحايا متلازمة القلب المكسور التي تحدث بعد التعرض إلى الضغط النفسي والإجهاد العصبي والعاطفي، وللأسف مجتمعاتنا العربية تتجاهل العلاج النفسي، وأهمية اللجوء إلى الطبيب أو المعالج النفسي بعد التعرض إلى أحد الأحداث المجهدة نفسيًا، والمقولة الشهيرة لدينا لا أحد يموت من الزعل، ولكن حادثة موت اللاعب أحمد رفعت ثبت العكس.

لأن الزعل والصدمات النفسية والضغوطات التي تتعرض لها كافية لتكون سبب موتك بشكل مفاجئ، يا صديقي الاهتمام بالصحة النفسية استقرارها وعلاج المشكلات التي تعاني منها كالقلق، والتوتر أو الاكتئاب أو الصدمات النفسية أمر في غاية الأهمية لإنقاذ حياتك، ولا تردد الآن في التواصل معنا لنساعدك على اتخاذ أولى خطوات التعافي النفسي لحياة صحية، ومستقبل أفضل بدون عقبات أو مشكلات نفسية قد تنهي حياتك.

مصدر1 

مصدر2 

مصدر3

شارك المقال