الآن نعيش في عصر تتفاقم به مشكلة الاضطرابات النفسية وتدهور الصحة النفسية لجميع فئات المجتمع، وهذا ما دفع العلماء للبحث عن السبب وراء هذه المشكلة التي تزداد يومًا بعد يوم، ومن خلال البحث الطويل توصل العلماء على العلاقة بين نقص فيتامين د والصحة النفسية، حيث أن فيتامين د من أهم الفيتامينات داخل الجسم لدوره في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية، ومن خلال هذا المقال سنعرض لكم علاقة نقص فيتامين د والصحة النفسية، والأعراض النفسية الناتجة عن نقص فيتامين د داخل الجسم تابع معنا.
نقص فيتامين د والصحة النفسية
هناك الكثير من الأشخاص يجهلون العلاقة ما بين نقص فيتامين د وتأثيره على الصحة النفسية، حيث أثبتت إحصائيات عديدة تم إجرائها من قبل الأطباء والمتخصصين عن وجود علاقة ما بين مستوى فيتامين د بالجسم واستقرار الصحة النفسية للفرد، والتجارب السريرية كشفت لنا أعراض نقص فيتامين د والصحة النفسية عند الرجال والنساء كما يلي:
1_ الاكتئاب
الاكتئاب من الاضطرابات النفسية الشائعة التي أثبتت طبيعة العلاقة بين نقص فيتامين د والصحة النفسية، ويعد العرض النفسي الأول لنقص فيتامين د في الجسم، حيث يعاني الإنسان من تقلبات الحالة المزاجية، والشعور بالحزن والضيق والكآبة واليأس ونوبات من البكاء الغير مبرر وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك في عام 2029 نشرت مراجعة علمية في مجلة آسيا والمحيط الهادئ للتغذية السريرية توضح أن نقص مستوى فيتامين د في الجسم يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، وعلاوة على ذلك، تناول مكملات فيتامين د تساعد على تحسين الأعراض الجانبية للاكتئاب.
وأرجع العلماء العلاقة بين نقص فيتامين د والاكتئاب دور فيتامين د في العديد من وظائف الدماغ، والتي تتضمن ما يلي:
- يلعب فيتامين د دورًا في تحفيز الجينات التي تطلق النواقل العصبية المسؤولة عن السعادة، والراحة والاسترخاء مثل السيروتونين والدوبامين والنورإبنيفرين، والتي تساهم في استقرار الحالة المزاجية للإنسان.
- يساعد فيتامين د في الحفاظ على التوازن الطبيعي ما بين الناقلات العصبية المنشطة والمهدئة في الدماغ.
- كما يشارك فيتامين د في بعض الوظائف الأساسية للدماغ، مثل حماية الأعصاب وتطور الدماغ وانتظام وظائفه.
- أيضًا مستقبلات فيتامين د تواجد في بعض أجزاء المخ التي يظن العلماء أنها مرتبطة بالاكتئاب.
يجدر بنا الإشارة إلى أن تناول مكملات فيتامين د يساهم في تحسين الحالة المزاجية أو أعراض الاكتئاب الناتجة عن نقص فيتامين د في الجسم، ولكن بشكل عام يجب الرجوع إلى الطبيب أولًا للتعرف على أسباب الاكتئاب بشكل دقيق، حيث توجد عدة أسباب أخرى وراء الإصابة بالاكتئاب.
2_ القلق
نقص فيتامين د والصحة النفسية يرتبط بإصابة بعض الأشخاص بالقلق والتوتر بصورة دائمة على غير المعتاد، حيث أن انخفاض مستوى فيتامين د في الجسم قد يؤدي إلى نقص مستوى النواقل العصبية في المخ، وتحديدًا التي تساهم في تخفيف الشعور بالتوتر والقلق.
أيضًا مكملات فيتامين د تساهم في الحد من أعراض القلق والتوتر النفسي، وذلك وفقًا لما توصلت له دراسة نشرت في مجلة الدماغ والسلوك عام 2020، حيث سمح لمجموعة من مرضى الاكتئاب الذين يعانون من نقص فيتامين د بتناول مكملات فيتامين د لمدة 6 أشهر، وقد لوحظ تحسنًا كبيرًا في أعراض القلق لديهم.
أضرار نقص فيتامين د على الصحة النفسية
نقص فيتامين د والصحة النفسية يخلف مجموعة من الأعراض الجانبية، والتي تتمثل في ارتفاع خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية وحدة أعراضها كما يلي:
1_ الفصام
من الارتباطات الوثيقة حول نقص فيتامين د والصحة النفسية الإصابة بالفصام، حيث أن نقص فيتامين د يزيد من خطر الإصابة بالفصام أو انفصام الشخصية، وهو ضمن الاضطرابات النفسية الناتجة عن خلل في الوظائف العقلية، ويعد سبًا في حدوث اضطراب بالسلوك والتفكير والمشاعر.
كما وجدت دراسة حديثة نشرت في مجلة التقارير العلمية عام 2018 تشير إلى أن الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من انخفاض مستويات فيتامين د هم أكثر عرضة للإصابة بالفصام في وقت لاحق من حياتهم.
2_ اضطراب الوسواس القهري
تتضح العلاقة بين نقص فيتامين د والصحة النفسية من خلال اضطراب الوسواس القهري، حيث أن نقص مستويات هذا الفيتامين في الجسم تكون سببًا في حدوث اضطراب الوسواس القهري لدى بعض الأشخاص، فضلًا عن إظهار مرضى نقص فيتامين د أعراض الوسواس القهري بصورة أكثر حدة، وهذا ما أشارت إليه دراسة نشرت في مجلة أطياف الجهاز العصبي المركزي عام 2023.
3_ الاضطراب العاطفي الموسمي
الاضطراب العاطفي الموسمي هو نوع من أنواع الاكتئاب التي تظهر أعراضه بشكل متكرر في وقت محدد من العام، كما يحدث مع بعض الأشخاص في الخريف أو الشتاء، وذلك سبب قلة التعرض إلى أشعة الشمس وبالتالي نقص فيتامين د، وهذا ما يؤدي إلى حدوث خلل في مستوى السيروتونين في الدماغ، وهو الناقل العصبي المسؤول عن تحسين الحالة المزاجية للإنسان، وترافقه مجموعة من الأعراض مثل الخمول والكسل والنعاس خلال النهار، وتقلبات المزاج والكأبة والحزن واليأس وغيرها.
العلاقة بين نقص فيتامين د والاكتئاب
ضمن الحديث عن طبيعة العلاقة بين نقص فيتامين د والصحة النفسية سنتعرف بالتفصيل على العلاقة بين نقص فيتامين د والاكتئاب، حيث قام مجموعة من الأطباء بإجراء دراسات على مجموعة من النساء المصابات بالاكتئاب، وبعد مرور الوقت تم اكتشاف أنهن يعانين من نقص فيتامين د، ويرجع ذلك للأسباب التالية:
- البقاء في المنزل طوال الوقت.
- عدم التعرض لأشعة الشمس بالشكل اللازم لتزويد الجسم بفيتامين د.
- وعدم الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية.
- عدم تناول الطعام الصحي.
ومن الجدير ذكره أن تأثيرات فيتامين د لتحسين مستويات السيروتونين في الدماغ، هو الهرمون نفسه الذي يتم رفعه من خلال أدوية مضادات الاكتئاب، والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بسبب نقص فيتامين د هم كبار السن، ومصابي داء السكري المزمن والمصابين بالسمنة المفرطة والنساء.
أعراض الاكتئاب عند المصابين بنقص فيتامين د
كشفت العلاقة بين نقص فيتامين د والصحة النفسية وتحديدًا الإصابة بالاكتئاب عن الأعراض الجانبية، وهي العوارض النفسية التي يعاني منها مرضى الاكتئاب بسبب نقص فيتامين د كما يلي:
- اضطراب الحالة المزاجية.
- التعاسة واليأس.
- الشعور بالكآبة والحزن.
- الشعور بالتعب والإرهاق العام.
- العزلة.
- ضعف التركيز وكثرة النسيان.
- عدم الاهتمام بالأنشطة الممتعة للفرد.
- الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.
- اضطراب النوم والأرق.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن أو زيادته بشكل مفرط.
- التفكير في الانتحار.
موضوعات ذات صلة: أحدث دواء لعلاج الاكتئاب 2025
علاج أعراض نقص فيتامين د النفسية
بعد التعرف على طبيعة العلاقة بين نقص فيتامين د والصحة النفسية سنتحدث معكم عن الخطوات العلاجية للتعافي من أعراض نقص فيتامين د النفسية، مثل الاكتئاب والفصام والقلق والاضطراب العاطفي الموسمي وغيرها، والعلاج النفسي هو الخيار الأصح لعلاج الأعراض النفسية الناتجة عن نقص فيتامين د، ونحن في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي نقدم لك بروتوكولات علاجية متخصصة بناء على نتائج التشخيص المزدوج، والعلاج يتضمن الدمج بين العلاجات النفسية والأدوية كمضادات الاكتئاب والقلق وغيرها.
الخاتمة:
الاكتئاب والفصام والاضطراب الموسمي والقلق من المشاكل الصحية الدالة على علاقة نقص فيتامين د والصحة النفسية، حيث أظهرت الدراسات الحديثة أن نقص فيتامين د يزيد من خطر الإصابة، فضلًا عن تفاقم الأعراض المصاحبة لهذه الاضطرابات، وبالتالي يلجأ الطبيب النفسي عند تشخيص المريض النفسي إلى إجراء التحاليل البدنية التي تحدد نسبة فيتامين د بالجسم، وفي حالة انخفاض نسبته داخل الجسم يحدد الطبيب المعالج الخطة العلاجية المناسبة لزيادة نسبة فيتامين د في الجسم، بالإضافة إلى العلاجات النفسية والتأهيل السلوكي.