الشخصية الشكاكة واحدة من أنواع الشخصيات التي توجد حولنا، حيث تتعدد أنواع الشخصيات وتتباين من شخص إلى آخر فهي تعبر عن مجموعة من الصفات التي تميز كيان الإنسان عن غيره خاصة في تفاعله مع المواقف التي يتعرض لها، وفي محاولة في فهم الاضطرابات الشخصية التي تصيب الإنسان إليكم خلال سطور هذا المقال كل ما يتعلق بالشخصية الشكاكة وكيفية التعامل معها وطرق العلاج الممكنة.
ما هو اضطراب الشخصية الشكاكة؟
اضطراب الشخصية الزوراني أو الشخصية الارتيابية جميعها أسماء للشخصية الشكاكة وهي عبارة عن حالة نفسية تصيب الإنسان وتجعله في شك وارتياب دائم لكل ما يحدث من حولة بشكل غير طبيعي ومنافي للأفكار الطبيعية من حوله، وهو ما يحوله إلى شخص مؤذي لنفسه ولمن حوله.
وأكدت الدراسات الأخيرة أن ما يقارب 2.3 إلى 4.4 بالمئة من سكان العالم مصابون باضطراب الشخصية الزوراني، ويجمع كل هؤلاء الأشخاص سمات متشابه تتمثل في أنهم غريبو الأطوار ومفرطين في الشك في من حولهم، لذا فإن التعرف على الشخصية الشكاكة وكيفية التعامل معها أمر ضروري خاصة وأن كان يعاني شريك حياتك من سمات اضطراب الشخصية الارتيابية.
أسباب اضطراب الشخصية الشكاكة
الشك من المشاعر الطبيعية التي يشعر بها الإنسان وذلك في الحدود الطبيعية مع وجود أسباب واضحة لهذه المشاعر، ولكن تكرار الشعور بالشك والارتياب دون أسباب واضحة بل منافية للأفكار الطبيعية يتحول إلى اضطراب الشخصية الشكاكة وهو أمر يحتاج إلى تلقي العلاج، وضمن الأسباب التي تؤدي إلى ظهور سمات الشخصية الشكاكة الآتي:
- أسباب اجتماعية
تنتج مشاعر الشك التي تتحول مع الوقت إلى اضطراب الشخصية الشكاكة في الغالب من عوامل مجتمعية تحيط بالإنسان مثل عدم الشعور الأمان، التعرض للضرب المبرح، الحرمان والقسوة جميعها مشعر تولد الخوف من المجتمع والحيطة من أي خطر محتمل.
- أسباب عضوية
تتمثل الأسباب العضوية لنشأة الشخصية الشكاكة من العوامل البيولوجية من خلال انتقال الجينات، وأكدت الدراسات الطبية أن زيادة مادة الدوبامين في الفص الأمامي من المخ يزيد من مشاعر الشك والحيطة لدى الإنسان.
سمات الشخصية الشكاكة
الشخصية الشكاكة وكيفية التعامل معها من الموضوعات التي تشغل بال الكثيرين خاصة وأن اضطراب الشخصية الشكاكة من أكثر أنواع الاضطرابات انتشارا، وبالرغم من ذلك يجب التأني عند وصف شخص بالشخصية الشكاكة خاصة وأننا معرضون للتصرف بطريقة عدائية أو غير موثوقة خلال مراحل حياتنا، لذا في حالة ظهور واحدة او اثنين من سمات الشخصية الشكاكة هذا لا يعني بالضرورة أن يعاني الشخص من هذا المرض، وضمن أبرز مات الشخصية الشكاكة الآتي:
- الشعور الدائم بالشك وأن المحيطين بهم يكذبوا أو يقوموا باستغلالهم.
- التعرض لنوبات الغضب بصورة متكررة كرد فعل على الخداع الزائف.
- الرغبة في السيطرة على العلاقات من أجل تجنب الاستغلال والكذب.
- عدم القدرة على الاسترخاء.
- الحساسية من النقد.
- وجود ضغائن للمحيطين به حتى أن كانوا من المقربين.
- سرعة الغضب، والذي قد يتحول إلى عنف في الكثير من الأحيان.
- عدم الرغبة في الثقة بالمحيطين به.
- كثرة الآراء السلبية للمحيطين به.
- البحث عن معاني خفية في المحادثات للتشكك في نية الأشخاص.
- يؤرى دائما على أنه شخص بارد، غيور، كثير التشكك وخطير.
- يرى أن الأصدقاء والمحيطين به غير جديرين بالثقة.
موضوعات ذات صلة:
هل يؤدي اضطراب الشخصية الحدية إلى خطر الإدمان
اضطراب الفيتشية والهوس الجنسي بالأقدام
الشخصية الشكاكة وكيفية التعامل معها
في ضوء الحديث عن الشخصية الشكاكة وكيفية التعامل معها من الضروري الإشارة إلى أن وجود شخص يعاني من اضطراب الشخصية الزوراني يجعل التواصل معه أمر صعب خاصة مع عدم تلقي العلاج من قبل جهات مختصة في تقديم العلاج النفسي والعلاج النفسي السلوكي، لذا فإن التعرف على الشخصية الشكاكة وكيفية التعامل معها يقلل من المشكلات التي تحدث، وضمن أفضل طرق التعامل مع من يعاني من اضطراب الشخصية الزوراني الآتي:
- الحرص على التعامل بصراحة ووضوح، حيث أن الشخصية الشكاكة لا تثق لأحد لذا من الضروري أن تحرص أن تكون كل أقوالك وأفعالك صادقة وصريحة.
- التعامل باحترام وعدم التقليل من مشاعر الشك أو إهانتها، فقد تكون هذه المشاعر ناجمة عن عقدة في الماضي، من الأفضل التعامل معها بحذر ومساعدتها على التخلص من الشك.
- التعامل بحذر، خاصة وأن الشخصية الشكاكة قد تسقط عليك الاتهامات من أجل أن تبرر شكها، ومن الأفضل في هذه الحالة مساعدتها بالأدلة والبراهين لإثبات العكس دون مشاكل.
- تجنب المجادلة واتباع أسلوب الحوار الهادئ.
- يشعر الشخص الشكاك أن الجميع يكرهونه ويريدون أذيته، لذا يجب أن توفر له الأمان العاطفي لمساعدته على الثقة في نفسه والتخلص من شكوكه.
- التخلص من أوقات الفراغ وملأها بما هو مفيد، وذلك لكي يفكر في أمور مفيدة بدلا من تفسير المواقف والمحادثات بطريقة خاطئة.
- يفرغ الشك الشكاك غضبه في المحيطين به، لذا فإن وضع حدود واضحة له تجعله يعي مقدار الأذى الذي يسببه للأخرين مما يساعد على طلبه للعلاج والتخلص من شكوكه.
- تشجيعه على ممارسة التمارين الرياضية والتي تقلل من مشاعر التوتر، الاكتئاب والقلق من خلال زيادة إفراز الأندورفين، كما أن انشغاله بالرياضية يقلل من انشغاله بالأوهام والشكوك الغير مبرره.
- تعزيز الشعور بالاسترخاء والاعتناء بالنفس من الأمور التي تساعد على التغلب على الأفكار السلبية التي تولد الشكوك.
علاج اضطراب الشخصية الشكاكة
مشاعر الشك والترقب مشاعر طبيعية لا تجعلنا نطلق أحكام بوجود مرض ما، ولكن زيادة مشاعر الشك وظهور سمات الشخصية الشكاكة تحتم على الشخص تلقي العلاج النفسي للتخلص من هذا الاضطراب، ويقدم مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان علاج الشخصية الشكاكة وكيفية التعامل معها، وضمن آليات العلاج المتبع الآتي:
العلاج النفسي
العلاج النفسي هو أكثر طريقة متبعة في علاج اضطرابات الشخصية مثل اضطراب الشخصية الشكاكة، حيث يساعد في تطوير بعض المهارات الحياتية مثل مهارات التأقلم، احترام الذات التواصل وغيرها من المهارات الأخرى.
ويعتبر العلاج المعرفي السلوكي هو السبيل لعلاج اضطراب الشخصية الشكاكة، حيث يساعد على تعديل السلوكيات التي لا تتكيف مع البيئة وتعديل أنماط التفكير المشوهة.
العلاج الدوائي
لا يستخدم العلاج الدوائي خلال علاج اضطرابات الشخصية، ولكنه قد يكون فعال خلال علاج اضطراب الشخصية الشكاكة في حالة وجود اكتئاب أو أي أعراض نفسية أخرى، لذا يصف الطبيب أدوية مضادة للاكتئاب، مضادات الذهان والأدوية المضادة للقلق والتوتر، ولا يجب الاعتماد على هذه الأدوية وحدها لعلاج اضطراب الشخصية بل يجب أن يكون بالتزامن مع العلاج النفسي.
نصائح للتخلص من الشك
زيادة مشاعر الشك عن الحد الطبيعي يتسبب في العديد من المشكلات الاجتماعية إلى جانب مشاكل في العلاقات، لذا إليك بعض النصائح التي تساعد على التخلص من الشك والتي من ضمنها الآتي:
- معرفة السبب الحقيقي وراء الشكوك التي تراودك دون تخيلات وأسباب غير منطقية.
- تعلم الثقة بالنفس والتي تساعد على قدرة الثقة بالآخرين.
- التحري والسؤال عن مدى صحة الشكوك التي تراودك والتخلص منها إذا ما كنت غير حقيقية.
- عدم الحكم على الأخيرين دون التأكد من صحة الحديث.
- تجنب مخالطة الأشخاص السلبيين.
- الحرص على ممارسة التمارين الرياضية وهواياتك المفضلة.
- استشارة طبيب مختص في حالة استمرار الشك بصورة غير طبيعية من أجل تلقى العلاج المناسب، وبهذا نكون قد تعرفنا على الشخصية الشكاكة وكيفية التعامل معها.