اضطراب القلق ذلك الاضطراب الذي زادت حدته في الأونة الأخيرة ومن ثم صار البحث الحثيث عن طرق علاج القلق نهائياً , وهو بالطبع من الاضطرابات النفسية العصيبة ما لم يتم التعامل معها بشكل صحيح , ويتصف اضطراب القلق العام بالقلق المفرط ,ويجد الأشخاص المصابون باضطراب القلق العام الصعوبة البالغة في السيطرة علي مخاوفهم ولا يملكون القوة لإيقافه وتصبح مشاعر القلق لديهم مستمر وتراهم ينتظرون الأسوأ دوماً فيؤثر ذلك علي حياتهم اليومية .
ما هي ألية عمل اضطرابات القلق وكيف يصاب الشخص بها ؟
أثبتت الدراسات أن إضطرابات القلق ناتجة عن تفاعل العوامل النفسية والاجتماعية بالإضافة إلي العوامل الوراثية , وتتفاعل هذه العوامل مع حالات الإجهاد والصدمات التي يتعرض لها الأفراد وتنتج الأعراض السريرية في الجهاز العصبي المركزي, والناقلات العصبية ( النورابينيفرين –سيروتونين ) هي اهم الوسائط في أعراض اضطرابات القلق حيث انخفاض مستوياتهما مرتبط بحدوث هذه الأعراض .
ما هي أنواع اضطرابات القلق Anxiety ؟
أما عن أنواع اضطرابات القلق، فالقلق مصطلح شامل يضم مجموعة من الاضطرابات المختلفة، وتصنف اضطرابات لقلق بحسب ما جاء في الدليل التشخيصي والإحصائي النفسي العالمي بما يلي:-
- اضطراب الهلع.
- الرهاب الاجتماعي.
- اضطراب التوتر.
- اضطراب القلق الناتج عن تعاطي المخدرات.
- اضطراب القلق المعمم.
- اضطراب القلق بس حالة طبية.
- اضطراب الوسواس القهري.
- قلق الانفصال عند الأطفال.
لذا فإن الحديث عن علاج التوتر والقلق والوسواس كل ذلك داخل في عموم علاجات اضطرابات القلق، فلا شك أن هناك تشابه كبير في علاج التوتر والقلق والخوف وعادة ما يتم وصف مضادات القلق كدواء فعال لعلاج هذه الاضطرابات.
ما هي نسبة انتشار اضطرابات القلق؟
تشير الأبحاث والدراسات الإحصائية إلى ارتفاع نسبة الأمراض النفسية في العالم وانتشار الاضطرابات النفسية في الوقت الحالي في أغلب مجتمعات العالم، كما يتوقع ارتفاع نسب حدوث تلك الاضطرابات في المستقبل بشكل كبير ومن أكثر الأمراض النفسية شيوعا في العالم هي اضطرابات القلق والاكتئاب والرهاب حيث يوجد ما يزيد عن 250 مليون شخص حول العالم يعانون من اضطرابات القلق والاكتئاب والراهاب ويمثل هذا العدد الحالات الرسمية فقط إلا أن هناك أعداد مماثلة تصل حالاتهم النفسية إلى درجة عالية من الشدة والخطورة إلا أنهم لا يجروؤن علي طلب العلاج بشكل رسمي من المرض النفسي الذي يعانيه.
كما تشير بعض الدراسات بأن هناك 15 % من السكان يعانون من اضطراب القلق في مرحلة ما من حياتهم وهناك 37 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من اضطراب القلق كل عام ، وقد أبانت الدراسات بان أكثر المشكلات النفسية انتشارا هي الفوبيا “الرهاب” ثم الوسواس القهري يليه اضطراب الهلع ويعد الرهاب البسيط أكثر انتشارا بين الأفراد الأقل من الناحية التعليمية، وانتشار اضطراب القلق والاكتئاب المختلط.
ويصيب القلق المرضي ما يزيد عن 5 % من البشر ويصيب حوالي 1 % من السكان تقريبا إلى درجة العجز، وترتفع نسبة الإصابة بمرض القلق بين النساء لتصل إلى 80 %، ولعل ذلك راجع إلى الضغوط النفسية التي تمر بها النساء في المجتمعات.
ما هو الفرق بين القلق الطبيعي والقلق المرضي؟
يمر العديد من الأشخاص بلحظات من القلق تجاه أمر ما لكن هذه القلق يكون كرد فعل تجاه حادث ما كالقلق من نتيجة الامتحان وتمر هذه اللحظات بمجرد ظهور النتيجة والنجاح وغيرها من الحالات التي يظهر فيها القلق كرد فعل تجاه أمر ما ولا يعد هذا قلقا مرضيا ، لكن إذا كان الإحساس بلقلق يتكرر في أوقات متقاربة دون أية أسباب حقيقية ويصل لدرجة أنه يعيق مجرى الحياة اليومي فهنا لا شك أن الشخص يعاني من اضطراب القلق.
وهناك مجموعة من الفروق التي تستطيع أن تميز بها الفرق بين القلق المرضي والقلق الطبيعي:-
أولا ما يميز القلق المرضي:-
- تكون مدته طويلة وبصورة متكررة.
- شدته عالية ويصنع حالة من الحزن والألم لدي المريض.
- الشعور بالقلق بصورة دائمة.
- يعرقل الأداء ويؤثر سلبا عل سلوك الأشخاص.
ثانيا ما يميز القلق الطبيعي:-
- مدته قصيرة.
- شدته منخفضة نسبيا تتلاءم مع الموقف الحاصل. ط
- لا يعرقل الأداء ويكون تأثيره لفترة مؤقتة.
- الحالة تكون غير سارة لكن ليست محزنة ولا مؤلمة للشخص.
هناك العديد من العوامل التي تزيد من إحتمالية إصابة بعض الأشخاص باضطراب القلق ؟
- الطبيعية الشخصية للفرد فالكثير من الناس لديهم شخصية قلقة ويتأثرون بالأحداث ويعيشون في قلق دائم ورؤية سوداوية وانتظار الأسوأ في جل أمور حياتهم .
- العمر والجنس من أحد العوامل التي تزيد من فرص احتمال الإصابة باضطرابات القلق حيث أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الاضطرابات القلق من الرجال , كذلك الأشخاص في المرحلة العمرية( 15- 25 )أكثر عرضة للإصابة عن غيرهم كذلك في المرحلة العمرية التي تسبق الشيخوخة من ( 45-55 ) .
- الإجهاد والضغوط الحياتية والظروف الإجتماعية التي يتعرض لها الشخص ومن أكثر الأمور التي تسبب حدوث القلق ( الامتحانات – وفاة شخص قريب – انتقال محل السكن ) .
- المرض الجسدي فتكون الأمراض أو الخوف من حدوث الأمراض دوما ما يصاحبه القلق عند كثير من الأشخاص .
هل تلعب الوراثة دورا في الإصابة ب اضطراب القلق؟
تشير الدراسات إلى أن العامل الوراثي يلعب دورا هاما في الإصابة باضطراب القلق، وتبعا للاحضائيات فإن نصف الأشخاص المصابين بالهلع لديهم علي الأقل شخص قريب لديه نفس نوبات الهلع.
وبشكل عام فإن هناك نسبة عالية من الإصابة بأنواع مختلفة من القلق لدي الأقارب من الدرجة الأولى.
ما هي الأعراض والعلامات لاضطراب القلق العام؟
أما عن أعراض القلق فهناك نوعين من الأعراض التي تميز اضطرابات القلق وهي (أعراض التوتر والقلق الجسدية – أعراض التوتر والقلق النفسية).
أولا أعراض القلق الجسدية:-
- الإرهاق .
- مشاكل في المعدة والإسهال .
- صعوبة في البلع و الإحساس بوجود غصة في الحلف
- الرعاش والدوخة .
- حدوث طنين في الأذن .
- جفاف في الفم .
- عسر الهضم .
- الشعور بضيق الصدر .
- كثرة خروج لريح والتبرز بشكل متكرر .
- التعرق الشديد .
- الصداع .
ثانياً الأعراض النفسية : –
- صعوبة التركيز .
- الحساسية المفرطة من الضوضاء .
- التململ والتهيج .
- تساوره الأفكار القلقة والمتوترة .
- الكوابيس .
- صعوبة التنفس .
- خلل في الانتصاب الذكري .
- مشاكل حيضية .
- الشعور بالقلق والضجر من غير داع .
- خفقان القلب .
- مشاكل في النوم والنوم بصورة متقطعة .
تعرف علي: أشهر طرق في علاج القلق نهائياً من خلال خبراء العلاج النفسي في الكويت
ما هي مضاعفات اضطراب القلق ؟
قد يحدث نتيجة عدم التدخل المبكر في علاج القلق مجموعة من المضاعفات فيتسبب مرض القلق في حدوث تفاقم في أمراض اخري منها :-
- الشعور بالصداع المزمن .
- اضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي .
- الإدمان علي اقراص طبية معينة وسوء استعمال العقاقير .
- كثرة الارق وقلة النوم .
- صريف الأسنان وبشكل خاص اثناء فترات النوم .
- الاكتئاب .
- الانتحار .
علاج اضطراب القلق المعمم ؟
تتعدد أساليب علاج القلق نهائياً لمساعدة الأشخاص المصابين بالعيش في حياة سعيدة بلا قلق وبلا توتر .
ومن أهم وسائل العلاج في مثل هذه الأنواع من الامراض النفسية اللجوء للعلاج الدوائي واستخدام العقاقير ولا شك ان علاج القلق العام بدون أدوية أمر غير حاصل فالأدوية لها دور كبير في علاج الاضطراب .
- المهدئات ومضادات الاكتئاب:- حيث يتم بإعطاء الشخص المريض مجموعة من المهدئات والأقراص المنومة تستخدم كبديل مؤقت ولفترة يحددها الطبيب المعالج وتكون مدة اخذ هذه المهدئات فترة الأسابيع الأربع الأولي وبالجرعات المحددة من قبل الطبيب ويفضل التقليل منها نظراً للأثار الجانبية التي تنتج من تعاطي المنومات والمهدئات ومن اكثر الادوية فاعلية في علاج القلق ( عقار موتيفال – دواء اتاركس – سيتالوبرام – اسيتالوبرام – باروكستين ) ويتم اخذ هذه الادوية من خلال طبيب نفسي مختص .
- كما يتم وصف بعض مضادات الاكتئاب التي تستخدم لبعض انواع القلق كالذعر والشعور بالهواجس وينبغي أيضاً ان تؤخذ تحت إشراف الطبيب المعالج , لكن علاج القلق العام بدون أدوية فهذا أمر صعب المنال فالعلاج الدوائي امراً هاماً في علاج اضطراب القلق العام بالاضافة الي العلاج النفسي الذي يتم استخدتمه في علاج اضطراب القلق بالاسلوب العلاجي الذي يختاره الطبيب النفسي المعالج .
ثانياً العلاج السلوكي المعرفي وهومن أنفع الأساليب المستخدمة حديثاً في علاج قصير الأجل ويتم العلاج من خلال تنمية الذات وإبتكار أساليب جديدة للتفكير وبناء إستراتيجيات جديدة للتعامل مع القلق وكيفية مقاومة الانسان للقلق وكيفية التحكم في مشاعره والتغلب علي المشاكل والسيطرة عليها , فهو يساعد في تعلم مهارات محددة للعودة بصورة بشكل تدريجي الي الانشطة التي كنت تتركها بسبب القلق , من خلال استبدال العادات والسلوكيات السلبية والغير صحية بسلوكيات صحية واعتقادات صحيحة وايجابية .
وعلاج القلقي النفسي بدوية ادوية امر غير حاصل بالمرة ,ولكي يتم علاج القلق النفسي الحاد لابد من العرض علي طبيب نفسي متخصص لتشخيص الحالة المرضية وتحديد مدي شدة المرض وتحديد العلاج الدوائي والنفسي الملائم للحالة المرضية .
تشخيص اضطراب القلق طبق جمعية الطب الامريكية ” الدليل التشخيصي والاحصائي ” ؟
للدليل الإحصائي والتشخيصي التابع لجمعية طب النفس الأمريكية لتصنيف الاضطرابات النفسية فإن المحاكاة التشخيصية لاضطراب القلق العام كالتالي:-
- القلق والانزعاج الشديد يدور حول أحداث ما أو أنشطة معينة مثل أنشطة العمل أو الأداء المدرسي يستمر حدوثه لأيام عديدة لا تقل عن ستة أشهر.
- يجد الشخص صعوبة في السيطرة علي انزعاجه.
- لكي يتم التشخيص لا بد أن يرتبط القلق والانزعاج لدي الشخص بثلاثة أعراض علي الأقل بالأعراض من الأعراض الآتية (الملل والشعور بالضيق وأنه علي حافة الهاوية، صعوبة في التركيز وان العقل أصبح فارغا، حالة من الهياج والاستثارة الشديدة، التوتر والشد العضلي، الشعور بالإجهاد والإرهاق والتعب من أقل مجهود، اضطراب في النوم مع العف والخور في الهمة والنشاط أو النوم الغير مشبع لراحة الشخص).
- التركيز على القلق لا ينحصر فقط في الملل والشعور بالضيق وان الشخص علي حافة الهاوية فهما من أعراض نوبة الهلع ويظهر الاضطراب ذات الطابع العام كما هو الحال عند المعاناة من المخاوف الاجتماعية وهما عرضان لهما طبيعة الشوائب كما في حالة المعاناة من اضطراب الوسواس القهري وهما ليسا بعيدان عن الأسرة والأقارب من الدرجة الأولى في حالة المعاناة من قلق الانفصال كما يدخلان في أمراض الوزن كما هو الجال في اضطراب فقدان الشهية العصبي كما يمثلان المرض بشكل أساسي كما مرض التوهم، لكن مع هذا فهما لا يعدان جزءا من كرب ما بعد الصدمة.
- يدخل القلق أو الانزعاج في حياة الشخص أو الأعراض الجسدية بشكل جوهري فيتسببان في حدوث تنغيص في حياة الشخص أو كرب بشكل ملحوظ.
- لا يرجع اضطراب القلق إلى الآثار المباشرة لمخدر أو إلى عقاقير طبية أو نتيجة حالة طبية عامة، ولا يحدث أثناء معاناة الشخص من اضطراب المزاح أو أو الاضطراب العقلي أو اضطرابات النمو والارتقاء.
قد يهمك: تجربتي مع سبرالكس 10 وعلاج التوتر والقلق
كيفية علاج القلق من خلال العلاج السلوكي المعرفي؟
ذكرنا أن علاج القلق نهائياً يتم من خلال المعالجة الدوائية بالإضافة إلى العلاج المعرفي السلوكي وهو من أنجع العلاجات المستخدمة في علاج اضطرابات القلق المعمم فهذا الأسلوب يستخدم في علاج القلق نهائياً والتوتر وقلة النوم ولكن مع هذا لا يعني علاج القلق النفسي دون أدوية إذ إن الأدوية التي تعمل كمضادات للقلق أو ما يتم وصفه من قبل الطبيب تساعد علي تخفيف حدة الأعراض بشكل كبير.
في العلاج السلوكي المعرفي يتم الاستفادة من نوعي العلاج معا فالعلاج السلوكي يركز علي معرفة الشخص المريض بطبيعة الأعراض الجسدية التي تصاحب المرض بينما العلاج المعرفي فيركز علي تقويم الأخطاء المعرفية التي يتوهمها الشخص المريض.
من خلال العلاج السلوكي المعرفي يتم التركيز على توضيح كل جوانب المرض للشخص المريض وكشفت الصراعات اللاشعورية لديه لزيادة الاستبصار بالمرض، وقد أثبتت الدراسات أن المرضى تقل معاناتهم بشكل كبير من القلق إذا ما أتيحت لهم الفرصة للتعبير عن مشاكلهم ومناقشة الضغوط والمشاكل مع طبيب نفسي مختص.
من خلال التعرف علي الأسباب والأحداث والمواقف التي تتسبب في حدوث المعاناة والشعور بالقلق لدي المرضي فعلي المعالج بمساعدة الأسرة والشخص المريض نفسه أن يحاولوا إزالة جميع الأسباب والمواقف التي تتسبب في حدوث تلك المعاناة وهذا بلا شك يقلل من الضغط النفسي علي الشخص المريض وبهذا يتأقلم مع ظروف الحياة ويصبح أكثر قدرة علي العمل وأكثر قدرة علي إقامة العلاقات الاجتماعية مع الأشخاص المحيطين.
أما العلاج السيكودينامي فهو يركز علي زيادة قدرة الشخص المريض علي التكييف مع اضطراب القلق نفسه بشكل أكبر من إزالة مسببات المرض فهذا النوع من العلاج يتضمن التعرف علي مخاوف المريض نفسه.
فلسفة عمل العلاج السلوكي المعرفي:-
الهدف من إدخال العلاج السلوكي المعرفي إلى محيط التدريب لأجل استبدال التغيرات النفسفسيولوجية والتي حدثت بسبب القلق والتوتر وفي الحقيقة لا يعي الشخص تلك التغييرات ولا يدركها ولذا نصفها بأنها لا شعورية، ومن ثم محاولة إخضاع هذه التغيرات للسيطرة اللارادية من أجل أن يتزود الشخص المتعالج بالمعلومات النظرية ثم التدريبات العملية والتطبيقية لتلك الأمور النظرية.
التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ علي الشخص تظهر في شكل الأعراض الآتية (زيادة معدل ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، الصداع، الحموضة وانتفاخ المعدة، توتر العضلات، حكة في الجلد ناتجة عن التوتر والقلق والخوف) لذا فهناك تفاعل بشكل متبادل بين النفس والجسد وهناك فرص لأن يتعلم الشخص كيف يدرك تلك العلاقة ويعيها تماما ويعي كذلك ارتباطها بالتوتر والقلق والاسترخاء في البيئة التي يعيش فيها.
التغيرات الفسيولوجية والأحاسيس الجسدية تحدث خارج حيز الإدراك للشخص والهدف من العلاج المعرفي السلوكي هو كيف يتعلم الشخص ويكتسب الأساليب التي تساعده في السيطرة وتعميم الاسترخاء علي مستوى الحياة اليومية ومن ثم نبدأ في خطوات شبيهه بالفطام وتعويد الشخص بشكل تدريجي علي تحمل المسؤولية دون توتر وبالتالي دون أي أمراض جسدية تنغص عليه حياته ومعيشته.
علاج القلق نهائياً بالتأمل
كثير من الأشخاص تراوده مشاعر القلق والتوتر والانزعاج، من العمل أو من ضغوطات الأسرة والحياة أو غير ذلك من الأسباب التي تسبب القلق والتوتر وما ينتج عنها من الأرق وقلة النوم وقد تتكرر هذه المشاعر لتصبح مزعجة للشخص وتنغيص عليه حياته وتؤثر على مسار حياته اليومية علما أن التخلص منها يكمن بممارسة التأمل لمدة 10 دقائق يوميا وفق دراسة علمية حديثة.
إن ممارسة التأمل ولو لمدة عشر دقائق يوميا يساعد بشكل كبير في التخلص من آثار القلق والتوتر الذي يعاني منه الأشخاص والذي ينتج من الأفكار السلبية التي يعاني منها التي ترد على العقل.
ففي إحدى الدراسات التي قامت في جامعة واترلو الكندية والتي نشرت في Consciousness and Cognitionالمجلة الطبية الشهيرة والتي أوضحت نتائج الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة واترلو الكندية والتي قد أجريت على 82 شخص مشارك للتعرف علي إذا ما كان التأمل يساعد الأشخاص الذين يعانون القلق والتوتر الناتجين عن التفكير السلبي وكيف أن “التأمل يساعد في علاج القلق والتوتر” ويساعد الأفراد على الخروج من تلك الدائرة الشرسة التي تنغص حياة الأفراد.
الدراسة التي أثبتت أن التأمل يساعد على التخلص من هذه الأفكار السلبية الطفيلية
قامت الدراسة على الأشخاص المشاركين والبالغ عددهم 82 شخص وطلب من الأشخاص المشاركين عمل مهمة على جهاز الحاسوب ويتم مقاطعتهم أثناء أداء المهمة من أجل تقييم مدى قدرتهم على البقاء في حيز التركيز على المهمة التي يقومون بها، ثم تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين بشكل عشوائي.
فريق من الفريقين استمع إلى قصة صوتية طويلة فيما قام الفريق الآخر بأداء التمارين التأملية لفترة قصيرة ومن ثم بدأ إعادة التقييم مرة أخرى للفريقين.
أثبتت نتائج الدراسة أن الأفكار الطفيلية والسلبية لدي الأشخاص قد انخفضت وبشكل ملحوظ لدي الفريق الذي مارس التأمل.
من هذا المنطلق يوضح الدكتور “مينغران زو” الباحث في جامعة واترلو في كندا والذي أبأن بأن الأفكار الشاردة تحتل حوالي نصف الضمير الواعي لأي إنسان، أما عن الأفكار السلبية فإنها تؤثر على قدرة الأشخاص للتأقلم مع الحياة لذا فالأشخاص الذين يعانون من القلق تؤثر عليهم الأفكار الموسوسة بشكل يعيق التكييف مع العمل أو الدراسة وإنجاز المهام والأعمال اليومية.
ويضيف دكتور مينغران زو إلى أن نتائج الدراسة التي قاموا بها والتي أفادت بأن التأمل قد يكون له تأثير في حماية العقل، بالإضافة إلى هذا فإن ممارسة التأمل يساعد من يعاني من القلق على تحويل انتباهه بعيدا عن همومه إلى العالم الخارجي وينثر أفكاره السلبية الداخلية إلى العالم الخارجي، ما يساعدهم على التركيز بشكل أفضل علي المهمة التي يجب إنجازها.
مصادر الموضوع