علاج المازوخية الجنسية هي عملية علاجية الهدف منها هو تعديل السلوك المنحرف الذي يستخدمه الشخص للوصول إلى الرغبة الجنسية وتحويله إلى شخص يتبع السلوك الطبيعي المُعتاد عليه في الوصول إلى النشوة الجنسية.
الجدير بالذكر أن الشخص المازوخي بشكل عام يكتسب المتعة من تجربة أشكال وأنماط متعددة من الألم والتعذيب، وقد يشمل ذلك الحصول على المتعة الجنسية من الألم أو الإذلال، وقد يُشير أيضًا إلى المواقف التي يبحث فيها الأشخاص عن أنشطة تسبب لهم الشعور بالضيق أو الانزعاج لأنهم يستمتعون بذلك.
وعلى أي حال كل هذه سلوكيات تدل على أن الشخص غير طبيعي ويجب البحث وراء أسباب ظهور تلك الأعراض وعلاجها في أسرع وقت، لذا يحمل هذا الموضوع في طياته أبرز ما يدور حول علاج المازوخية لمعرفة هل يختلف علاج المازوخية عند النساء عن الرجال؟ أم لا، وهل تعتبر المازوخية مرض نفسي؟ أم لا؟
تابع معنا القراءة .. يساعدك قراءة هذا الموضوع للنهاية التعرف على كافة التساؤلات التي تدور حول علاج المازوخية الجنسية و كيف تساعد شخص مازوخي؟
هل تعتبر المازوخية مرض نفسي؟
نعم، المازوخية من الأمراض النفسية، وذلك لأنها مشكلة تتعلق بالصحة العقلية، وأكثر أنواع المازوخية انتشارًا هو المازوخية الجنسية، حيث تتم إثارة الشخص جنسيًا بوسائل غير طبيعية مثل الخضوع لأساليب التعذيب والإذلال للوصول إلى المتعة والإثارة الجنسية، وتسبب له أيضًا حوافزه أو سلوكياته الجنسية سالفة الذكر الشعور بالضيق.
كما أن هذا الاضطراب يؤثر في كثير من الأحيان على النساء بنسبة أكبر من الرجال، ويعرضون أنفسهم لخطر جسدي شديد الخطوة.
كما يجب التمييز بين اضطراب المازوخية الجنسية والمازوخية، وهي الرغبة في ممارسة أفعال جنسي تنطوي على الشعور بالألم أو الإهانة والإذلال، وعندما يتم التصرف بناء على هذا السلوك فقط مع شركاء غير معترضين أو لا يسبب لهم السلوك أي ضيق نفسي أو جسدي، هنا المازوخية لا تستوفى شروط اضطراب المازوخية الجنسية.
موضوع ذات صلة: علاج اضطراب الهوية الجنسية و5 من أسباب الإصابة
هل هناك فرق ما بين صفات المرأة المازوخية وصفات الرجل المازوخي؟
نعم هناك فرق ما بين المرأة المازوخية والرجل المازوخي، الجدول التالي يوضح الفرق بينهما:
| صفات المرأة المازوخية | صفات الرجل المازوخي |
النساء يتخيلن أنهن مهيمنات أكثر بالضرب التعذيب والإهانة للحصول على النشوة أكثر من الرجال.
|
الرجال يتخيلون السيطرة على الشريك الآخر أي يُثار جنسيًا عندما خضع للذل والإيذاء من الشريك الآخر التذلل له.
|
ومن خلال الفقرة القادمة نتعرف سويًا على كيفية تشخيص المازوخية للبدء في بروتوكول علاج المازوخية الجنسية والتعافي منها دون الانتكاسة.
قد يهمك الاصلاع على: علاج إدمان الجنس
كيف يتم تشخيص حالات اضطراب المازوخية الجنسية؟
علاج المازوخية يتطلب أولًا تشخيص دقيق للحالة، قد يتضمن على:
-
- الفحص البدني، وذلك لاستبعاد وجود مُشكلات طبية قد تُسبب ظهور تلك الأعراض، وبعد الانتهاء من الفحوصات اللازمة للتأكد من الحالة الصحية الجسدية للمريض، إذا اشتبه الطبيب في أن الأعراض التي تظهر ليس لها علاقة بأي اضطراب جسدي، بينما قد يكون السبب في ذلك هو الإصابة باضطراب المازوخية الجنسية، يوصى على الفور بإجراء تقييم نفسي أو الخضوع إلى اختبار الشخصية المازوخية.
-
- التقييمات النفسية، وربما تكون عبارة عن استبيانات أو جلسات حوار مع إخصائي الصحة العقلية لتقييم الحالة المزاجية والعقلية للمريض ومعرفة التاريخ الطبي للصحة العقلية.
قبل تحديد علاج المازوخية، يمكن للمهنيين الطبيين النظر فيما إذا كانت الأعراض الظاهرية تستوفي معايير التشخيص لاضطراب الشخصية المازوخية الجنسية أم لا، وقد تشمل هذه المعايير ما يلي:
- يُثار المريض باستمرار من خلال الأوهام أو الحوافز أو الأفعال المنطوية على التعذيب والألم الشديد والإذلال بسبب الإثارة الجنسية.
- يظهر المريض ضعيفًا في المواقف الاجتماعية أو مكان العمل بسبب تلك الأعراض.
- أقل مدة لظهور تلك الأعراض هي 6 أشهر.
الجدير بالذكر أن التشخيص الدقيق مهم لضمان سير العملية العلاجية بنجاح، لذا لا بد من اختيار الاستشاري النفسي الخبير الذي يعتمد على مهارته وخبرته في تشخيص وعلاج المازوخية.
موضوع ذت صلة: علامات المرأة الشاذة جنسيًا
كيفية علاج المازوخية الجنسية عند النساء والرجال؟
كن على علم بأن علاج المازوخية الجنسية غير ضروري، إذا لم يكن الفرد يعاني من ضائقة نفسية وجسدية إثر هذا الاضطراب.
وغالبُا ما يتضمن علاج المازوخية عند الرجال والنساء على نفس استراتيجية العلاج النفسي للكشف عن السبب الكامن وراء هذه السلوكيات الجنسية التي تسبب الضيق للشخص والعمل على علاجها، بينما قد يختلف العلاج الدوائي عند الرجال والنساء الذي يستهدف تقليل الدافع الجنسي.
علاج المازوخية بالعلاج النفسي
العلاج النفسي وخاصة العلاج السلوكي المعرفي لا يزال نهجًا فعالا لعلاج الأشخاص الذين يعاون من الشذوذات الجنسية، ويشتمل على عدة برامج مختلفة كل منها يستهدف تعديل سلوكيات المريض ومعتقداته الخاطئة وفيما يلي أهمها:
- العلاج السلوكي المعرفي يساعد في تعديل وإعادة بناء طريقة تفكير ومعتقدات المريض التي تكون سبب الانخراط في سلوك ضار.
- يساعد على تعلم مهارات جديدة لها دور فعال ومهم في مقاومة الحوافز الجنسية.
- يُعلم الشخص التعرف على المواقف التي تُثير دوافعه المازوخية، ومن ثم تطوير طرق جديدة وصحية للتعامل بشكل صحيح مع تلك المواقف.
علاج المازوخية بالعلاج الدوائي
تتم عملية علاج المازوخية الجنسية عند الرجال باستخدام الأدوية التي تُثبط مستويات هرمون التستوستيرون للحد من حدوث الانتصاب مثلًا، تستخدم الحقن المضادة للأندروجين على تقليل الرغبة الجنسية، ومن ثم، تقل عملية الاستمناء والانتصاب والتخيلات الجنسية، وعلى الرغم من أنه لا يعد حل طويل الأمد إلا أنه قد يُستخدم في الحالات التي تخضع لبرامج العلاج الداخلي داخل المؤسسة المهنية الطبية.
ربما يصف الطبيب لبعض الحالات وخاصًة النساء بعض الأدوية المُضادة للاكتئاب بهدف تقليل الدافع الجنسي بشكل عام، وذلك بما يتناسب مع حالتهم الصحية تحت إشراف ومتابعة من الطبيب.
وعلى الرغم من أن الدواء وحده لا يمكنه علاج المازوخية الجنسية بشكل نهائي، إلا أنه يساعد في إدارة أعراض المازوخية الجنسية، والتي قد تتمثل في الرغبة الجنسية المفرطة، والقلق.
هل يمكن علاج المازوخية بالقرآن؟
مما لا جدال فيه أن علاج المازوخية يعتمد بشكل جوهري على العزيمة والتصميم والإصرار، وعلى الشخص المازوخي أن يلتزم بالدعاء وتلاوة القرآن الكريم، ومصاحبة الشباب الصالحين الذين يعينون رفاقهم على أمور الدين، وأن يكون الشخص بار بوالديه، بالإضافة إلى الالتزام بممارسة التمارين الرياضية
ولكن كل هذه وسائل لتخفيف من حدة الأعراض ولا يوجد بديل عن الخضوع لبروتوكول علاجي مهني قائم على البحث والدقة والتمحيص للمساعدة في علاج المازوخية الجنسية.
هل يمكن علاج المازوخية بطريقة ذاتية؟
بصرف النظر عن أهمية طلب المساعدة المهنية للتخلص من المازوخية الجنسية، إلا أنه لا يمكن إهمال دور الفرد في الاعتماد على نفسه في إدارة أعراض المازوخية الجنسية، وذلك عن طريق التالي:
- تجنب تعاطي المواد المخدرة أو شُرب الكحوليات تمامًا، لمنع تفاقم الأعراض.
- الالتزام بتعليمات الطبيب الدقيقة التي ذكرها الطبيب بالنسبة للدواء الموصوف.
- متابعة الطبيب باستمرار وإخباره بما إذا هناك صعوبة في مواجهة الأعراض والتعامل معه.
أقرأ أيضًا عن: علاج إدمان الإباحية والتعافي 100%
كيف تساعد شخص مازوخي؟
إن التعامل مع الشخصية المازوخية ليس أمرًا يسيرًا على الإطلاق، بل يتطلب التعامل بحذر والالتزام بنقاط مهمة تساعدك على النجاح في التعامل معها، وفيما يلي أهمها:
- إظهار له أنك تتفهم الأمر جيدًا وأن ما يعاني منه هو اضطراب نفسي يحتاج للخضوع إلى بروتوكول علاجي وأنك تريد مساعدته للتعافي.
- التحلي بالصبر، أن تكون صبورًا مع الشخص المازوخي من الركائز الأساسية في التعامل معه، والنهي عن توبيخ سلوكياتهم التي تهزم أنفسهم.
- لا تهدده بالرحيل عنه، لأنه يخشى الهجرة أكثر من أي شيء آخر.
- اطلب له المساعدة وطلب الاستشارة النفسية من أفضل طبيب أو استشاري نفسي يمتلك الخبرة الكافية للتعامل وعلاج اضطراب الشخصية المازوخية.
الخلاصة
تتضمن استراتيجية علاج المازوخية تقليل الإثارة الجنسية بالسلوك المنحرف غير الطبيعي وذلك من خلال عدة برامج وتقنيات بما في ذلك، التحسس الخفي والإشباع، والتلاشي، وإزالة التحسس المنهجي، والتدريب على المهارات الاجتماعية، وعلاج العجز الجنسي أيضًا وتعزيز الشعور العاطفي ومنع الانتكاس.
وعلى الرغم من أنه تختلف صفات المرأة المازوخية عن الرجل المازوخي، إلا أن كليهما يخضعان لعملية التشخيص والبروتوكول العلاجي النفسي بما يتناسب مع الحالة الصحية والعقلية لكل منهما، وقد يأتي الاختلاف فقط في استخدام الأدوية التي تقلل من الدافع الجنسي.
فإذا كنت تنطوي على أعراض الشخصية المازوخية أو هناك من يهمك أمره يعاني من المازوخية، اطلب المساعدة من مستشفى اختيار أحد المستشفيات الرائدة في علاج كافة أنواع الاضطرابات النفسية، باستخدام أحدث الاستراتيجيات العلاجية التي تواكب عصر التكنولوجيا.
المصادر
