العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي علاقة وثيقة وقوية تم إثباتها من خلال العديد من الدراسات والأبحاث، حيث أن الاعتداء الجنسي وتعاطي المخدرات يسير جنبًا إلى جنب، وذلك ما يعرف من خلال العلاقة بين الاعتداء الجنسي والإدمان، وعلى الجانب الآخر نجد أن المتورطون في العنف الجنسي أو الاعتداء الجنسي غالبًا ما يكونون تحت تأثير المخدرات، أو أن البعض يستخدم المخدرات من أجل تخدير الضحية قبل الاعتداء الجنسي، وعلاوة على ذلك، من المحتمل أن يكون تعاطي المواد المخدرة وسيلة ضحايا التحرش الجنسي لتخدير الألم العاطفي والشعور بالعار والذنب، وجميع ما سبق يشير إلى مدى قوة العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي، وللمزيد تابع معنا.
الاعتداء الجنسي والكحول أو المخدرات
العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي أحد المواضيع التي يناقشها العديد من الأشخاص، حيث أنه وفقًا لوزارة العدل الأمريكية الاعتداء الجنسي هو نوع من الاتصال الجنسي، أو السلوك الجنسي الغير مرغوب فيه بما أنه يحدث دون موافقة الضحية، لذا بشكل عام يمكن القول أن الاعتداء الجنسي هو أي سلوك جنسي يفرض ممارسة الشخص الآخر، وبما في ذلك الأفعال الجسدية أو البصرية أو اللفظية وغيرها.
خلال السنوات الماضية سلط الإعلام الضوء على حالات التحرش بالحرم الجامعي، وتحديدًا تحت تأثير المخدرات التي تعرف باسم مخدرات الاغتصاب مثل الكيتامين والروهيبنول، ومخدر GHB الأكثر شيوعًا في حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي، حيث أن أكثر من 50٪ من النساء بالجامعات تعرضوا للتحرش الجنسي، وذلك مقابل 40٪ من الرجال.
والحرم الجامعي ليس المكان الوحيد الذي يتفشى به حالات التحرش الجنسي، حيث أنه وفقًا لـ RAINN (الشبكة الوطنية للاغتصاب وسوء المعاملة وسفاح القربى) شخص كل 68 ثانية يتعرض إلى الإساءة الجنسية، وعلاوة على ذلك، فإن التعرض للاعتداء الجنسي يمثل عامل خطر كبير لتعاطي المواد المخدرة في المستقبل.
الاعتداء الجنسي والإدمان
العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي من المشكلات الحقيقية التي يواجها العالم في الوقت الحالي، حيث تشير التقارير الإحصائيات أن واحد ما بين كل 13 رجل، وسيدة ما بين كل 5 نساء يتعرضون للإساءة الجنسية خلال مرحلة الطفولة، وللأسف التعرض لهذه الصدمة في مرحلة الطفولة يزيد من خطر تعرض هؤلاء الأشخاص إلى اضطراب تعاطي المخدرات والإدمان في المستقبل.
كما أن الاعتداء الجنسي واحدة من أسوا تجارب الطفولة السلبية (ACE)، وأكد علماء الطب النفسي أنه كلما زاد عدد مرات التعرض إلى التحرش الجنسي ACEs، زاد خطر التعرض لإدمان المخدرات، بالإضافة إلى ذلك أثبتت إحدى الدراسات أن الاعتداء الجنسي أحد الأسباب القوية لتعاطي المخدرات.
للأسف الناجين من حوادث الاعتداء الجنسي يتعرضون إلى المواد المخدرة أو الكحوليات كوسيلة للتكيف مع الألم النفسي، أو كطريقة علاجية للمشاعر السلبية والآثار النفسية للاعتداء كما يلي:
- الشعور بالذنب والعار.
- عدم الثقة.
- الخف.
- الاكتئاب.
- الحزن.
- الغصب.
- انخفاض القيمة الذاتية.
- مشاكل العلاقات الحميمية.
- اليأس.
العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي
العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي علاقة معقدة للغاية، حيث أن الاعتداء الجنسي يسهل على الضحية تعاطي المخدرات، واستخدامها وسيلة للتخفيف من الألم النفسي والعاطفي، أو كوسيلة لنسيان ما حدث وتثبيط القدرة والرغبة الجنسية، كذلك يمكن تقسيم العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي كالآتي:
تعاطي المخدرات من قبل الجاني | تعاطي الضحية للمخدرات | تعاطي الضحية للمخدرات للتكيف |
---|---|---|
الشخص الذي يعتدي على شخص آخر يتعاطى المواد المخدرات، والتي تزيد من شهوته الجنسية ورغباته الجامحة، حيث أظهرت بعض الأبحاث والتقارير أن 60% إلى 65% من حالات الإساءة الجنسية كان مرتكبيها يقعون تحت تأثير المخدرات. | الشخص الذي يتعرض لأحد أشكال الإساءة الجنسية يتعاطون المواد المخدرة، حيث جدت إحدى الدراسات أن حوالي 42% من ضحايا التحرش الجنسي يتعاطون المخدرات أثناء وقوع الحادث. | البعض من الضحايا يستخدم المخدرات كوسيلة لتخفيف مشاعر الألم والآثار النفسية السلبية المرتبطة بالاعتداء، إلى جانب ذلك تشير الأبحاث إلى ارتفاع معدل تعاطي ضحايا الاعتداء الجنسي المخدرات للتكيف مع الصدمة الناتجة عن التحرش الجنسي. |
لذا الاعتداء الجنسي بأي شكل من الأشكال من أسوأ الحوادث المؤلمة للغاية، لذا يصاب الشخص الملقي باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وتتسب هذه الحادثة في آثار نفسية وعاطفية وجسدية طويلة الأمد تؤثر على جوانب الحيا بالكامل، ولا يمكن التعايش مع هذا الألم بدون مساعدة طبية، والجدير بالذكر أن الصدمة الجنسية تؤثر على الناجين بشكل مختلف، وتسبب بعض المشكلات كالآتي:
- الإصابة بالاكتئاب.
- التوتر أو القلق واضطرابات الصحة العقلية الأخرى.
- اضطرابات العلاقة الحميمة.
- كذلك الانسحاب من العلاقات الاجتماعية.
- تعاطي المخدرات.
- المعاناة من اضطرابات الأكل.
- السلوكيات الجنسية عالية الخطورة.
أسباب العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي
بالحديث عن العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي سنذكر لكم بعض من الأسباب، والدوافع وراء تعاطي ضحايا التحرش الجنسي مثل:
1_ طريقة للتداوي الذاتي وتنظيم المزاج
الاعتداء الجنسي يسبب للناجين مجموعة من الآثار النفسية المدمرة، والتي تستمر لسنوات طويلة مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل والفصام وغيرها، لذا قد يستخدم الناجون من الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة المخدرات لتخفيف آلام الصدمة النفسية، والقدرة على التعامل مع المشاعر السلبية والاضطرابات العقلية الناتجة عن سوء المعاملة.
2_ احترام الذات والثقة
العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي تظهر في حاجة الضحية إلى استعادة احترام الذات والثقة، لذا يلجأون إلى تعاطي المخدرات من أجل التخفيف المؤقت من المشاعر السلبية، ومن هنا يحدث الإدمان على المخدرات.
3_ وسيلة لتخفيف مشاعر الوحدة والعزلة
يشعر بعض الناجين من الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة بالوحدة والعزلة، ويشعرون بأنهم ضعفاء غير قادرين على مواجهة العالم الخارجي، ويواجهون صعوبة في التواصل مع الآخرين بشكل طبيعي، لذا يستخدمون المواد المخدرة كوسيلة للتخفيف من آلامهم وعزلتهم الاجتماعية، ويعد هذا أحد أسباب لوجود العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي
4_ الهروب من المشاعر والذكريات المؤلمة
العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي تنتج من تفكير الضحية للهروب من الذكريات المؤلمة، والمشاعر السلبية بسبب اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق والتوت، وفي هذه الحالة يلجأون إلى استهلاك المواد المخدرة للهروب من الواقع المؤلم وذكريات هذه الحادثة المؤلمة.
علاقة صدمات الطفولة بالإدمان والتحرش الجنسي
ضمن الحديث عن العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي هل تعلم عن وجود علاقة ما بين صدمات الطفولة والتحرش الجنسي والإدمان، حيث أن العديد من الناجين من حوادث الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة يتعرضون إلى مخاطر تعاطي المواد المخدرة، كما أن بعض الأبحاث أكدت على أن الصدمات النفسية المتكررة في سن الطفولة تزيد من خطر اضطراب تعاطي المخدرات أو الكحوليات.
كما أن إحدى الدراسات العلمية على مجموعة كبيرة من البشر، ونتائج البحث أشارت إلى أن 72% منهم تعرضوا لشكل من أشكال الاعتداء الجنسي، بينما 75% من هؤلاء الأشخاص تعرضوا إلى التحرش والاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة بالتحديد، وللأسف المعتدون أغلبهم من الأشخاص المقربين إلى الطفل.
الجدير بالذكر هنا أن بعض الناجين من الاعتداء الجنسي في الطفولة يظنون أن تعاطي المخدرات، أو الكحوليات وسيلة علاجية ذاتية للحد من الآثار النفسية المدمرة، والاضطرابات اللاحقة لحادث الاعتداء الجنسي، لذا يلجأون إلى المخدرات لتخدير آلامهم دون الاهتمام بعواقب هذه الطريقة، ولا يدركون ما هي الطريقة الصحيحة والفعالة للتعافي من آثار الصدمة النفسية للإساءة الجنسية.
أقرأ أيضًا كيف نحمي أطفالنا من التحرش الجنسي
التعافي من التحرش الجنسي والإدمان
بعد الانتهاء من التعرف على طبيعة العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي، سنتحدث الآن عن أهمية التعافي والشفاء من التحرش الجنسي والإدمان على المخدرات، حيث أن معالجة المشاعر والمخاوف المرتبطة بالاعتداء الجنسي أمر ليس بالسهل، فيكون من الصعب على الإنسان التكيف مع هذه المشاعر، لذا يحتاج إلى المساعدة الطبية التي من دورها أن تساعد الإنسان على تعلم أدوات التكيف مع الحياة الخارجية، واكتشاف المشكلة الأساسية التي تساعد على تطوير طريقة للتعامل مع المحفزات والتحديات التي يواجهها الإنسان.
نحن في مركز CHOOSE للطب النفسي وعلاج الإدمان توفر لك برنامج Footprints to Recovery، وهي مساحة آمنة ومريحة لتشعر بالأمان وتوطيد العلاقات ما بين المريض والمعالج النفسي، إلى جانب المساحة الآمنة لتلقي العلاج الجماعي مع أشخاص يعانون من نفس المشكلة، وعلاوة على ذلك، يتم التركيز على العلاجات التي تخفف من آثار الصدمة النفسية والتعافي بشكل نهائي، بالإضافة إلى مزيج من العلاجات الأخرى التي تعالج مشكلة الآثار النفسية المرتبطة بالاعتداء الجنسي، والإدمان على المواد المخدرة تحت إشراف كادر طبي متخصص، حيث لدينا مستويات مختلفة من برامج الرعاية الصحية والنفسية كالآتي:
- التخلص من السموم داخل الجسم (الديتوكس).
- برنامج الاستشفاء الجزئي.
- برامج العلاج السكنية.
- برامج العيادات الخارجية.
الجدير بالذكر نقدم لكل مريض خطة علاجية تناسب احتياجاته وتفضيلاته، ذلك بالاستناد على نتائج التشخيص المزدوج الذي يساعد على تحديد المشكلة التي يعاني منها المريض، وما يتعرض له من آثار نفسية واجتماعية وسلوكية واضطرابات نفسية مزمنة، اتصل بنا الآن ليمكننا المساعدة.
أسئلة شائعة عن العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي
في إطار الحديث عن العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي توجد بعض الأسئلة التي من المهم توضيحها كما يلي:
1. ما هو الاعتداء الجنسي؟
جمعية علم النفس الأمريكية تعرف الاعتداء الجنسي على أنه التعرض إلى نشاط جنسي غير مرغوب فيه، ويلجأ المعتدي إلى استخدام أساليب التهديد والقوة والعنف والاستغلال لإجبار الضحية على الخضوع له.
2. هل صدمات الطفولة تزيد من احتمالية تعاطي المخدرات؟
نعم، التعرض إلى أحد صدمات الطفولة الشائعة أحد أسباب الوقوع في فخ الإدمان على المخدرات، وهناك أبحاث ودراسات عديدة تشير إلى قوة العلاقة ما بين الاعتداء الجنسي وخطورة الوقوع في فخ الإدمان.
3. من هم مرتكبو الاعتداء الجنسي على الأطفال؟
الشبكة الوطنية للاغتصاب وسوء المعاملة وسفاح القربى (RAINN) تشير إلى أن 8 من كل 10 حالات اغتصاب المعتدي يكون شخص قريب من الطفل، وفي حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال 93% من الناجين يتحدثون عن علاقة القرابة مع الشخص المعتدي عليهم.
4. كيف يؤثر الاعتداء الجنسي على الإنسان؟
الاعتداء الجنسي من أسوأ التجارب التي يمر بها الإنسان وتكون سبب في التعرض إلى صدمة نفسية قوية، وارتفاع مستوى خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والقلق والتوتر، وغالبًا ما يلجأ الشخص الناجي من الاعتداء الجنسي إلى تعاطي المواد المخدرة للتخفيف من الألم النفسي والعاطفي.
5. هل يمكن التعافي من صدمة الاعتداء الجنسي؟
التعافي من الاعتداء والتحرش الجنسي ليس بالأمر السهل ولكن في ظل الخضوع للعلاج النفسي، والمتابعة مع المتخصص يصل المريض إلى نتائج إيجابية للتخلص من آثار الصدمة والألم النفسي نتيجة المرور بهذه التجربة القاسية.
نهاية الحديث عن العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي:
العلاقة بين المخدرات والتحرش الجنسي علاقة قوية واضحة من قبل الأبحاث والدراسات العلمية، حيث أن الاشخاص من جميع الأجناس والأعمار قد يتعرضون للاعتداء الجنسي، وخاصة في مرحلة الطفولة والآثار النفسية والجسدية تكون أكثر ضررًا، لذا تؤدي إلى آثار جانبية طويلة الأمد مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والقلق والتوتر وغيرها من مشاكل الصحة العقلية، ولصعوبة التكيف مع هذه المشاعر والذكريات المؤلمة ننصحك بالتحدث مع أحد متخصصي الصحة النفسية بمركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي، وتلقي برامج الرعاية والعلاج النفسي للتعافي من الآثار النفسية للتحرش وعلاقته بتعاطي المواد المخدرة، اتصل بنا الآن لمساعدتك.