يعد الصرع النفسي صورة من صور مرض الهستيريا التحولية، وهذا الاضطراب يصيب النساء بنسبة أكثر من الرجال، وكثيرًا ما تبدأ الإصابة به في مرحلة الطفولة، كما أنه يمكن أن يتم تشخيص الإصابة به في مراحل العمر المختلفة لكن بنسبة أقل، وتزيد نسبة الإصابة بهذا المرض لدى المصابين ببعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل القلق، الاكتئاب والفصام، وينتج عن هذا الاضطراب النفسي العديد من الأعراض التي يتم التمكن من الوصول إلى حالة من السيطرة عليها عن طريق معرفة الأسباب التي نتجت عنها، لذلك نذكر لكم في هذا المقال المقدم من مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان معلومات عن الصرع النفسي الأعراض الأسباب والعلاج.
الصرع النفسي الأعراض والأسباب والعلاج
ينتج الصرع عند المصابين به بسبب زيادة إفراز خلايا المخ للكهرباء بشكل مفرد، مما يؤدي إلى حدوث خلل في وظائف المخ يتبعها نوبة من الأحاسيس والسلوكيات المزعجة والغير اعتيادية، تصل في بعض الأحيان بالمصاب إلى فقدان الوعي.
يصف الأطباء نوبات الصرع النفسي بأنها نوبات كاذبة مشابهة لنوبات الصرع الحقيقي، تنتج عن الضغوطات النفسية المتواصلة التي يتعرض لها الشخص، حيث نوبات الصرع النفسي لا تنتج من إفراز الكهرباء في خلايا المخ بشكل مفرط وهذا على عكس الصرع.
ونظرًا لاختلاف سبب الإصابة بين الصرع والصرع النفسي فإن طريقة العلاج تختلف بينهما، لكن الأعراض التي تنتج عن كلا النوعين تتشابه، لذلك قد يحدث بعد المشاكل أو الصعوبات في تشخيص الإصابة بالصرع النفسي.
وتذكر الاحصائيات والأبحاث الطبية أن نوبات الصرع النفسي تنتشر الإصابة بها في جميع الفئات العمرية، لكن فئة الشباب هي الفئة الأكثر إصابة وهذا نتيجة لتعرضهم بشكل كبير إلى الضغوطات والمشاكل النفسية في هذا العمر.
أعراض الصرع النفسي
تتشابه الأعراض التي تنشأ عن الصرع النفسي مع الأعراض التي تنشأ عن الصرع الحقيقي بشكل كبير، إلى أنه قد لا يعاني المصاب بالصرع النفسي من جميع الأعراض التي سوف نذكرها في هذه الفقرة، حيث أنه قد يقتصر ظهور الأعراض على إصابته الإغماء المفاجئ، وتتمثل تلك الأعراض في الآتي:
- التعرض لنوبات من التشنجات تستمر لأكثر من عشرة دقائق.
- خلل في وعي المصاب عند تعرض لنوبات الصرع النفسي.
- يغلق المصاب عينيه أثناء نوبات الصرع النفسي.
- حدوث خلل في القدرة على التحكم في حركات الجسم أثناء التعرض للنوبات.
- يتعرض المصاب بالصرع النفسي لفقدان الذاكرة مؤقتًا عند تعرضه للنوبات.
- الإصابة بالصداع الشديد بعد توقف نوبة الصرع النفسي.
- فقدان القدرة على التحدث والتواصل مع الآخرين بعد التعرض للنوبة.
- حدوث حركات متتالية وسريعة للرأس على كلا الجانبين.
- الإصابة بالتنميل في جميع الجسم.
- الصراخ أثناء النوبات.
- الضحك أو البكاء أثناء النوبات.
- عدم التحكم في المثانة أثناء النوبات وبعدها.
- حدوث تشنجات وحركات عشوائية للأطراف.
- الإصابة بحالة من ضيق الصدر لدى الأطفال.
- شعور الطفل بأن رأسه خفيفة.
موضوعات ذات صلة:
أسباب الإصابة بالصرع النفسي
يصاب بنوبات الصرع النفسية كلا الجنسين، لكن تنتشر الإصابة بها بشكل أكبر لدى النساء، وقام الباحثين بحصر عدة عوامل وأسباب تزيد من فرصة الإصابة بهذه النوبات، والتي كان من ضمنها الآتي:
- وجود المصاب في أسرة تكثر بها الصراعات.
- تاريخ من تعاطي المخدرات لدى المصاب.
- تعرض المصاب للاعتداءات الجسدية والنفسية.
- تعرض المصاب بشكل مستمر للضغوطات.
- تاريخ من الإصابة ببعض الاضطرابات والمشاكل السلوكية مثل الانسحاب والغضب والعدوانية.
- تاريخ من الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والفصام واضطراب القلق واضطراب ما بعد الصدمة.
- من يعانون من خلل في الانتباه.
- من يعانون من فرط في الحركة.
تشخيص الإصابة بالصرع النفسي
يسعى الأطباء بشكل كبير إلى التعرف على الأعراض التي يعاني منها المصاب، والتعرف على ما إن كانت ناتجة عن الصرع الحقيقي أم الصرع النفسي، ويتم ذلك من خلال إتباع بعض الطرق التالية:
1_ التعرف على التاريخ الطبي للمصاب
يسأل الطبيب المريض وعائلته عن جميع التفاصيل التي تخص نوبات الصرع، ومنها التعرف على الأعراض التي تظهر على المصاب وتلاحظها الأسرة والأعراض التي يشعر بها المصاب نفسه قبل وبعد وأثناء النوبات، ويسأل الطبيب عن الأماكن التي يكثر فيها التعرض لهذه النوبات.
ويقوم بعض الأطباء بعرض طلب من أسرة المصاب وهو أنهم يقوموا بتصوير المصاب حين تعرضه للنوبة، وهذا للحصول على تفاصيل أكثر دقة مما يساعد في مرحلة التشخيص، ويجعل التشخيص صحيح وهو ما يزيد من فاعلية العلاج الذي سيباشر الطبيب تطبيقه على المصاب.
2_ مخطط كهربية الدماغ
يعد اختبار مخطط كهربية الدماغ من أفضل الأساليب التشخيصية التي يتبعها الأطباء، وهذا لدقتها المتناهية وعدم تعرض المصاب للألم عند إجرائها عليه، ويتم هذا الاختبار من خلال وضع الكثير من الأقطاب الكهربائية على رأس المصاب، ويتم توصيل هذه الأقطاب بجهاز الكمبيوتر، ويتم ملاحظة الإشارات الكهربية.
ويتم في هذا الاختبار تسجيل النشاط الكهربي في خلايا المخ لدى المصاب أثناء النوبات أو بعدها، وهذا للتعرف على ما إن كانت هذه النوبات نوبات صرع حقيقي أم نفسي، لأنه في حال أنه وجد خلل في كهربائية الدماغ فإن ذلك يدل على أن المصاب يعاني من نوبات الصرع الحقيقي.
وفي حال اكتشاف أن الصرع نفسي يتم تحويل المصاب إلى أخصائي علاج نفسي، وهذا للتعرف على الأسباب والضغوطات والمشاكل النفسية التي أدت إلى الإصابة بهذه النوبات المؤلمة.
كيفية علاج الصرع النفسي
يتم عرض المصاب على الطبيب أو الأخصائي النفسي في حال كونه مصاب بنوبات صرع نفسي، ويعمل الطبيب على علاج تلك النوبات من خلال العمل على التعرف على الأسباب التي أدت إلى الإصابة بها والعمل على حلها.
ولا يتم استخدام الأدوية المضادة لنوبات الصرع في علاج الصرع النفسي، حيث أنها لا تفيد بشيء حتى أنها قد تؤدي إلى بعض المشاكل الأخرى، لكن يتم استخدام بعض الأدوية التي تعمل على علاج المشاكل النفسية التي يعاني منها المصاب، مثل استخدام المهدئات، ويتم أتباع بعض الطرق العلاجية الأخرى التي تتمثل في الآتي:
- ممارسة التمارين التي تساعد على الشعور بالاسترخاء والابتعاد عن الأفكار السلبية التي تؤدي إلى تفاقم المشاكل النفسية مما يؤدي إلى الإصابة بتلك النوبات وزيادة حدتها، ومن هذه التمارين اليوغا والتمارين الرياضية (مثل المشي) و التأمل والنظر إلى السماء وجميع الأنشطة التي تمنح المصاب الراحة والصفاء الذهني.
- يتم التواصل مع الأسرة، وهذا للتعرف على العوامل والأشياء والأماكن التي تحفز من حدوث النوبات، للعمل على تجنب هذه المواقف والعوامل، ومساعدة الأسرة مواجهتها بطرق صحية.
- علاج المشاكل النفسية والضغوطات التي يعاني منها المصاب مثل الفصام والاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، وجميع المشاكل النفسية التي تؤدي إلى حدوث هذه النوبات.
نصائح وإرشادات
هناك بعض الإرشادات والنصائح التي يقدمها الأطباء حول كيفية التعامل بطريقة صحيحة أثناء تعرض أحد أفراد الأسرة لنوبات الصرع النفسي، لمنع إصابة الأسرة بضرر أو المصاب نفسه، تتمثل هذه الإرشادات والنصائح في الآتي:
- إبعاد الجميع من حول المصاب بالصرع، وهذا لمساعدته على التنفس.
- أعمل على جعل المصاب بالنوبات في وضعية مريحة أن استطعت.
- إزالة أي شيء من الأشياء التي تمنع عملية التنفس بشكل جيد من على المصاب.
- لا تمنع التشنجات التي يتعرض لها المصاب أثناء النوبة عن طريق التقييد.
- مساعدة المصاب على استعادة وعيه عن طريق التحدث إليه بهدوء.
- عدم إحداث جلبة أو صياحات في البيئة التي تحيط بالمصاب أثناء تعرضه للنوبات، بل لا بد من توفير جو هادئ له.