صدمات الكهرباء علاج أم تعذيب! اليوم سنسلط الضوء على علاج الفصام بالصدمة الكهربية، وعند ذكر العلاج بالصدمات الكهربائية يتطرق إلى ذهن مشاهد التعذيب في المصحات، والمستشفيات العلاجية بالأفلام والمسلسلات التي زرعت فطرة خاطئة عن العلاج النفسي بالكهرباء، فهذه الطريقة العلاجية واحدة من أفضل طرق العلاج الفعال تحديدًا مع الحالات المستعصية، ويطبق هذا العلاج مع مرضى الاضطرابات النفسية الخطيرة كالفصام والذهان وغيرها، ولإزالة الفكر الخاطئ عن العلاج بالكهرباء ومعرفة فوائد هذا العلاج تابع معنا.
سبب علاج الفصام بالصدمة الكهربية
الفصام من الاضطرابات النفسية الخطيرة التي تحتاج إلى علاج متخصص، وفي الأغلب الطبيب النفسي يبدأ بالعلاج النفسي والدواء للتحكم في أعراض الفصام ومنعها من التفاقم، ولكن في بعض الأحيان تلك العلاجات لا تجدي نفعُا، فلا تنجح الأدوية في السيطرة على الأعراض الجانبية للفصام بشكل كاف، وفي تلك الحالة يلجأ الطبيب إلى العلاج بالصدمات الكهربائية.
لا أقصد هنا التعذيب بالكهرباء ما يتوارد على ذهنك عند سماع العلاج بالكهرباء، هذه الطريقة العلاجية من أنجح الطرق لعلاج مرضى الاضطرابات النفسية الخطيرة، وفكرة العلاج قائمة على تحفيز أو تخفيف نشاط المخ من خلال النبضات الكهربائية التي ترسل إلى المخ عبر الأقطاب الكهربائية التي توصل بجسم المريض.
ونبضات الكهرباء التي تستخدم في العلاج النفسي تأتي من مجالات مغناطيسية يتم تطبيقها على رأس المريض، لذا العلاج بالصدمات الكهربائية هو الأكثر شهرة بين مرضى الاضطرابات النفسية الخطيرة، ويوصي بهذه الطريقة العلاجية مرضى الفصام الذين يعانون من الهلوسة والضلالات والأوهام.
أقرأ أيضًا عن: أعراض الفصام العقلي
علاج الاضطراب الذهاني بالصدمات الكهربائية
العلاج بالصدمات الكهربائية في الدول الأوروبية شائع للغاية، ذلك لعدم انتشار الفكر الخاطئ عن العلاج بالكهرباء كما في بلادنا العربية، ونتائج الأبحاث العلمية توصي بفعالية علاج الفصام بالصدمة الكهربية، حيث تكون نتائج التعافي والشفاء أفضل بكثير من العلاج بالأدوية، وعلاوة على ذلك، يظهر تأثير الصدمة الكهربية خلال أسبوع واحد فقط خاصة مع كبار السن من مرضى الفصام.
بالإضافة إلى ذلك علاج الفصام بالصدمة الكهربية يقلل من فرص حدوث الانتكاسة، وإحدى الدراسات أشارت إلى أن 77% من مصابي الفصام يستجيبون بشكل إيجابي إلى جلسات العلاج بالكهرباء، وذلك على عكس العلاج النفسي والدوائي الذي يفشل في تحقيق نتيجة مرضية مع الكثير من مرضى الفصام.
آلية علاج الفصام بالصدمة الكهربية
علاج الفصام بالصدمة الكهربية يطبق تحت إشراف نخبة من الأطباء والمتخصصين، أولًا يتم تجهيز المريض بإعطاه مخدر ومرخي للعضلات كي لا يشعر بالألم، ثم يتم وضع عدد من الأقطاب الكهربائية على أماكن محددة من الرأس، وعدها يتم تمرير تيار من النبضات الكهربائية من مجال مغناطيسي لمدة دقيقة تقريبًا، ذلك ما يعمل على إحداث نوبة دماغية لا يشعر بها المريض بفضل التخدير، وبعد الاستيقاظ من التخدير بعد عدة دقائق من انتهاء الجلسة لا يشعر المريض بأي ألم.
الآثار الجانبية للعلاج بالصدمات الكهربائية
جلسات علاج الفصام بالصدمة الكهربية من المحتمل أن تؤثر على اليقظة العقلية بشكل طفيف للغاية وعلى مدى قصير، ومن ضمن الأعراض الجانبية التي قد تظهر على المريض التالي:
الارتباك لعدة دقائق أو بضعة ساعات بعد تلقي العلاج.
- الغثيان والقيء.
- اضطراب المعدة.
- الصداع.
- آلام العضلات.
- آلام الفك.
- فقدان الذاكرة المؤقت.
موضوعات ذات صلة: بين الحشيش والفصام
التحفيز المغناطيسي لمريض الفصام
علاج الفصام بالصدمة الكهربية يتضمن آلية التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، والذي أثبت فاعلية في علاج أعراض الفصام كالهلوسة والأوهام من خلال الدراسات والأبحاث على مدار الـ 15 عامًا، حيث يتم تثبت ملف كهرومغناطيسي على جبهة لمريض بالقرب من المنطقة الدماغية التي تشارك في تنظيم الحالة المزاجية، ثم يبدأ إرسال نبضات كهرومغناطيسية قصيرة من الملف إلى الدماغ، والتي تعمل على تحفيز الخلايا العصبية في ذلك الجزء من الدماغ
وغالبًا تستمر جلسة التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة لمدة 30 إلى 60 دقيقة، ويفضل الأطباء التحفيز المغناطيسي لأنه يركز على منطقة محددة من الدماغ للسيطرة على الأعراض الجانبية للفصام.
كما أن علاج الفصام بالصدمة الكهربية قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية، أيضًا التحفيز المغناطيسي قد يؤدي إلى بعض الأضرار الجانبية كما يلي:
- صداع الرأس من خفيف إلى متوسط .
- عدم ارتياح في فروة الرأس.
- الدوار والدوخة.
- شد أو وخز في عضلات فروة الرأس أو الفك أو الوجه أثناء العلاج.
- مشاكل في الأذن ناجمة عن أصوات الجهاز لذا تستخدم سدادات الأذن.
كم جلسة كهرباء يحتاج مريض الفصام
أحدث برامج علاج الفصام هو العلاج بالصدمات الكهربائية التي يلجأ لها الطبيب النفسي في بعض الحالات، وغالبًا ما يكون السبب الأساسي للذهاب إلى هذا الحل العلاجي هو تفاقم الأعراض الجانبية كالهلوسة والأوهام والضلالات التي فشلت الأدوية في السيطرة عليها، وبالفعل هذا العلاج أثبت قدرة هائلة على تقليل أعراض الفصام الإيجابية والنفسية.
علاج الفصام بالصدمة الكهربية لدقته يطبق تحت إشراف فريق طبي متخصص وعلى مستوى من الخبرة العملية والكفاءة العلمية، ومريض الفصام في أغلب الحالات يحتاج إلى 2 أو 3 جلسات خلال الأسبوع الواحد، بينما تحتاج بعض الحالات إلى جلسة واحدة أسبوعيًا، ويتغير عدد الجلسات التي يحتاج لها المريض وفق الاستجابة للعلاج.
الفريق الطبي لمركز ينفذ هذا النوع من العلاج على مرضى الفصام باحترافية ودقة علاجية، كما أن نوع جلسات الكهرباء التي يحتاج لها مريض الفصام تحدد بعد إجراء كافة الإجراءات، والخطوات التشخيصية التي توضح لنا طبيعة الأعراض الجانبية التي يمر بها المريض، وبناء عليه يحدد كيفية إجراء جلسات العلاج بالكهرباء.
بالإضافة إلى ذلك يتم اتباع بروتوكول العلاج الدوائي في ظل الخضوع لجلسات العلاج بالكهرباء، وبهذه الطريقة يتأكد الطبيب النفسي من وصول المريض إلى مرحلة التعافي في أسرع وقت ممكن، فلا تشعر بالقلق نحن نحرص على تقديم أفضل الخيارات العلاجية لمريض الفصام، يمكنك الآن التواصل معنا لبداية رحلة العلاج من الاضطراب الذهاني.
حالات الفصام التي تستدعي استخدام جلسات الكهرباء
علاج الفصام بالصدمة الكهربية إحدى الأجراء العلاجية الهامة التي يلجأ لها الطبيب النفسي، ويفضل هذا العلاج لكثير من الحالات ولكن ليس جميعها، حيث أكد الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسى بالأكاديمية الطبية أن علاج مرضى الفصام بجلسات الكهرباء يتوقف على رؤية المتخصص للحالة الصحية للمريض، وأن العلاجات الأخرى لا يمكنها أن تجدي نفعًا بالحد من تفاقم الأعراض الجانبية.
وفق تصريح الدكتور جمال فرويز علاج الفصام بالصدمة الكهربية يطبق مع الحالات التي وصلت إلى ذروة الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام، وتطور حاد بالانفعالات الشديدة التي تشكل خطر على المريض نفسه ومن حوله من أفراد العائلة والأصدقاء، كذلك في حالات الانفعال السلبي حيث لا يتحرك ولا يرد ولا يستجيب ولا يمارس أي نشاط حركي أو انفعالي، وهي الحالة التي يظهر خلالها مريض الفصام كأنه ميت حي.
وأضاف الدكتور فرويز في تصريحه أن علاج الفصام بالصدمة الكهربية أمر ضروري للغاية في الحالات التي وصلت إلى حد الخطر على نفسه وعلى من حولها، وأصبحت مؤذية وتعاني من الهياج الشديد والمخيف لمن حولهم، وهم مرضى النوع الكتاتونى الشديد من اضطراب الفصام.
