هل يؤدي اضطراب الشخصية الحدية إلى خطر الإدمان؟

اضطراب الشخصية الحدية (BPD) يصيب حوالي 1.6% من السكان العالميين، وهو ما يعادل ملايين الأشخاص الذين يعانون من تقلبات عاطفية وسلوكية تؤثر على حياتهم اليومية وهذا الاضطراب المعقد يتطلب علاجًا متخصصًا ومستمرًا لتحقيق تحسن ملموس في حياة المصابين به.

في هذا المقال، سنستعرض تأثير اضطراب الشخصية الحدية، العلاجات الفعالة، وأهمية الدعم الاجتماعي في عملية التعافي.

هل يؤدي اضطراب الشخصية الحدية إلى خطر الإدمان؟

اضطراب الشخصية الحدية يتميز بعدم استقرار العواطف والمشاعر، مما يؤدي إلى تقلبات حادة في السلوك وردود الأفعال كما يعاني المصابون بهذا الاضطراب من سرعة الغضب، الحب العميق تجاه الأشخاص، ثم الشعور بالكره وعدم الثقة.

إضافةً إلى ذلك، يعاني هؤلاء الأشخاص من شعور دائم بالخواء الداخلي والفراغ، مما يدفع نحو 50% منهم إلى تعاطي المواد المخدرة للحصول على شعور مؤقت بالسعادة والنشوة، وتنظيم مشاعرهم والشعور بالاستقرار.

هل اضطراب الشخصية الحدية خطير؟

المواد المخدرة مثل الكحوليات، الأفيونيات، والحشيش توفر شعورًا مؤقتًا بالنشوة والانفصال عن الواقع، لكنه سرعان ما يتلاشى، مما يعيد المريض إلى حالة الاستياء والقلق وفقدان الأمل وهذا يدفعه إلى التعاطي مجددًا، مما يعرضه لخطر الإدمان.

عند تحول المصاب باضطراب الشخصية الحدية إلى مدمن، تزداد المشاكل السلوكية مثل الاندفاعية الشديدة، العصبية، الدخول في علاقات جنسية غير آمنة، وتقلبات المزاج الحادة كما يمكن أن يتسبب الإدمان في فقدان الاهتمام بالعمل والسلامة الشخصية.

هل الشخصية الحدية مؤذية؟

اضطراب الشخصية الحدية قد يكون مؤذيًا ليس فقط للشخص المصاب به ولكن أيضًا لمن حوله كما ان السمة الأساسية لهذا الاضطراب هي عدم استقرار العواطف والسلوكيات، مما يؤدي إلى تقلبات حادة وردود فعل غير متوقعة ويمكن أن تظهر هذه الأعراض في صورة غضب شديد، حب وكراهية مفرطة، وشعور دائم بالخواء والفراغ.

تتسبب هذه التقلبات العاطفية في العديد من المشاكل السلوكية مثل الاندفاعية، العصبية، والدخول في علاقات غير مستقرة وغير آمنة والأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية قد يلجأون أيضًا إلى تعاطي المخدرات أو الكحول كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم، مما يزيد من خطر الإدمان والتبعات السلبية المرتبطة به.

تأثير الشخصية الحدية على العلاقات

الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية غالبًا ما يواجهون صعوبة في الحفاظ على علاقات صحية ومستقرة كما ان تقلباتهم العاطفية يمكن أن تجعل من الصعب على الشركاء، الأصدقاء، والعائلة التعامل معهم، مما يؤدي إلى نزاعات متكررة وسوء تفاهم.

علاج اضطراب الشخصية الحدية

في مستشفى اختيار choos للطب النفسي وعلاج الإدمان، يتم معالجة اضطراب الشخصية الحدية من خلال خطة علاج شاملة تشمل العلاج الدوائي والسلوكي.

يعتمد العلاج على جلسات العلاج الجدلي السلوكي (DBT) والتي تتضمن تدريب المريض على مهارات تنظيم المشاعر، اليقظة الذهنية، العلاقات الفعالة، وتجاوز المحنة. بالإضافة إلى ذلك، يتم علاج الإدمان بشكل طبي متخصص لضمان التعافي الكامل للمريض.

العلاج المناسب يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية و في مستشفى اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان، يتم تقديم برامج علاج شاملة تشمل العلاج السلوكي الجدلي (DBT) لتعليم مهارات مثل تنظيم المشاعر، اليقظة الذهنية، العلاقات الفعالة، وتجاوز المحنة. بالإضافة إلى العلاج الدوائي، يتم تقديم دعم مستمر للمساعدة في التعامل مع التحديات اليومية وتحقيق استقرار نفسي.

هل يمكن الشفاء من الشخصية الحدية؟

اضطراب الشخصية الحدية (BPD) يعتبر من الاضطرابات النفسية المعقدة التي تتطلب معالجة مكثفة وطويلة الأمد و رغم أن الشفاء الكامل قد يكون تحديًا، إلا أن هناك العديد من الأفراد الذين يحققون تحسنًا كبيرًا في أعراضهم ويتمكنون من عيش حياة مستقرة ومرضية.

العلاجات الفعّالة لاضطراب الشخصية الحدية

1. العلاج السلوكي الجدلي (DBT):

  • يعتبر DBT من أكثر العلاجات فعالية لاضطراب الشخصية الحدية.
  • يركز هذا العلاج على تعليم المهارات الضرورية مثل تنظيم المشاعر، التعامل مع الضغوط، والقدرة على الحفاظ على علاقات صحية.

2. العلاج النفسي الديناميكي:

  • يهدف إلى فهم الجوانب النفسية العميقة والمشاعر التي تؤدي إلى سلوكيات معينة، مما يساعد في تعديل السلوكيات وتحسين العلاقات الشخصية.

3. العلاج الدوائي:

  • يمكن أن تكون الأدوية مفيدة في التحكم في بعض الأعراض مثل القلق والاكتئاب.
  • قد تشمل الأدوية مضادات الاكتئاب، مضادات القلق، وأحيانًا مضادات الذهان.

4. العلاج الجماعي:

  • يوفر بيئة دعم حيث يمكن للأفراد مشاركة تجاربهم والتعلم من الآخرين الذين يواجهون تحديات مشابهة.

الدعم المستمر من الأهل والأصدقاء والمجتمع الطبي يلعب دورًا حاسمًا في مساعدة الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية على التعافي و توفير بيئة داعمة وآمنة يمكن أن يساعد في تحسين جودة الحياة وتقليل احتمالات الانتكاس.

كم يستغرق علاج اضطراب الشخصية الحدية؟

علاج اضطراب الشخصية الحدية (BPD) يتطلب وقتًا وصبرًا، حيث يمكن أن تختلف مدة العلاج من شخص لآخر بناءً على شدة الأعراض، ومدى التزام الفرد بالعلاج، والدعم المتوفر له كما انه لا يوجد إطار زمني محدد يمكن تطبيقه على الجميع، ولكن هناك بعض النقاط العامة التي يمكن أخذها في الاعتبار:

العلاج السلوكي الجدلي (DBT):

عادةً ما يتم تصميم برامج DBT لمدة تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة و يمكن أن تتضمن هذه البرامج جلسات فردية وجماعية لتعزيز المهارات اللازمة للتعامل مع الاضطراب.

العلاج النفسي طويل الأمد:

قد يحتاج بعض الأشخاص إلى عدة سنوات من العلاج النفسي الديناميكي أو العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لتحقيق تحسن ملحوظ كما  يمكن أن تكون هذه العلاجات أسبوعية أو نصف أسبوعية.

العلاج الدوائي:

قد يستمر العلاج الدوائي لفترات طويلة، ويمكن أن يكون جزءًا من الخطة العلاجية الشاملة، حيث يتم تعديل الجرعات أو تغيير الأدوية بناءً على استجابة الشخص.

الدعم المستمر:

بعد الانتهاء من العلاج المكثف، قد يستفيد الفرد من متابعة دورية مع متخصصين في الصحة النفسية لضمان استقرار الحالة وتقديم الدعم المستمر.

العوامل المؤثرة في مدة العلاج

  • شدة الأعراض:الأفراد الذين يعانون من أعراض أكثر حدة قد يحتاجون إلى فترة أطول من العلاج لتحقيق تحسن ملحوظ.
  • التزام المريض بالعلاج:مدى التزام الشخص بحضور الجلسات وتطبيق المهارات المكتسبة يلعب دورًا كبيرًا في تحقيق النتائج المرجوة.
  • الدعم الاجتماعي:وجود دعم قوي من الأهل والأصدقاء يمكن أن يساعد في تسريع عملية التعافي.
  • التاريخ الشخصي:بعض الأفراد قد يكون لديهم تاريخ طويل من المشاكل النفسية المعقدة، مما قد يتطلب علاجًا أكثر شمولية وطويل الأمد.

مع العلاج المناسب والدعم المستمر، يمكن لمعظم الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية تحقيق تحسن كبير في حياتهم. من المهم أن يكون هناك تفاؤل وصبر، حيث يمكن أن يكون التقدم بطيئًا في البداية لكنه يصبح ملحوظًا مع مرور الوقت.

خاتمة

على الرغم من التحديات الكبيرة التي يفرضها اضطراب الشخصية الحدية، يمكن تحقيق تحسن كبير من خلال العلاج المناسب والدعم المستمر. العلاج السلوكي الجدلي، العلاج النفسي الديناميكي، والعلاج الدوائي تعتبر من العلاجات الفعالة التي يمكن أن تساعد في تحقيق استقرار عاطفي وسلوكي بالإضافة إلى ذلك، يلعب الدعم الاجتماعي دورًا حاسمًا في مساعدة المصابين على تجاوز الصعوبات والعيش حياة مليئة بالأمل والتفاؤل.

مصادر:

National Institute of Mental Health (NIMH)

National Alliance on Mental Illness (NAMI) 

American Psychiatric Association (APA) 

شارك المقال