ما هي أسباب الوسواس القهري
بالرغم من ان هناك طفرة قد حدثت في العقود الاخيرة في مجال علاج الوسواس القهري وارتفاع نسب الشفاء من الوسواس القهري الا ان العلماء لم يتوصول الي أسباب الوسواس القهري الي تلك اللحظة لكن مع هذا فان هناك مجموعة من الاسباب والعوامل التي تتسبب في حدوث الاضطراب منها عوامل وراثية وعوامل بيولوجية وعوامل نفسية واجتماعية .
أولاً العوامل الحيوية وتشمل ( النواقل العصبية – المناعة العصبية – الوراثة – دراسة تصويرية للمخ ) .
1-النواقل العصبية ( سيرتونين , النور أدرينالين ) وقد اوضحت الابحاث و الدراسات المختصة ان من أسباب الوسواس القهري وجود خلل في مادة السيرتونين الذي له دور كبير في ظهور اعراض الوسواس القهري وان من افضل ادوية علاج الوسواس القهري التي اثبتت فاعليتها في علاج الاضطراب تلك الادوية التي تعمل علي تنظيم نسبة السيروتونين وافرازات النواقل العصبية في الدماغ , بالاضافة الي ذلك النورادرينالين فقد اشارت الدراسات الي وجود تحسن جزئي في اعراض الوسواس القهري بعد اعطاء المرضي دواء يقلل من النورابينفرين .
2-المناعة العصبية فقد وجد ربط بنسبة كبيرة بين بعض انواع البكتريا وبين اضطراب الوسواس القهري , وهناك 30% من الاشخاص المصابين باحد انواع البكتيريا يدعي ” AB-hemolytic Streptococci ” قد أظهر المرضي اعراض للوسواس القهري .
3-الوراثة والجينات الوراثية وبالرغم من عدم تحديد الجين الوراثي المسؤل كعامل من عوامل و أسباب الوسواس القهري الا ان الدراسات تدعم بقوة القول بفرضية ان هناك تاثير كبير للعوامل الوراثية في نشوء الاضطراب الوسواسي القهري , وقد ابانت الدراسات الاسرية ان هناك ما يزيد عن 30% من الاقارب المصابين بالوسواس القهري من الدرجة الاولي مصابون بالاضطراب الوسواسي القهري لكن مع هذا لا يمكننا الجزم بان العوامل الوراثية هي المسبب للاضطراب الوسواس المرضي ام ان السبب هو أثر السلوكيات والبيئة المحيطة .
4- دراسة تصاوير المخ فقد ابانت الدرسات التي تمت علي المخ ومن خلال التصوير الطبقي بواسطة الانبعاث البوزيتروني في تدفق الدم والتمثيل الغذائي في الفص الجبهي والعقد القاعدية بالاضافة الي مناطق من الدماغ وفي حالة علاج الوسواس القهري بالادوية والعلاج المعرفي السلوكي ينعكس هذا بشكل كبير علي المريض وتتحسن الحالة بشكل ملحوظ .
ثانياً العوامل السلوكية :-
يري علماء النفس واضعي نظريات التعلمم ان الوساوس القهرية هي عبارة عن مثيرات شرطية وتكون الاثارة النتعادلة مصحوبة بالخوف والقلق من خلال عمليات استجابة شرطية مقترنة باحداث مسبببة للقلق وبهذا الشكل تصبح الافكار والتصورات التي كانت في الماضي عادية تصبح مثيرات وبقوة علي حدوث القلق والشعور بعدم الراحة ومن هنا كان ضرورة علاج الوسواس والخوف .
لكن الافعال القهرية فنشوء تلك الافعال بشكل مختلف ففي حالة اكتشاف الشخص المريض فعل ما يقلل لديه حالة القلق والاضطراب الناجم عن تلك الفكرة الوسواسية يكون لديه استراتيجية التجنب النشط في شكل افعال قهرية وسلوكيات معينة للتحكم في هذا القلق الناتج وبهذا يثبت لديه ويصير هذا اسلوب متعلم من الافعال القهرية .
ومن خلال نظرية التعلم التي تمدنا بالمبادئ الهامة في تفسير اضطراب الوسواس القهري فمن هذه المبادئ الهامة ان الافكار المثيرة للقلق لا يجب ان تكون مخيفة في حد ذاتها وكذلك بشان تكوين الافعال القهرية كجزء من السلوك .
ثالثاً دور العوامل النفسبة والعوامل الاجتماعية في الاصابة بالوسواس القهري
لم يثبت بشكل قطعي العلاقة بين اضطراب الوسواس القهري واضطراب الشخصية الوسواسية فمعظم مرضي الوساوس القهرية لم يعانو في بداية حياتهم اوقبل نشوء المرض من سمات الشخصية الوسواسية وهي ليس كافية لحدوث الاضطراب .
هناك فقط بنسبة تتراوح بين 15 – 30 % من نسبة المرضي بالوسواس القهري كانوا فعلا يعانون من الشخصية الوسواسية .
اما عن العوامل السيكوديناميكية فلا شك ان العلم بسيكوديناميكية المريض له دور كبير في فهم مشاكل الالتزام بالعلاج , فهناك العديد من مرضي الوسواس القهري يرفضون العلاج بالرغم من ان اعراض الوسواس القهري ناتجة عن تغييرات بيولوجية لكن لا يمكننا اغفال العوامل السيكوديناميكية المصاحبة للمرض من استمرار الاعراض عنده وجذب اهتمام من حوله .
وقد اظهرت الدراسات ان اقارب المريض الذين لديهم طقوس الشخص المريض يسببون تغييرات في روتين الحياة اليومية لديهم , ويبذل افراد الاسرة اقصي جهد لتقليل القلق وكيفية تعبيره عن هذا الغضب , ويساعد هذا التفكير في التعرف علي العوامل التي تساهم في بداية الاعراض او زيادتها .
لكن لنتطرق لجزئية هامة وهي لماذا الربط بين الشخصية الوسواسية ومريض الوسواس القهري
هناك لبس حاصل بين اضطراب الشخصية الوسواسية واضطراب الوسواس القهري لدي العديد من الاشخاص فهناك العديد من يعتبر ان كلاهما واحد , لكن في الحقيقة هذا اضطراب وهذا اضطراب اخر اذ ان الاشخاص المرضي باضطراب الشخصية الوسواسية لا يكررون الافعال بصوؤة قهرية , مثل غسل الايدي بصورة متكرر دون الحاجة لذلك وهذا بخلاف مريض الوسواس القهري , واهم ما يميز مرضي اضطراب الشخصية الوسواسية هو النزعة الي الكمال مع شعورهم بالقلق وحالة من التوتر ان لم يتم اداء الامور علي اكمل وجه من وجهة نظرهم التي تتطلب المثالية .
في الواقع اصحاب الشخصية الوسواسية يكونو اكثر عرضة للاصابة بالاضطراب الوسواسي القهري , لكن مع هذا يختلف اضطراب الشخصية الوسواسية عن اضطراب الوسواس القهري , فالشخص المصاب بالشخصية الوسواسية يكون لديه اضطرابا في السمات بينما اضطراب الوسواس القهري هو اضطراب في الاغراض , لكن مع هذا علاج الوسواس القهري وعلاج الشخصية الوسواسية ليس امراً هيناً .
اعراض الوسواس القهري
وحتي يتضح الامر اكثر لنتحدث عن ابرز امثلة الوسواس القهري وهي من اعراض الاصابة الوسواس القهري في الصورة الوسواسية فالوسواس القهري مرتبط بفكرتين اساسيتين وكلاهما مرتبط بالاخر وهي الافكار الوسواسية والافعال القهرية ومن ابرز الامثلة علي الافعال والافكار:-
- الخوف من الجراثيم والبكتريا .
- الخوف من ان تفقد اشياء يحتاج اليها لاحقاً .
- الايمان بالخرافات .
- الخوف من ايذاء النفس او التسبب بالاذي للاخرين .
- التفكير في الامور المحرمة والغير مقبولة اجتماعياً .
- الحاجة الملحة لترتيب وتنسيق الاشياء .
- القلق حول احكام غلق الابواب والتوافذ .
- الوساوس المتعلقة بالنظافة الشخصية مثل تكرار غسل اليدين .
- وسواس الشذوذ الجنسي .
- وسواس الخوف من الموت .
اما عن المظاهر السلوكية التي تظهر علي الاشخاص المصابين بالوسواس القهري فتشمل ( اعادة تكرار لكلمات او جمل معينة , تخزين الادوات والاشياء التي لا قيمة لها بصورة تشابه مريض الاكتناز , التنظيف للمنزل بصورة مبالغ فيها , اعادة ترتيب الاشياء بمثالية عالية وهو من اهم ما يشابه فيه مرضي الوسواس القهري مرضي الشخصية الوسواسية , الانخراط في الطقوس الدينية بشكل غير طبيعي او الصلوات مرارا وتكرارا , الوضوء اكثرمن مرة وهي من صفات الوسواس القهري الديني , القيام بتصرفات غريبة من اجل التخفيف عن التوتر الذي يعيش فيه ) .
اما عن اعراض الوسواس القهري التي تظهر علي الشخص في الحياة الاجتماعية فهي ( عدم رغبة الشحص في مصافحة الاشخاص الاخرين , يظهر علي المريض القلق والتوتر في حالة اذا ما كان المنزل غير مرتب والامور غير منظمة , الاحتفاظ بروتين معين وعدم القدرة علي الخروج منه , تضييع وقت كثير في السير وراء الافعال القهرية , التأخير في تسليم المهام المطلوبة والتاخر علي العمل ) .