الاضطرابات الجنسية في الوقت الحالي أصبحت أكثر انتشارًا مما سبق، ونحن اليوم نواجه واحد من أبرز أشكال الاضطراب الجنسي هو اضطراب الاستعراء، وهي الإظهارية أو الاستعراضية أو المباهاة بالأعضاء التناسلية أمام الآخرين، ويعد سلوك جنسي شاذ ينطوي على عرض الجسد أو جزء منه وتحديدًا الأعضاء التناسلية أو السير عاريا من أجل الشهوة والإرضاء الجنسي، وللأسف يتم الاعتماد هذه الطريقة لإشباع الشهوة الجنسية.
اضطراب الاستعراء حالة نفسية مضطرة تدفع الشخص إلى عرض أعضائه التناسلية بشكل قسري على الآخرين، وخاصة في الأماكن العامة مما يثير هذا السلوك متعته الجنسية، وهو اضطراب نفسي خطير قد يدفع المصاب إلى إلحاق الأذى بالنفس أو الآخرين، وللمزيد من المعلومات عن هذا الاضطراب تابع معنا.
ما هو اضطراب الاستعراء؟
اضطراب الاستعراء سلوك جنسي شاذ قائم على الرغبة أو الخيال أو الفعل بعرض الأعضاء التناسلية على الأخرين دون موافقتهم، وخاصة الغرباء في الأماكن العامة كالمواصلات أو الشوارع العامة أو أماكن العمل وغيرها، ويعد اضطراب بارافيلي يشير إلى الأنماط الشاذة للإثارة الجنسية، ويكون مصاحبًا بضعف شديد في العلاقة الجنسية الطبيعية.
مصابي اضطراب الاستعراء يعانون من الرغبة القسرية في إظهار أعضائهم التناسلية للأطفال الصغار أو البالغين أو كليهما، وبالطبع عند مواجهتهم بهذا الفعل ينكرون خوفًا من تعرضهم إلى العقاب، وغالبًا ما يؤثر هذا الاضطراب على 2% إلى 4% من سكان العالم الذكور، حيث أنه أكثر شيوعًا بين الرجال ونادر جدًا بين الإناث.
ما هو السلوك الاستعراضي الجنسي؟
المتعري يحصل على التحفيز الجنسي من عرض أعضائه التناسلية على شخص غريب، حيث أن علامات الذهول والاندهاش أو الانفعال او الارتباك التي تظهر على الضحية تشعره بالمتعة والإثارة الجنسية، وغابًا ما يفضل عرض أعضائه التناسلية على الأطفال الصغار أو النساء، وهو في المعتاد لا يسعى إلى الاتصال الجنسي بل يبحث عن الرغبة، والمتعة الجنسية التي يحققها من صدم الضحية أو إثارة إعجابها أو تخويفها.
كذلك يتم تعريف الاضطراب الاستعراضي الحقيقي على أنه أي نوع من السلوك الاستعراضي الذي لا يستطيع المصاب السيطرة عليه، ذلك ما يسبب الضيق النفسي للمتعري وضحاياه، والاضطراب الاستعراضي يكون بتعريض الشخص نفسه لأكثر من شخص في مكان عام، أو بالتقرب من أحد الأشخاص أو من على مسافة بعيدة، وغالبًا ما يظهر الشخص أعضائه التناسلية من:
- من النافذة.
- داخل سيارة.
- داخل المركز التجاري.
- في حفلات النقل العام.
- مدخل المبنى السكني.
- في غرفة تبديل الملابس.
تعرف على/ اضطراب الفرك الجنسي
أسباب الاضطراب الاستعراضي؟
لم يتوصل العلماء والباحثون إلى أسباب دقيقة وراء الإصابة باضطراب الاستعراء، ولكن هناك بعض النظريات والاحتمالات التي تشير إلى إصابة الذكور بالاضطراب نتيجة الإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، أو متلازمة تعاطي المخدرات أو الكحول، والاهتمام الهوس الجنسي بالأطفال (البيدوفيليا)، أو بسبب التعرض إلى حوادث الاعتداء الجنسي أثناء الطفولة وغيرها.
وللأسف مصابي هذا الاضطراب قد ينخرطون في عدة سلوكيات أخرى شاذة، مثل الاغتصاب أو التحرش الجنسي بالأطفال وغالبًا ما تظهر أعراض هذا الاضطراب في وقت ما في أواخر مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكر.
هل اضطراب الاستعراء جريمة أم شذوذ جنسي؟
اضطراب الاستعراء يعد جريمة لأن هذا السلوك يعد شكل من أشكال الاعتداء الجنسي على الآخرين، حيث يتم اتهام الذين يعانون من اضطراب الاستعراء وإدانتهم بما يلي:
- التعرض غير اللائق.
- الاعتداء الجنسي.
- التحرش الجنسي بالأطفال.
- فساد عام.
وبالتالي يتم تسجيل الشخص كمجرم جنسي في السجلات الجنائية، كما أوضحنا أن اضطراب الاستعراء من الاضطرابات الجنسية الشاذة، فلا ينبغي تجاهل خطورة السلوك الاستعراضي، ومن الضروري البحث عن علاج بطلب المساعدة الطبية من أحد متخصصي الصحة النفسية، والذي يركز على تحديد أسباب الاضطراب الاستعراضي وبناء خطة علاجية تساعد المريض على التعافي.
أعراض اضطراب الاستعراء
اضطراب الاستعراء يتم تشخيصه بناء على استيفاء المعايير التي وردت في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5):)، والتي تنص على استمرار التخيلات أو السلوكيات أو المحفزات الجنسية التي تنطوي على عرض، وكشف الأعضاء التناسلية على شخص آخر في الأماكن العامة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
بالإضافة إلى قياس مدى تصرف الشخص بناءً على هذه الحوافز الجنسية مع شخص أخر، أو تسبب الحوافز أو التخيلات من الشعور بالضيق أو صعوبة في التعامل مع الآخرين في المواقف الاجتماعية اليومية أو في أماكن العمل أو التجمعات أو المناسبات العامة، وإذا كان الشخص يفضل الاستعراء أمام الأطفال إلى شكل من أشكال البيدوفيليا.
علاج اضطراب الاستعراء
يحتاج مصابي اضطراب الاستعراء إلى تلقي العلاج النفسي والعقلي لتعلم كيفية إدارة أعراض هذا الاضطراب، كما ان العلاج من الضروري أن يتضمن التدخلات النفسية والدوائية معًا وفقًا لحدة الحالة، وقد يكون العلاج الجنسي فعالاً للغاية في مساعدة الشخص على تحديد الأشياء التي تثير رغبته في الاستعراء، فضلًا عن أهمية التعرف على مهارات التعامل مع تلك الحوافز والرغبات بشكل جيد، وخطوات العلاج المتخصص تكون على النحو التالي:
أولًا: العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفيCBT) ) يعمل على إعادة الهيكلة المعرفية للمصاب، وبالتالي يساعد الفرد على تحديد وتغيير الأفكار التي تدفعه إلى ارتكاب هذا السلوك، إلى جانب تلقي تدريبًا على الاسترخاء والتأمل للحد من إغراءات دوافعهم الجنسية الشاذة، فضلًا عن التدريب على مهارات التأقلم لتعلم طرق مختلفة عن كيفية التصرف عندما تبدأ مشاعر الإثارة والرغبة في الاستعراء.
ثانيًا: العلاج الجماعي
العلاج الجماعي أحد الخطط العلاجية الفعالة لمصابي اضطراب الاستعراء، يتم تنظيم جلسات جماعية تضم العديد من الأشخاص الذين يعانون من نفس المشكلة، وبهذه الطريقة يدرك الشخص أنه ليس وحيدًا، بل هناك من يشاركه نفس المعاناة لتعزيز الثقة بالنفس، واكتساب الدعم والتشجيع لاستكمال رحلة التعافي، وعلاوة على ذلك، العلاج الأسري وعلاج العلاقات مفيد جدًا ليحصل المريض على مساعدة ودعم أفراد عائلته وأصدقائه المقربين، ويركز الطبيب المعالج على فهمهم وتوضيح كيفية دعم المريض بشكل أفضل.
ثالثًا: العلاج بالأدوية
من خيارات العلاج الخاصة باضطراب الاستعراء هو العلاج بالأدوية لتقليل مستويات الرغبة الجنسية، ذلك من خلال عدة أنواع من مضادات الاكتئاب مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائيةSSRIs) )، والتي تستخدم بشكل أساسي في علاج الاكتئاب واضطرابات المزاج، كما تستخدم مضادات الأندروجينات في تخفيف الميول القهرية للاضطراب الاستعراضي عبر خفض مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم بشكل مباشر، وبهذه الطريقة تكون عملية العلاج المعرفي السلوكي لإعادة الهيكلة المعرفية أكثر فعالية.
الخاتمة:
اضطراب الاستعراء سلوك جنسي شاد يتمثل في الميول والرغبة القهرية في عرض الأعضاء التناسلية على شخص آخر، سواء الأطفال أو النساء لتحقيق التحفيز الجنسي من صدمة أو دهشة أو إخافة الشخص الآخر، وهذا ما يؤدي إلى وقوع الشخص في العديد من المشكلات الجنائية التي تندرج أسفل الاعتداء الجنسي أو التحرش بالأطفال، إذا كنت تعاني من هذا الاضطراب أو الدافع الداخلية التي تشعرك بالرغبة في عرض أعضائك التناسلية على الآخرين تحدث مع الأخصائي النفسي، أو متخصص الصحة العقلية لمعالجة هذا الاضطراب، ونحن في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي لدينا خبراء الصحة العقلية والنفسية، ويتم وضع الخطة العلاجية بناء على اكتشاف أسباب الإصابة لضمان تحقيق التعافي وتقليل مشاعر العار والخجل رغبات الاستعراء الجنسي، فاطلب المساعدة أنت لست وحدك.
