سرعة تلقي علاج إدمان القات تساعدك على منع الأضرار الجانبية لهذا المخدر من التفاقم بشكل خطير، ولكن عند الحديث عن القات يظن البعض أنها مجرد عشبة تساعد على تحسين المزاج، وللأسف في مجتمعاتنا العربية يوجد الكثير من مدمني القات ولا يظنون أنهم بحاجة للعلاج، ولهذا السبب يصابون بأمراض جسدية خطيرة كالسرطانات والالتهابات والأمراض المزمنة، فضلًا عن الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق والتوتر المفرط وغيرها، لذلك اليوم سنتحدث عن كيفية علاج إدمان القات.
ما هو مخدر القات؟
قبل الحديث عن علاج إدمان القات سنتحدث عن هذا المخدر الذي يجهل الكثير من الأشخاص ماهيته، وهو نبات طبيعي يستخدم كمخدر في بعض البلدان مثل اليمن وجزء من شرق أفريقيا، ويأتي من نبتة خضراء تعرف باسم (كاثا ادوليس) التي تحتوي على مواد قلوية تعمل كمنشط للمتعاطي، ويتميز نبات القات الطازج باللون الأخضر أو بني مخضر، بينما يكون باللون بني مصفر عندما يكون عندما يكون جاف.
كما أن القات من المخدرات التي تحتوي على عدد من المواد الكيميائية الضارة، ومن أهمها مادة الكاثينون التي تعرف بأنها مادة منبهة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، ذلك ما يساعد على زيادة النشاط والطاقة، ويتم مضغ أوراق القات من أجل تحسين الحالة المزاجية، ويترك على ذلك العديد من الأضرار الجانبية كفقدان الشهية والأرق المزمن وغيرها.
القات هو الماريجوانا
في البلدان العربية يخلط الكثير من الأشخاص بين مخدر القات والماريجوانا، والحقيقة أنهما مخدران مختلفان تمامًا عن بعضهم البعض، حيث يتم تناول القات بطرق مختلفة كالمضغ والتدخين والشم أو إضافته كتوابل على الطعام وغيرها، بينما الماريجوانا من المخدرات التي يتم تعاطيها عن طريق التدخين فقط، كما أن العديد من الأشخاص يظنون أن الماريجوانا مخدر ولكن القات ليس إلا نبات طبيعي لتحسين المزاج، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا ذلك ما سنتحدث عنه بعد قليل.
هل القات إدمان؟
القات مخدر طبيعي يؤدي إلى الإدمان حيث أدرجته منظمة الصحة العالمية ضمن قائمة المخدرات الممنوعة من التداول، حيث يعمل القات على خلق حالة من التعود الذهني والجسدي، ذلك بسبب احتوائه على مادة مخدرة تعمل على تخدير الجهاز العصبي المركزي، ذلك ما يعمل على زيادة إفراز هرمون الدوبامين وتراكمه على خلايا المخ ليصل المتعاطي إلى الإدمان، ومخدر القات من المخدرات القوية التي يظهر تأثيرها على الإنسان خلال ساعة من تناوله، ومن المتوقع أن يستمر المفعول لمدة يوم كاملًا.
موضوعات ذات صلة: تجربتي مع أعراض انسحاب المخدرات
علاج إدمان القات
مشكلة إدمان القات شائعة للغاية في العديد من البلدان العربية، وخاصة اليمن التي تسمح بزراعته وبيعه على أنها أوراق طبيعية لتحسين المزاج فقط، ولكنه مخدر يخلف ورائه الكثير من الأضرار النفسية والجسدية والسلوكية التي تتطلب العلاج بمساعدة الطبيب.
لذا علاج إدمان القات يحتاج إلى دقة وخبرة علاجية تساهم في تعافي المدمن نهائيًا من التعود الذهني والجسدية، وفي مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي نحرص على وضع برنامج علاج يتطابق مع احتياجات كل مريض، وبالتالي برامج العلاج من الإدمان تكون أكثر تخصصًا.
الفريق الطبي للمركز تحت إشراف الدكتورة منى إبراهيم اليتامي يقدم أفضل آليات العلاج من الإدمان، لذلك علاج إدمان القات يسير وفق الخطوات التالية:
أولًا: مرحلة التشخيص والتقييم الشامل
كيفية علاج إدمان القات؟ يبدأ الطبيب المعالج في المركز بإجراء مجموعة من التحاليل والفحوصات، والأشعة التي تظهر الطورة الكاملة عن الوضع الصحي للمريض والاحتياجات الجسدية والنفسية التي يحتاج لها، وبهذا الشكل يتم اختيار أفضل بروتوكول علاجي يمكنه أنه يحقق نتائج التعافي والشفاء التي يأمل بها المريض وأسرته، ومن ضمن الإجراءات الطبية التي يتم تطبيقها في هذا الوقت التالي:
- معرفة التاريخ المرضي وبداية تعاطي الكوكايين.
- فحوصات الكلى والكبد.
- اختبارات الدم والبول.
- إجراء الفحص السريري.
- عمل أشعة تليفزيونية.
كما أن مرحلة التقييم تتضمن التشخيص المزدوج المسؤول عن كشف الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان، وهذا الأمر شائع في حالات الإدمان على مخدر القات، وبإجراء التقديرات النفسية والسلوكية يحدد الطبيب إذا كان المريض بحاجة إلى علاج الاضطرابات النفسية ام لا، وما هي أنسب برامج العلاج التي يمكن تطبيقها مع المريض، وبهذا الشكل يحدد الطبيب المعالج نوع البروتوكول العلاجي الملائم لمدمن القات.
ثانيًا: العلاج الدوائي للتعامل مع أعراض الانسحاب
نتائج التقييم الشامل والتشخيص المزدوج تحدد أفضل برنامج لعلاج إدمان القات، وبعدها يبدأ الطبيب في مرحلة العلاج الدوائي لإدارة الأعراض الانسحابية، حيث يتوقف المدمن عن تعاطي القات نهائيًا، وتظهر أعراض انسحاب هذا المخدر من الجسم سواء الجسدية والنفسية، وتشمل هذه المرحلة وصف الأدوية والعقاقير التي تقلل من حدة أعراض الانسحاب.
تعد من أصعب مراحل علاج إدمان القات إلا أن فريقنا الطبي بالمركز يحرص على إدارة الأعراض الانسحابية لتقليل الألم، والأدوية التي توصف في هذه المرحلة تكون بجرعات محددة لفترات زمنية قصيرة لتجنب أي أضرار محتملة، وخلال هذه المرحلة يتم وضع المريض تحت الملاحظة على مدار الـ 24 ساعة.
ويأتي دور طاقم التمريض المدرب على أعلى مستوى لمتابعة المؤشرات الحيوية للمريض على مدار الساعة، ويتم اتخاذ الإجراء الطبي اللازم في حال حدوث أي مضاعفات جسدية، وبالتالي التأكد من سلامة المريض على عكس تجربة العلاج في المنزل التي تعرض حياة المريض إلى الخطر بسبب تطور الأعراض الانسحابية.
الأدوية يتم وصفها من قبل الفريق الطبي المختص بعد خضوع المريض إلى الفحص والتشخيص الدقيق، فلا يتم وصف أدوية من خلال الموقع الإلكتروني لأن أدوية علاج المدمن يتم وصفها بجرعات، وكميات محددة تختلف من مريض إلى آخر وفق وضعه الصحي على أن يتم ذلك تحت إشراف الطبي لحين الانتهاء من مرحلة العلاج الدوائي، وتذكر أن الأدوية المستخدمة قد يكون لها بعض الآثار الجانبية لذا يتوجب الحذر والمتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج طوال هذه المرحلة من علاج المدمن.
ثالثًا: مرحلة العلاج النفسي
العلاج النفسي من أهم الخطوات العلاجية لمدمني القات لتأثيرها على الهرمونات، والمواد الدماغية المسؤولة عن حالة المزاج والنشاط والطاقة، وبالتالي يكون سببًا في إصابة المدمن ببعض الأضرار النفسية كالاكتئاب والقلق المفرط وتقلبات المزاج والأفكار الانتحارية وغيرها.
الطبيب النفسي يعمل على تحديد الأسباب وراء الإدمان بما يعزز من تحقيق الشفاء الكامل، والتخلص من السلوكيات السلبية واستبدالها بإيجابية، وعلاوة على ذلك، تعلم بعض المهارات النفسية لمواجهة ضغوطات الحياة التي تؤثر على الحالة المزاجية والنفسية للمريض.
وتجاهل هذه المرحلة من علاج إدمان القات تعني العودة سريعًا إلى تعاطي هذا المخدر وحدوث الانتكاسة، لذا يعد العلاج النفسي هو درع الحماية من الانتكاسة بعد الخروج من المركز العلاجي، وخلال هذه المرحلة من العلاج يستخدم الأطباء أفضل برامج العلاج النفسي كما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي.
- جلسات العلاج بالكلام.
- جلسات العلاج الجماعي.
- المقابلات التحفيزية.
- برنامج الـ12 خطوة.
4_ مرحلة الرعاية اللاحقة
علاج إدمان القات في مركز CHOOSE التابع للدكتورة منى إبراهيم اليتامي يوفر خدمة المتابعة اللاحقة، وهي المرحلة التي تأتي بعد خروج المتعافي من المركز، والهدف منها استدامة التعافي من الإدمان في ظل العودة إلى البيئة الخارجية، التي تضمن كافة العوامل والمثيرات الخارجية ورؤية الأصدقاء القدامى وغيرها من العوامل التي تشعرك بالرغبة في العودة إلى التعاطي.
ومن خلال خدمة المتابعة بالعيادة الخارجية يستطيع المتعافي التصدي للمحفزات الخارجية التي تشجع على العودة للإدمان، وتعلم كيفية التعامل مع المشكلات والضغوطات اليومية دون التفكير في العودة إلى تعاطي القات مرة أخرى.
مخاطر علاج إدمان القات في البيت بدون مساعدة طبيب
أوضحنا كافة التفاصيل عن خطة علاج إدمان القات بشكل احترافي داخل المصح العلاجي لضمان التعافي نهائيَا من أضرار الإدمان، وبطبيعة الحال في مجتمعاتنا العربية علاج الإدمان بمثابة وصمة العار التي تلاحق المدمن وأفراد عائلته، لذلك يفكر الكثير من مرضى إدمان القات الإقلاع عن المخدر في البيت بدون مساعدة من الطبيب، فهذا هو الخيار الأمثل بالنسبة للكثير من الأشخاص.
والحقيقة أن فكرة علاج المدمن في البيت بعيدًا عن المركز العلاجي فكرة سيئة، ومخاطرها متعددة على النحو التالي:
- مواجهة عنيفة مع أعراض الانسحاب الجسدية والنفسية التي تظهر مع توقف المدمن عن تعاطي القات، ومن أبرزها تسارع نبضات القلب مما يصل إلى النوبة القلبية، والسكتات الدماغية وصعوبة التنفس والرغبة في الانتحار بسبب الاكتئاب وتقلبات المزاج الحاد.
- غياب الكوادر الطبية المتخصصة التي يمكنها أن تقدم المساعدة التي يحتاج لها المدمن في رحلة العلاج، وخاصة في المراحل الأولى من العلاج.
- احتمالية الانتكاسة السريعة مما يدفع المدمن إلى تعاطي جرعة زائدة تؤدي إلى الموت المفاجئ.
لذا علاج إدمان القات في البيت ليس بالخيار الأصح لك، ولكن بسبب خوفك من المجتمع والعار الذي قد يلحق بك تواصل معنا في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي، حيث أن بروتوكولنا العلاجي يؤمن لك السرية والخصوصية التامة التي تضمن عدم معرفة أي شخص بيانات المرضى داخل المركز، فلا يطلع على هوية المرضى وتقاريرهم الطبية سواء الطبيب المعالج المسؤول عن حالته، فلا تردد الآن في التواصل معنا لمساعدتك على إنهاء رحلة الإدمان على القات.